مهلاً ، إنه حلم لا يقبل التآويل ,..
من مثلي عاشقة ، لشتاء يلاطم موج البحر ، رياح عاصفة تطرق نوافد الصباح ، لسعات برد تُربكني ، وأنا أستطعم ، أتنفس فنجان قهوتي التي أعددتها برائحتك ، على أنغام تباغتني بها فيروز شوقاً بأغنيةٍ ترنمت فيها بملامح حكايتنا المربكة ، تتأجج الذاكرة بلهيب لم يخمده الحرمان لحظة ،..
حينها تجتاحني رغبة جامحة في أن أكتبك ، ولا أدري من اين أبدءك ، فكل البدايات والنهايات تبدء وتنتهي بك ،..
وضجيج الكلمات تتململ في جوف قلم ، قرر اخيرا ان يتنفسك ملء رئتيه سيل بوح ،
هارب بي ،إليك،..
فـ يا شوق العمر، إقرئني وأنا أتحرر من قيودي ، إلا منك .. ومن قلب لم يقترف
ذنبٌ سوى الحلم ،..
بينما أكثر من الألم ، أكثر من الوحدة ، أكثر من الشوق،، يعذبني الحنين ، وصبر
أتجرعه بعداً ، بمرارة لا استحقها ،..
دعني الأن أتورط في لذة الحزن ،أستحضرك شرابُ عشق ، مازالت أثاره تحفر في
روحي جداول ماء ،..
دعني ، أمارس طقوس تعذيبي ، بسادية أهديني للجنون يقتلني .. أركع ،أصلي ،
أستسقي الرباب غيثٌ يغسل ألامي ،..
لعلي أسرق منك ، لشفاهي أبتسامة الأرض الخضراء ، تُنبتُ بالقلب أفراحاً واعدةً ، تُعشبُ قحط السنين ، بـ كؤوس الطلاّ ،..
فـ ويل لي ، و للقادم من العمر ، دون غوث السماء ، ترنيمة من شفاه القلب نبوءات
مطر،..
آن لي أن أصيح بكلي ، أ يا سيد هذا القلب .. المحروم من الفرح ، والموجوع من كل شيء.. لا أحلم في هذه الساعة ، إلا أن أعانق الأمل فيك ، بـ معجزة تهيئ لي
لحظات، أتوحد فيها معك ،..
أرتمي أدفن رأسي المتعب في صدرك ، أسكب ماء العين أبلل به حقول الزهر
النابتة على صدرك لأفنىَ بداخلك ، وأكتفي بك عن كل من في الأرض ،..
فيا أيها المتجذر في أضلعي كـ شجرة خالدة ،، أستقر ها هنا ملء الروح ،
في شمالي المتقد نوراً ،..
وإياك مهما طال البعد أن تشفىَ مني ، إياك أن تهيئ قلبك ، لساكنة آخرى
تؤثثه بغير لمساتي المتطرفة عشقاً ،..
فالأرواح التي تشبهنا نسخة أصلية غير قابلة لتكرار.. والأشياء الجميلة ماهي
إلى صدفة، تعبر العمر مرة واحدة ،..
أتعلم شيئاً.. أنا لا أعرفني حين أمشي طريقا لا أجد في نهايته .. فزاعة تتخد شكل
القدر الكامن بظله المرعب ،..
مُفزعاً عصافير القلب ، قبل ان تلتقط حبيبات الفرح ، فتتعثر ساقطة بنصف جناح ،
وجوع مكتمل ،..
لأن حبنا مقدر عليه ، أن يكون كالأفق الصاعد حافة كون ، موصد النهايات ، لا نملك
معه الرؤية بغير ، عينِ شوقٍ جاوز المدى بأكثر من لقاء وهمي ، اقتبسناه إمعاناً
في البقاء على قيد حب ،..
إلا إنني معك ، لا أريد أكثر من أن أتحسس جمال الوجود بين كفيك ، وأناملك
تفردني وتطويني ، وتدسني في اتجاه اليسار من جيب سترتك منديلاً معطراً
مطوياً بأناقة الأبيض ،..
إذ ليس أحب عندي من أن أمهر برائحة عرقك ، كـ بصمة عطر وسمتني بعبير حـب ،
التصق بي ، والتصقت به .. حتى لما بعد الفناء،..
مهلاً ، إنه حلم لايقبل التآويل .. ولا اريد به أكثر من أن أعثر علي يوما ، نسمة
مسافرة على جناح فراشة ، تلتقي بضوءها المستعر، كي تبلغ عمق تلك الروح
لـ تهمس بها ،أحبك ،..
المفضلات