صفحة 2 من 2 الأولىالأولى 1 2
النتائج 11 إلى 12 من 12

الموضوع: (اخرجوا العلمانيه؟؟؟من جزيرة العرب)

  1. #11


    الشيخ صالح الفوزان يرد على مقالة السالمي
    قرأت مقالاً نشرته جريدة الجزيرة في عددها الصادر يوم الثلاثاء 3-8- 1427هـ للكاتب: حماد السالمي بدأه بقوله: قرأت مقالاً مذيلاً بتوقيع الشيخ صالح الفوزان نشرته صحيفة الوطن انتهى.
    وأنا أعتبُ على جريدة الجزيرة فقد قالت لي سابقاً إنها لا تنشر إلا الردود الصادرة على مقالات نُشرت فيها.
    ولا أدري هل عدلت عن هذا القول أو أن مقال السالمي له خصوصية وأنا لا أعتب على السالمي أسلوبه الذي كتب به مقاله فهو الأسلوب الذي يستطيعه ولن يدحض حقاً ولن ينصر باطلاً مهما تطاول فيه وخرج عن أدب الكاتب ويبقى إثمه عليه فالله تعالى يقول: {مَا يَلْفِظُ مِن قَوْلٍ إِلَّا لَدَيْهِ رَقِيبٌ عَتِيدٌ }.
    لكني أناقشه في تجاوزاته العلمية التي ربما تشوش على بعض القراء وهي كما يلي مع الإجابة عنها:
    أولاً: قال: وعلى كثرة ردود الشيخ صالح الفوزان ومداخلاته مع كُتَّاب وقراء الصحف وما يظهر منه في بعض ما يكتب من تعصب شديد لآرائه ومحاولاته التقليل من شأن آراء غيره من كُتَّاب ومفكرين أو علماء، خاصة ما تعلق منها بمسائل فقهية خلافية إلا أن هذا يظل من الأمور التي تخصه وحده فقناعاته وآراؤه لا تلزم أحداً غيره.
    لأن بلادنا - بحمد الله - وبلاد العرب والمسلمين كافة مليئة بالأكفاء من المفكرين والعلماء الذين لهم اجتهاداتهم وآراؤهم وهم يَعْرِضون عادة ولا يَفْرِضون مثل غيرهم.
    وجوابي عن هذا المقطع:
    1 - أقول أنا ولله الحمد لم أنفرد برأي من عندي وأتحدى السالمي وغيره أن يبرزوا رأياً لي انفردت به عن غيري في جميع كتاباتي وردودي.
    2 - المسألة ليست مسألة آراء وأفكار وإنما هي أحكام شرعية مأخوذة من أدلة تفصيلية من الكتاب والسنة بطريقة الاجتهاد والمجتهد قد يخطئ وقد يصيب - وأعني بالمجتهد من تتوفر فيه شروط الاجتهاد التي نص عليها العلماء في كتب الأصول - ولا أعني المتعالمين والمفكرين وأنا أتمشى على أقوال العلماء ولم آتِ بشيء من عندي كما يقوله السالمي:
    3 - ليست العبرة بالآراء الفقهية مهما بلغ أصحابها من العلم والفضل وإنما العبرة منها بما قام عليه الدليل من الكتاب والسنة.
    4 - أنا أحمد الله وأشكره على وجود العلماء في أقطار العالم الإسلامي ولا أنكر علمهم وفضلهم - لكني أقول: ليس أحد منهم معصوماً من الخطأ - والواجب على الجميع اتباع الدليل: {فَإِن تَنَازَعْتُمْ فِي شَيْءٍ فَرُدُّوهُ إِلَى اللّهِ وَالرَّسُولِ}.
    وكل عالم رأى أني خالفت الدليل أو قلت قولاً لم يقله أحد غيري فليحدده لي مشكوراً لأتراجع عنه إن كان خطأ فأنا لا أزكي نفسي.
    ثانياً: قال السالمي: أولاً أنه حمل عنواناً يوحي بنصيحة - بينما قام في جملته على التهديد والتقريع والتسفيه - وهذه بادرة غير حسنة خاصة إذا أتت من إنسان يعد نفسه من العلماء ومحسوب على هيئة كبار العلماء في المملكة.
    وجوابي عن ذلك أن أقول:
    1 - أنا لم أضع العنوان وإنما وضعته الجريدة أخذاً من أثناء كلامي.
    2 - هل مقالي هذا الذي وضعته الجريدة عنواناً وهو قولي: (نصيحتي لبعض الكتاب أن يُسخِّروا أقلام للدفاع عن دينهم ووطنهم) هل هذا الكلام (يحمل تهديداً وتقريعاً وترويعاً وتسفيهاً) كما قال السالمي أو يحمل حقاً ونصيحة فعلاً؟ - لكن أظن أن شدة الغضب جعلته لا يدري ما يقول فأخطأ من شدة الغضب.
    3 - أنا لم أعد نفسي من العلماء وما زلت طالب علم مبتدئ وأدعو ربي فأقول: (رب زدني علماً) وفي الأثر أو الحكمة: مَنْ قال أنا عالم فهو جاهل، فأعوذ بالله أن أقول إني عالم.
    4 - إذا كنت محسوباً على هيئة كبار العلماء في المملكة كما قال السالمي فعليه أن ينبه ولاة الأمور على أني لا أصلح في هذا الموضع.
    فإنه لا يسعه أن يسكت على هذا فإنه غش للمسلمين.
    ثالثاً: قال السالمي: والشيخ الفوزان يسمي نقد العلماء والمؤسسات الدينية والمناهج والأحكام القضائية والأمر بالمعروف والنهي عن المنكر وغيره مما أورد تطاولاً لأنه يضع كل ما تقدم في مصاف الثوابت الدينية التي لا تُمس وجوابي عن ذلك: أقول يا سالمي الدين كله ثوابت وكله حق، وأقول:
    1 - أقول الحمد لله أنك اعترفت بما أنكرته عليَّ وعلى الشيخ سعد البريك من أنكم تنتقدون هذه المؤسسات الدينية: القضاء والأمر بالمعروف والنهي عن المنكر والمناهج الدينية اعترفت بذلك بعدما أنكرته وسميته فرية - فأزلت عنا تهمة الفرية عليكم .
    2 - المؤسسات الدينية والمناهج أسسها ورعاها ولاة الأمور - حفظهم الله - بإشراف ومشورة العلماء فهم المرجع لإصلاح ما يحصل فيها من خلل لو حصل وليس المرجع هم الصحفيون - ففي انتقاد هذه المؤسسات الدينية الحكومية انتقاد للحكومة نفسها وللعلماء المشرفين عليها - فالأحكام القضائية تُشرف عليها وزارة العدل، والأمر بالمعروف والنهي عن المنكر تُشرف عليهما الرئاسة العامة، والمناهج تُشرف عليها وزارة المعارف والجامعات.
    رابعاً: قال السالمي: والشيخ الفوزان يهدد ويتوعد: إن لم تكفوا عن صنيعكم فهناك غير سعد سينبري لكم ليس دفاعاً عن سعد وإنما هو دفاع عن ديننا وحرماته.
    وجوابي أقول: نعم ونحن عند ذلك - إن شاء الله - ومعنا غيرنا من كل مسلم ومسلمة. وفوق ذلك معنا الله سبحانه الذي يغار لدينه وحرماته أنْ تُمس: {إِن تَنصُرُوا اللَّهَ يَنصُرْكُمْ}.
    قال السالمي: والشيخ الفوزان يعرف الغيب وما وراء الحجب عند رب العالمين فهو يُروِّعُ الكُتَّاب المتهمين والمعلمنين والمفكرين مِن قِبل مَنْ يدافع عنه بهذا الحماس أنهم سوف يُحاسَبُون يوم القيامة.
    وجوابي: أقول سوف نُحاسَبُ أنا وأنت وجميع الكُتَّاب وجميع الخلق يوم القيامة. ولم أدَّعِ علم الغيب بذلك وما وراء الحجب. وإنما أذكر قوله تعالى: {إِنَّ إِلَيْنَا إِيَابَهُمْ ثُمَّ إِنَّ عَلَيْنَا حِسَابَهُمْ}وأعيذك بالله أن تكون ممن ينكر ذلك.
    خامساً: قال السالمي: لست وحدي مَنْ صُدم بقول الفوزان والذي أود أن أذكره مجدداً أنه ليس وصياً على أحد ولا ينوب عن رب العالمين في الأرض ولا يلزم أحداً بقول أو رأي.
    وجوابي عن ذلك أن أقول: إن الله أوصاني وأوصى غيري بقوله تعالى: {وَالْعَصْرِ (1)إِنَّ الْإِنسَانَ لَفِي خُسْرٍ (2)إِلَّا الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ وَتَوَاصَوْا بِالْحَقِّ وَتَوَاصَوْا بِالصَّبْرِ} (3)وبقوله تعالى: (وَإِذَ أَخَذَ اللّهُ مِيثَاقَ الَّذِينَ أُوتُواْ الْكِتَابَ لَتُبَيِّنُنَّهُ لِلنَّاسِ وَلاَ تَكْتُمُونَهُ). وأقول وأنتم لستم أوصياء على رجال الدين والذين يأمرون بالمعروف وينهون عن المنكر وعلى الدعاة والقضاة ولا يسعنا السكوت عن الإنكار والنصيحة والتواصي بالحق والتواصي بالصبر.
    سادساً: قال السالمي: وما يؤخذ على الشيخ الفوزان أنه كرر أكثر من مرة قوله: (ديننا وبلادنا) أتت في معرض تقريعاته وتهديداته للكُتَّاب. وكأن الدين له وحده والوطن له وحده. ثم قوله: فهناك غير سعد سينبري لكم دفاعاً عن ديننا وحرماته فصوَّر الأمر وكأنه بين فريق من أهل الدين يدافع دونه وفريق كافر يريد الهجوم عليه. وجوابي عن ذلك:
    1 - كلمة (ديننا وبلادنا) كلمة تسع الجميع ولا تخص أحداً دون أحد من المسلمين - فأنا لا أقصد قصره عنكم كما تصورت.
    2 - الهجوم على الدين والإسلام قد يحصل من بعض المسلمين كالبغاة والصائلين ولا يختص ذلك بالكفار. ولماذا شُرعت الحدود والتعزيرات في حق مَنْ يرتكب الجريمة التي توجب الحد أو التعزير من المسلمين؟. وأما الوطن فيكون للمسلم والكافر المعاهد والمستأمن إذا حافظا على العهد والأمان.
    سابعاً: قال السالمي أخيراً فإن الكُتَّاب الذين يراهم الشيخ الفوزان فريق حرب في وجه الدين هم أول مَنْ دافع عن الدين وحرماته.. وقفوا في وجه الإرهاب منذ بداياته.
    وجوابي عن ذلك أن أقول: لو أنكم وقفتم عند حرب الإرهاب لشكرنا لكم ذلك لكنكم أفسدتم هذا بمهاجمتكم للعلماء والقائمين على الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر وإنكاركم لعقيدة الولاء والبراء في الإسلام وغير ذلك مما في كتاباتكم فأنتم تبنون من جانب وتهدمون من جانب وربما يكون عملكم هذا أخطر من عمل الإرهابيين؛ وأيضاً لماذا لا تحاربون خصوم الإسلام وأصحاب الأفكار الضالة حتى يكون عملكم متكاملاً في الدفاع عن الدين وحرماته وتحترموا رجال الدين.
    ثامناً: قال السالمي: فالدين ليس حكراً عليك يا شيخ صالح ولا على البريك، والوطن لأبنائه كافة دون تفريق أو تصنيف أو تخوين وسوف نظل نطالب صاحب الفرية بالبراهين أو أن يكذب نفسه ويعتذر ونطالبك أنت يا شيخ صالح بالاعتذار عما بدر منك في حقنا جميعاً.
    وجوابي عن ذلك:
    1 - أنا لم أقلْ إن الدين حكر عليَّ بل الدين عام لكلِّ مَنْ شهد أن لا إله إلا الله، وأن محمداً رسول الله ولم يأتِ بما ينقض الشهادتين ونحن حينما نرد عليكم لا نخرجكم من الدين ولم يأتِ هذا على ألسنتنا ولكننا ننصحكم عما بدر منكم (والدين النصيحة) وأنتم أولى بالاعتذار منَّا فنحن لم نخطئ في حقكم بينما أنتم أخطأتم في حق خلق كثير من العلماء.
    2 - وأما التفريق والتصنيف فالناس ليسوا على حد سواء، فمنهم المؤمن والكافر والمنافق والفاسق والعاصي وهذا موجود في كتاب الله.
    3 - وقولك: سوف نظل نطالب صاحب الفرية بالبراهين، فإننا لم نفترِ عليكم وأنت اعترفت بمهاجمتكم للمؤسسات الدينية والأحكام القضائية وهيئة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر وغير ذلك ونحن سنظل ندافع عن هذه الحرمات - بإذن الله. والموعد الله وعنده تجتمع الخصوم.


    د.صالح بن فوزان الفوزان -عضو هيئة كبار العلماء



    مقاس التوقيع 500 بيكسل عرض وطول200 كحد اقصى وكذلك حجم التوقيع لا يتجاوز50ك ب نرجوا من الجميع التقيد بذلك من اجل تصفح افضل

  2. #12


    توبة تكفيري(قصة منقولة)
    لم يكن الشاب الممتلئ ثقة ووقارا، ويتوقد من عينيه بريق ذكاء لا يخفى على من يلمح حدتهما التي تعلن أيضا عن إصرار لايلين، لم يكن يحمل هم الزنزانة البائسة التي ألقوه فيها، ولا الأغلال التي غلوه بها، ولا مايتقيأ به ساجنوه من شتائم لا يتفوه بها حتى أدنى السوقة سفالة، ولا التعذيب النفسي والجسدي الذي قد غدا صبوحه وغبوقه مذ حل ضيفا على "جهاز الاستخبارات"، "المباحث "، "الأمن الخاص "، " مباحث أمن الدولة"، سمها ما شئت، فكلها تعني عنده شيئا واحدا فحسب : إنها أحد دلائل النبوة، في قوله صلى الله عليه وسلم ( صنفان من أهل النار لم أرهما بعد، قوم معهم سياط كأذناب البقر يضربون بها الناس، ونساء كاسيات عاريات مميلات مائلات، رؤوسهن كأسنمة البخت المائلة، لا يدخلن الجنة ولا يجدن ريحها وإن ريحها ليوجد من مسيرة كذا وكذا ) ، ولا يخفى ما في اقتران هاتين الظاهرتين، الطغيان السياسي والفساد الأخلاقي والمجتمعي الذي يبدأ بإفساد المرأة، من مغزى...نعم لم يكن ذلك كله يهمه، بل كان غمه الذي أغمه أنه يقبع هنا بعيدا عن ساحات الجهاد التي عشقها عشقا يستحيل أن يبلغه وصف البلغاء، أو شعر الشعراء.وبينما هو في هذا الحال، إذ سمع قرقعة باب الزنزانة الحديدي، فصوب نظره ثم، فإذا به يدخل عليه "المشلح المذهب"، فقد منح مكافأة إضافية على التفرغ لتتويب " التكفيريين " وله فوق ذلك على كل توبة "تكفيري" علاوة سخية من "ولي الأمر"، ألقى "المشلح" بنظره إلى الشاب المسلسل المستند بظهره إلى حائط الزنزانة متقرفصا، فرفع الشاب بصره فأبصرت عينه شيخا في عينيه حيرة وضياع.وأحضر " ذنب البقرة " للـ"مشلح "، كرسيا وفيرا، فجلس عليه، ثم تنحنح وترنح وتبحبح، ثم قال بعدما جلجل جدران الزنزانة بخطبة، لم يتلعثم فيها بحرف، ولاجرم فقد أكثر من تكرارها حتى حفظتها جدران المعتقل، وقد تكلم فيها عن حقوق ولي الأمر، فلم يدع له أمرا إلا وعظمه، ولاعذرا في تهوين جرائمه إلا ولملمه، ثم عرج على بيان وجوب السمع والطاعة، وحذر من التكفير، وأنه أمر خطير، ثم بين ما للمعاهدين من حقوق، وما في مخالفة ولي الأمر من عقوق ومروق، ثم قال : لعل عندك بعض الشبهات، فهات ما عندك هات، فقد أمر ولي الأمر أنه بعد السياط والأغلال، نحاوركم لنخرجكم الضلال.فأسرها الشاب في نفسه ولم يبدها له : قال " وما يدريك لعله يزكى أو يذكر فتنفعه الذكرى".ثم رفع صوته : نعم عندي الشبهات، أحرقت كبدي، وأطالت في الحيرة أمدي، فإن كشفتها لي وتبت على يدك، هل إلى خروج من سبيل ؟ قال نعم : ولك أيضا من العطاء الجزيل، فقل ولا تخش من التطويل، وفصل فيما شئت، واذكر ما علمك من غرك من أهل التضليل.قال : لقد علمونا أن الولاء والبراء أصل الدين، وهو والتوحيد في قرن متين، وأن أمة الإسلام أمة واحدة، تجمعها رابطة الإيمان، وهي توجب على المسلمين نصر بعضهم بعضا، وأن يكونوا صفا واحدا في مواجهة أعداءهم، ولا يحل لهم أن تفرقهم الحدود السياسية، ولا الانتماءات القومية، ولا التعصبات القبلية، يسعى بذمته أدناهم، وهم يد على من سواهم.قال "المشلح" : هذا كل حق سديد، فقل ما هو جديد.قال الشاب : علمونا أنه لا يطلق لقب " تكفيري " على وجه الذم إلا جاهل، ذلك أن هذا اللفظ مجمل، يحتمل الحق والباطل، فالتكفير منه فرض لا يصح الإسلام إلا به، فمن لم يكفر المشركين، أو شك في كفرهم، أو صحح دينهم فهو كافر، ومن الحكم بالتكفير، ما دل عليه ظاهر الدليل، وفي بعض مسائله نزاع، ومنه ما هو باطل، فلا يستعمل الذم بالمجمل والحالة هذه إلا جاهل مضلل.قال " المشلح " : أرى أن هذا كله حق.قال الشاب : وعلمونا أن القضية الجوهرية اليوم التي يجب أن تتجه إليها الجهود، هي أن أعداء الأمة اليهود، يغتصبون مقدساتنا، ويحتلون أرضنا في فلسطين، ويقتلون أهلنا فيها، ويخططون لهدم المسجد الأقصى، وأن الصليبيين المتصهينين حكام أمريكا، ما هم إلا صهاينة، جاءوا محتلين بلادنا، احتلالا سياسيا وعسكريا أيضا، وقد جاءوا أيضا يحمون اليهود، ويمدونهم بكل ما يحتاجونه للعدوان على الإسلام والمسلمين، ويسعون لإبقاء أمتنا ذليلة، بارتهان سياسة دولنا لمصالحهم، وثرواتنا لأطماعهم، ويحاربون ديننا، ويحولون بين شعوبنا وتحكيم شريعة الله فيهم.قال "المشلح" لكن قالها هذه المرة بصوت ضعيف : صدقت.قال الشاب : وعلمونا أنهم جاءوا محتلين العراق، في حملة صليبية، ليسرقوا ثرواته، ويعيثون فيه فسادا، ولإزالة أي تهديد قد يخيف أولياءهم اليهود، وليجعلوا سياسته الخارجية وفق مخططاتهم والصهاينة، وليحولوه إلى مرتع لكل زنديق، ومسرح لكل من له مع الشيطان عهد وثيق، متسترين بشعار الحرية الكاذبة، والديمقراطية الزائفة.ثم قد صرحوا أيضا، أن ما سيفعلونه في العراق سيعمم على المنطقة بأسرها، وأظهروا إنهم إنما يريدون حماية اليهود، وأن يأتي اليوم الذي تطبع العلاقات بينهم وبين المسلمين، فتزال من عقيدة المسلمين ومناهجهم مفاهيم عداوة الكفار، والبراءة منهم، ويستبدلون ملتهم بدين الإسلام، وهذا إعلان حرب على أمتنا من أمة اليهود والصليب، لاتخفى على جاهل فضلا عن أريب.هذه هي القضية الجوهرية اليوم.وعلمونا أيضا أن إعانة الأعداء على مقاصدهم، ومظاهرتهم على المجاهدين الذين يتصدون لمخططهم، ردة عن الدين، وخيانة لأمة المؤمنين، وكفر برب العالمين.قال " المشلح " وقد أطرق وتجللته هيبة الحق : صدقت.قال الشاب : وقد علمونا أيضا أن كل مكسب تكسبه الحملة الصليبية التي يطلق عليها زورا وغرورا " الحملة الدولية على الإرهاب "، في أرض الإسلام، وكل احتلال لبقعة منه، وكل خطوة في اتجاه أهدافهم، تعني خسارة فادحة للإسلام والمسلمين، وظهورا أكبر للكفار على المؤمنين.وكلما تأجلت المواجهة مع مخططهم الخبيث، جزعا منهم، أو شكا في نواياهم، أو ركونا إلى الدنيا، زاد حجم الخسائر التي تتكبدها الأمة بمرور الزمن، ثم إنها قد تتراكم بسبب تأجيل المواجهة، حتى يصبح أمر الإسلام مندرسا، وحال المسلمين منتكسا.قال " المشلح" : عوذا بالله.قال الشاب : وعلمونا أن عز الأمة في الجهاد، فهو سبيل الرشاد، ولهذا فأعداؤنا لا يحاربون مفهوما إسلاميا كمحاربتهم لمفهوم الجهاد، حتى إنهم يحاربون نفس اسمه، ويرومون انتزاعه من فكر الأمة وضميرها، ولهذا يشوهون سمعة المجاهدين، ويرمونهم بكل قبيح.وعلمونا أن الخوف من الأعداء، والوهن منهم، والرضوخ لهم، لن يرضيهم، بل سيزيدهم طغيانا وطمعا فينا، ولهذا قال الله تعالى ( ولن ترضى عنك اليهود ولا النصارى حتى تتبع ملتهم قل إن هدى الله هو الهدى ولئن اتبعت أهواءهم بعد الذي جاءك من العلم ما لك من الله من ولي ولا نصير ) .ولهذا قال تعالى ( وكأين من نبي قاتل معه ربيون كثير فما وهنوا لما أصابهم في سبيل الله وما ضعفوا وما استكانوا والله يحب الصابرين * وما كان قولهم إلا أن قالوا ربنا اغفر لنا ذنوبنا وإسرافنا في أمرنا وثبت أقدامنا وانصرنا على القوم الكافرين ) .وعلمونا أن موتا كريما نقاتل فيه دون ديننا وعقيدتنا فننال الشهادة، خير من حياة ذليلة نصبح فيها عبيدا للطغاة.وعلمونا أن التاريخ سيشهد على هذه الحقبة التي حلت فيه جيوش الصليب، بلاد الإسلام، فمن العار على هذه الأمة أن لا يذكر عن هذه الحقبة من أمر الجهاد شيئا، كأن الأمة تحولت إلى قطعان تساق إلى الذبح سوق السائمة، يخضع الزعماء للصلبان، ويبارك علماء السوء هذه الرزية والخذلان.وعلمونا أن المسلم إنما يعيش لرسالة الإسلام، ويموت في سبيلها، ولايحني جبهته إلا لله تعالى، فهو بما يحمل من قلبه من توحيد الله، أعز من كل علج كافر، أو طاغوت خاسر، وأن المؤمن حر بإيمانه وعزة نفسه، وإن كبلوه بالحديد، وأوثقوه كالعبيد.وهنا تحدرت الدموع من عيني الشيخ، وقد أزاح من منكبيه "المشلح"، ووضعه جانبا، ثم قال بصوت خاشع : حدثني عن ساحات الجهاد أيها الفتى الأفلح ؟قال ساحات الجهاد وما أدراك ما هي، هناك زبدة لذة الطاعة، وخلاصة طمأنينة الإيمان، ولب سرور النفس، وجماع انشراح الصدر، هناك مقامات التوحيد الحق، حب الله تعالى في أحلى حلاوته، والصبر كله في أجلى صورته، والتوكل كله في أوثق حضوره وحضرته، والإحساس الدائم بالقرب من الله تعالى، وبعزة المؤمن، وإنك في تلك الساحات، لتحلق في سماء الحرية حقا، فترى الدنيا من تلك العلياء، تراها على حقيقتها حقيرة حقارة الطواغيت الذين يستعبدون بها ضعاف النفوس، وترى الآخرة كرأي العين، كأنك تعانق الحور العين، فليس للموت عندك معنى، سوى انتقال الأرواح إلى أرض الأفراح، حتى إنك تبكي إذا استشهد أخوك فاستراح، وحل في الجنان مع البيض الملاح، وبقيت حيا مع السلاح، ولولا قوله تعالى ( فمنهم من قضى نحبه ومنهم من ينتظر ) لتفطر قلبك أسفا، على بقاءك في الدنيا مخلفا، وإنك تتلذذ بما يخالط شغاف قلبك من ذلك الشعور الغامر بأن الله تعالى يستعملك في جنوده، وأنك على ذروة سنام الإسلام، وأنك ستلحق بركب الشهداء، فتكون في تلك المنزلة العالية الظلال، كمرتبة كل شهداء الإسلام من أصحاب محمد صلى الله عليه وسلم إلى الذين يقاتلون الدجال.ولما رفع الشاب رأسه، أبصر لحية الشيخ وقد بللها الدمع الغزير، ثم قال الشيخ : يا فتى الجهاد، والله ما الحق إلا ما أنتم عليه، فخذني معك، فوالله لئن أموت على ما تموتون عليه خير مما نحن فيه، ليس لنا هم سوى الترقيع للطواغيت، وكلما رقعنا لهم خرقا، خرقوا آخر أكبر منه، حتى لم نجد لهم حلا إلا مذهب المرجئة الجهمية، ولئن سرنا وراءهم فسيخوضون بنا بحر الزنادقة الراوندية.وهاهم يطلبون منا اليوم تحويل مسار الصراع، من كونه مواجهة بين الإسلام والصليبية، ومعركة بين المسلمين والصهاينة، ومنازلة مع مخطط صليبي صهيوني أعلن عزمه تغيير المنطقة وإعادة رسمها لتحقيق أطماعه، وهاهو يتدخل حتى في تغيير مناهجنا، ويطلب حذف أساس عقيدتها من ثقافتنا.تحويل هذا إلى مسار آخر، يصبح فيه : العدو هم أهل الجهاد، والصراع الشرعي معهم لا مع الصليبين، ويعلن فيه كما يقول الصليبيون سواء أن المعركة مع "الإرهاب" هي الأهم والأولى، وأما ما يجري على الأمة فيما وراء هذا فلا يعنينا، فاحتلال فلسطين شأن فلسطيني، واحتلال العراق شأن العراقيين، واحتلال أفغانستان شأنهم هم، وأما ما يفرضه الصليبيون من إفساد في ديننا في بلادنا، فسينظر فيه " ولي الأمر " بما تقتضيه " المصلحة " !! ثم كلما نصر الله المجاهدين على الصليبين في واقعة، اشمأزت قلوب هؤلاء الطواغيت، وأعادوا حملة مكافحة " الإرهاب والتكفير " جذعة، وأقحمونا معهم في هذه البدعة، كأنهم يخشون من تعاطف المسلمين مع الجهاد والمجاهدين !!قال الشاب : الحمد لله الذي بصر قلبك، ونور بصيرتك، وأبصرك الحق، ولئن أخرجني الله من هذه الغياهب، فستنطلق معي إن شاء الله، وتعانقا، ولما هم الشيخ بالخروج، تعلق به حارس الزنزانة وقد سمع كل حديثهما، فقال وألقى السوط من يده : ويحكما .. خذاني معكما.
    منقول للشيخ حامد العلي حفظه الله



    مقاس التوقيع 500 بيكسل عرض وطول200 كحد اقصى وكذلك حجم التوقيع لا يتجاوز50ك ب نرجوا من الجميع التقيد بذلك من اجل تصفح افضل

صفحة 2 من 2 الأولىالأولى 1 2

معلومات الموضوع

الأعضاء الذين يشاهدون هذا الموضوع

الذين يشاهدون الموضوع الآن: 1 (0 من الأعضاء و 1 زائر)

     

المواضيع المتشابهه

  1. حمل 60 نغمة لقبائل جزيرة العرب بروابط مباشره
    بواسطة ماجد الزين في المنتدى مضيف الجوال
    مشاركات: 11
    آخر مشاركة: 26-10-2009, 18:52
  2. ملف مباشر 60 نغمة لقبائل جزيرة العرب (للتحميل)
    بواسطة بدر البكري في المنتدى مضيف قصة وقصيدة وتاريخ شمر
    مشاركات: 0
    آخر مشاركة: 10-08-2009, 01:12
  3. راشد الخلاوي لغز من ألغاز التاريخ في جزيرة العرب
    بواسطة فواز الغسلان في المنتدى مضيف قصة وقصيدة وتاريخ شمر
    مشاركات: 11
    آخر مشاركة: 21-10-2008, 23:30
  4. بناء الكنائس في جزيرة العرب (موضة) الوهن الحديثه
    بواسطة تأبط خيرآ في المنتدى المضيف العام
    مشاركات: 9
    آخر مشاركة: 16-07-2008, 22:09
  5. اطردوا المواطنين ورجال الامن من ( جزيرة العرب )
    بواسطة سنعوس في المنتدى المنتدى الاسلامي
    مشاركات: 4
    آخر مشاركة: 13-05-2004, 08:23

المفضلات

ضوابط المشاركة

  • لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
  • لا تستطيع الرد على المواضيع
  • لا تستطيع إرفاق ملفات
  • لا تستطيع تعديل مشاركاتك
  •  
جميع ما يطرح بالمضايف يعبر عن وجهة نظر صاحبه وعلى مسؤوليته ولا يعبر بالضرورة عن رأي رسمي لإدارة شبكة شمر أو مضايفها
تحذير : استنادا لنظام مكافحة الجرائم المعلوماتية بالمملكة العربية السعودية, يجرم كل من يحاول العبث بأي طريقة كانت في هذا الموقع أو محتوياته