(A) يساعد على سلامة العينين ونمو خلايا الجلد والأغشية المخاطية
الفيتامينات.. تنظم عمليات التمثيل الغذائي!!
يحتاج المريض للتعويض
د.خالد بن عبد الله المنيع
الفيتامينات هي مواد عضوية أساسية لحياة الإنسان وسلامة صحته، ولكن الجسم لا يستطيع أن يصنعها لنفسه ولهذا فلابد من تزويده بها عن طريق الغذاء ويمكن اللجوء إلى تزويده بها بالعقاقير المحتوية عليها عندما يكون الغذاء مفتقراً أو للعلاج من الأمراض الناتجة عن نقصها. وتشتهر الفيتامينات برموز خاصة أعطيت لها منذ أن اكتشفت لأول مرة في سنة 1912، ولكن بعد أن تمكن الباحثون من عزل بعضها عن بعض وعرفوا تركيبها الكيميائي أصبحت تسمياتها الصحيحة هي التسميات المبنية على هذا التركيب، ومع ذلك فما زالت الحروف التي اشتهرت بها هي الأكثر استخداما حتى الآن.
ولا تعتبر الفيتامينات مواد غذائية بمعنى الكلمة، إذ انها لا تعطي للجسم أي طاقة أو سعرات حرارية، ومع ذلك فإن وجودها أساسي لتنظيم عمليات التمثيل الغذائي.
وتنقسم الفيتامينات من حيث قابليتها للذوبان إلى نوعين هما:
1- الفيتامينات التي تذوب في الدهون وتشمل الفيتامينات أ (A) ود (D) وي (E) وك (K) وهي تختزن في دهون الجسم، ولهذا فإن تناولها بمقادير أكثر من المطلوب يمكن أن يؤدي إلى أضرار صحية خطيرة مثل التسمم.
2- الفيتامينات التي تذوب في الماء وتشمل فيتامينات المجموعة ب (B)، وفيتامين ج (C) وهي لا تختزن في الجسم بل تخرج باستمرار مع البول والعرق ولهذا فمن الواجب ان تكون متضمنة في الغذاء اليومي.
فيتامين أ (A):
يوجد هذا الفيتامين بصورتين هما، فيتامين أ 1، وفيتامين أ 2، والأول منها هو الأكثر شيوعاً، ويطلق عليه علمياً اسم «ريتينول Retinol» وهو ضروري لتنظيم كثير من العمليات الفسيولوجية في الجسم، ولسلامة العينين، فهو يساعد على نمو خلايا الجلد والأغشية المخاطية المبطنة لبعض الأعضاء مثل الأنف والقصبة الهوائية، ولهذا فإن نقصه يؤدي إلى إضعاف هذه الخلايا والأغشية وتعريض الأعضاء المبطنة بها للعدوى أو الاحتقان، ومثال ذلك احتقان الجيوب الأنفية والحنجرة والقصبة الهوائية، وغير ذلك من الأعراض الناشئة عن الاصابة بالبرد، كما يؤدي هذا النقص أيضاً إلى الاصابة بالعشى أو «العمى الليلي»، وببعض الأمراض الجلدية.
وأهم مصادر فيتامين «أ» هي الكبد «لأنه يختزن فيه» وخصوصاً كبد الأسماك، الذي يستخرج منه زيت السمك الذي يعتبر من أهم المستحضرات الطبية التي تعطى للأطفال لتزويدهم بهذا الفيتامين، حيث أن نقصه عندهم يكون أخطر من نقصه عند البالغين.
ومن بين مصادر هذا الفيتامين أيضاً الألبان ومنتجاتها، والبيض ولكن بنسبة محدودة، كما تعتبر المادة الملونة في النباتات وفي الفواكه والمعروفة بالكاروتين مصدراً مهماً لهذا الفيتامين، وكلما زادت المادة الملونة في الفاكهة والخضروات كالجزر كان هذا دليلا على غناها بالكاروتين، الذي يوجد كذلك في بعض الحبوب، وفي قليل من الزيوت النباتية،وخصوصاً في زيت النخيل الاحمر الذي يحتوي على نسبة عالية منه، كما يحتوي زيت الذرة الصفراء على نسبة صغيرة منه، وفي بعض البلاد يفرض القانون تقوية بدائل الزبد وتتباين نسبة الريتينول في الزبد على حسب وفرة الكاروتين في النباتات والمراعي التي تتغذى عليها الماشية.
فيتامين «ب» (B):
توجد من هذا الفيتامين عدة أنواع من أهمها الفيتامين «ب 1» والنياسين والريبوفلافين وب 12، ويدخل معظمها في تركيب فيتامين ب المركب B. Complex ولكل منها خصائص ووظائف معينة.
الثيامين «ب 1»: ترجع أهمية هذا الفيتامين إلى انه يساعد الجسم على الاستفادة من البروتينات والمواد الكربوهيدراتية، كما انه ضروري للمحافظة على الأعصاب، وأهم مصادره هي الحبوب وخصوصا القمح غير المنخول والأرز غير المضروب والخميرة والكبد والفول السوداني واللبن.
ويلاحظ أن وجود الثيامين في الحبوب يكون مركزاً في القشرة وتحتها مباشرة ولهذا فإنه يضيع في عمليات نخل دقيق القمح وعمليات ضرب الأرز لتبييضه. ويؤدي نقص هذا الفيتامين إلى الاصابة بمرض «البري بري» وحدوث بعض الاضطرابات العصبية والنفسية وفقدان الشهية، وهو يذوب في الماء أثناء عملية الطهي، كما انه لا يختزن في الجسم، ولهذا فلابد من توفره في الغذاء أولاً بأول. وفي بعض الدول التي يعتمد سكانها اعتماداً رئيسياً على الخبز الأبيض أو الأرز المضروب ضرباً شديداً يفرض القانون تدعيم الدقيق وحبوب الأرز بهذا الفيتامين.
فيتامين ب 12 السيانو كوبالامين: هذا الفيتامين ضروري لتكوين كرات الدم الحمراء. ويؤدي نقصه في الجسم إلى الاصابة بالأنيميا. وهو لا يوجد في المواد الغذائية النباتية، ولكنه يوجد بنسب عالية في المواد البروتينية الحيوانية. وخصوصاً الكبد الذي يعتبر أهم مصادره، كما يعتبر اللبن والبيض كذلك من مصادره المهمة.
النياسين «حمض النيكوتنك»: ويؤدي نقصه في الجسم إلى الاصابة بمرض البلاجرا. وهو أساسي لعلاج هذا المرض وللوقاية منه وهو يوجد في عدد كبير من المواد الغذائية النباتية والحيوانية. ولكنه يوجد في أغلبها بكميات ضئيلة. وأهم مصادره هي اللحوم، وخصوصاً الكبد، كما انه موجود في معظم الحبوب إلا ان عمليات تبييض الأرز وإزالة النخالة من الدقيق تؤدي إلى ضياعه.
الريبوفلافين: هذا الفيتامين هو نفس الفيتامين الذي يطلق عليه أحياناً اسم فيتامين ب 2، ولكن التسمية الأخيرة لا تستخدم حالياً في الأبحاث العلمية. والريبوفلافين عبارة عن مادة مائلة للاصفرار لها دور هام في عمليات الأكسدة التي تحدث في خلايا كل أجهزة الجسم وهو يساعد في عمليات التمثيل الغذائي، وفي حماية الجلد والأغشية المخاطية. ومع ذلك فإن نقصه لا يؤدي إلى الاصابة بأمراض خطيرة، ولكنه يساعد على زيادة حدة بعض الأمراض الناتجة عن سوء التغذية مثل البري بري والبلاجرا والاسقربوط، كما يؤدي إلى حدوث بعض الالتهابات في زاويتي الفم، وحدوث تورم وتشقق في اللسان، واحمرار واحتقان في قرنية العين. وهذه كلها أعراض شائعة وخصوصاً عند الأطفال في الأقاليم المدارية بسبب نقص الغذاء وفقره في الريبوفلافين. ويوجد هذا الفيتامين في معظيم المواد الغذائية، وأهم مصادره هي الخميرة واللحوم والبيض والسمك. كما انه يوجد في اللبن ولكن بنسب متباينة على حسب نوع الغذاء الذي تتناوله الحيوانات.
فيتامين ب 6: هذا الفيتامين ضروري لسلامة الأعصاب والجلد وتركيب الدم. ويؤدي نقصه إلى حدوث تشنجات في الجسم وخمول في التفكير، كما يؤدي نقصه إلى الإصابة بالأنيميا.
جريدة الرياض
المفضلات