كشفت الدراسات – وما زالت تكشف المزيد كل يوم- الأضرار الهائلة لما يُعرف بالتدخين السلبي، الذي ينتج عنه ما يُعرف بالدخان "الثانوي"، والناتج عن زفير المدخن بعد شربه إحدى منتجات التبغ وعن احتراق المنتج نفسه.. هذا الدخان خليط مركب من أكثر من 4 آلاف مادة كيميائية، والتي صنّفت أكثر من 50 منها على أنها مسببة للسرطان و6 منها على أنها سموم تؤثر على تطور الجنين وعلى عملية التكاثر.
وهذا الخليط يتضمن كيماويات خطيرة مثل البنزين والسيانيد cyanide والكادميومcadmium والرصاص والبولونيوم المشع radio active polonium والبنزوبايرين benzo(a)pyrene والنشادر وأول أكسيد الكربون والنيكوتين وثاني أكسيد الكبريت والفورمالديهايد والزرنيخ والكروميوم، وتتغير مكونات هذا الخليط المعقّد كلما مكث في الهواء مدة أطول واختلط بالمواد الأخرى الموجودة في الهواء المحيط.
ويعتبر الدخان الثانوي مصدرا هاما لملوثات
هواء الأماكن المغلقة؛ فهو مسئول مثلا عن 3000 حالة وفاة سنويا بالولايات المتحدة فقط نتيجة الإصابة بسرطان الرئة، في حين أن ملوثات الجو في الأماكن الخارجية مسئولة عن 100 حالة وفاة سنويا.
يتسبب الدخان الثانوي في إصابة بعض الناس بمرض الربو – خاصة الأطفال - أو ازدياد حالات الربو سوءا، بالإضافة إلى مشاكل في التنفس والحالة المعروفة باسم الوفاة المفاجئة للطفل الرضيع sudden infant death syndrome، كما يتسبب - في فئة الأطفال خاصة - في الإصابة بالتهابات الشعب الهوائية والرئة والأذن الوسطى، بالإضافة إلى تعريض الطفل للإصابة بأمراض القلب حين يكبر وللضعف العصبي السلوكي.
أما تعرض الأم الحامل غير المدخنة للدخان الثانوي، فبالإضافة إلى تسببه في حالة الوفاة المفاجئة للطفل الرضيع فيما بعد، فإنه أيضا يتسبب في ولادة طفل أقل من الوزن الطبيعي وفي إصابة ذلك المولود بقصور في وظائف الرئة.
وفي حين أن الكثير من المناقشات تدور حول خطورة الدخان الثانوي من حيث الإصابة بسرطان الرئة وصعوبة التنفس عامة، فإنه أشد خطورة على القلب؛ فيتسبب الدخان الثانوي في تسمم عضلة القلب وقصور الأوعية الدموية في أداء وظيفتها من أجل ضبط ضغط الدم وجريان الدماء بها، بالإضافة إلى التسبب في تجلط الدم وفي تراكم المواد التي تسد الأوعية الدموية، وبالتالي حدوث ما يعرف بالأزمة القلبية، ويؤدي كل ذلك إلى وفيات بسبب أمراض القلب الناتجة عن التعرض للدخان الثانوي تزيد 15 مرة عن الوفيات بسبب سرطان الرئة للسبب نفسه.
قائمة الأمراض الناتجة عن تعرض الإنسان للدخان الثانوي طويلة؛ فعلى سبيل الذكر وليس الحصر، وبالإضافة إلى سرطان الرئة وأمراض القلب والأمراض المذكورة سابقا يتسبب الدخان الثانوي في سرطان الجيوب الأنفية، وعنق الرحم، والإجهاض المفاجئ، وإساءة حالات تليّف الرئة المتكيّس cystic fibrosis، وإلى ضعف التطور الإدراكي والسلوكي للطفل.
تحياتي لكم ....اخوكم : اياد محمد اديب السخني
المفضلات