أعوذ بالله من الشيطان الرجيم
بسم الله الرحمن الرحيم
(وضرب الله مثلا للذين آمنوا امرأة فرعون اذ قالت ربي ابن لي عندك بيتا في الجنة ونجني من فرعون وعمله ونجني من القوم الظالمين). سورة التحريم.
ويقول عليه الصلاة و السلام :
خير نساء العالمين مريم ابنة عمران وآسية بنت مزاحم وخديجة بنت خويلد وفاطمة بنت محمد.
امرأة فرعون من هي :
هي آسية بنت مزاحم بن عبيد بن الريان بن الوليد الذي كان فرعون مصر في زمن يوسف عليه السلام.
لمحات :
أشار القرآن الكريم لامرأة فرعون في مواضع متعددة رابطا قصتها بقصة موسى عليه السلام.
(وقالت امرأة فرعون قرة عين لي ولك لا تقتلوه عسى ان ينفعنا أو نتخذه ولدا وهم لا يشعرون)
عاشت في قصر فرعون تعبد الله سرا, وكانت على هذه الحال الى ان قتل فرعون امرأة حزقيل الماشطة وكانت الأخرى مؤمنة تكتم ايمانها.
عندما اراد فرعون ان يقتل موسى وهو طفل رضيع وكانت أمه قد وضعته أمه في التابوت وقذفت به في نهر النيل فأخذه الموج الى قصر فرعون فرأينه جواري فرعون وأخذنه الى سيدتهن وفي حسابهن ان به مال من الذهب والجواهر.
وفتحت آسية التابوت فوجدت به الغلام ينظر اليها بابتسامة وألقى الله محبته في قلبها
(قالت امرأة فرعون قرّتُ عين لي ولك لا تقتلوه عسى أن ينفعنا أو نتخذه ولداً وهم لا يشعرون). [سورة القصص: الآية 9].
وهم فرعون بقتله, فقالت آسية:
قرة عين لي ولك لا تقتلوه.
قال فرعون:
قرة عين لك انت, اما أنا فلا حاجة لي به.
فتبنّت موسى (عليه السلام) طفلاً صغيراً وفرضته على فرعون ثم طلبت له مرضعاً وما كان يقبل ثدياً إلا ثدي أمه فكُلفت بهذه المهمة.
(وحرّمنا عليه المراضع من قبل فقالت هل أدلكم على أهل بيت يكفلونه لكم وهم له ناصحون، فرددناه إلى أمه كي تقرّ عينها ولا تحزن ولتعلم أن وعد الله حق). [سورة القصص: الآيتان 11 - 12].
جاءت إلى زوجها المتكبر عندما قتل الماشطة التي كانت تمشط ابنتها … الماشطة التي قالت له متحدية : ربي وربك الله نتيجة لذلك التحدي قذفها في النار هي وأولادها .
قالت له : "الويل لك ما أجرأك على الله "
فقال لها : " لعلك اعتراك الجنون الذي اعترى الماشطة؟ "
فقالت : ما بي من جنون ولكني آمنت بالله تعالى ورب العالمين .
وبعد ذلك . . . دعا فرعون أمها . . . قال لها : " إن ابنتك قد أصابها ما أصاب الماشطة . فأقسم لتذوقن الموت أو لتكفرن بإله موسى . فخلت بها أمها . .. وأرادتها أن توافق فرعون . ولكنها أبت وقالت : أما أن أكفر بالله فلا والله . وهذا هو التحدي ... تحدي الواقع بكل ما يملك من قوة وجبروت وعندما رأى فرعون تمسكها بدينها وإيمانها خرج على الملأ من قومه
فقال لهم : "ما تعلمون من آسية بنت مزاحم " ؟ . . . . . . فأثنى عليها القوم . . . ..
فقال : إنها تعبد ربا غيري فقالوا " أقتلها "
ومن ثم نادى فرعون زبانيته . . .
وأوتدوا لها أوتادا وشدوا يديها ورجليها ووضعوها في الحر اللاهب ... تحت أشعة الشمس المحرقة ووضعوا على ظهرها صخرة كبيرة لقد كانت متنعمة بالفرش الوثير وشتى أنواع الطعام . . . والمقام الكريم . والآن تضرب بالأوتاد تحت أشعة الشمس وعلى ظهرها صخرة كبيرة .
وليت فرعون وقف عند ذلك . . . إنما قال لزبانيته " انظروا أعظم صخرة فألقوها . فإن رجعت عن قولها فهي امرأتي . وأخذ يتلذذ بتعذيبها . . .
وفي أثناء ذلك . . . نظرت إلى ما عند الله فقالت :
(رب ابن لي عندك ..... الظالمين ) التحريم
و كشف الله عن بصيرتها فأطلعها على مكانها في الجنة ففرحت وضحكت وكان فرعون حاضراًً هذا المشهد .
فقال : ألا تعجبون من جنونها ؟ إنا نعذبها وهي تضحك فقبض اللة روحها إلى الجنة رضي الله عنها . .. وألقيت الصخرة عليها .. فلم تجد ألما لأنها ألقيت على جسد لا روح فيه .
لقد استحقت أن يضعها الرسول صلى الله عليه وسلم مع النساء اللاتي كملن ، وذلك عندما قال : " كَمُلَ من الرجال كثير ولم يكَمُلَ من النساء إلا آسية امرأة فرعون ومريم بنت عمران ، وإن فضل عائشة على النساء كفضل الثريد على سائرالطعام " .
اسية المؤمنة هي السراج الثاني الذي أضيء في ظلمات قصر فرعون . .
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم :
من أحب لقاء الله ، أحب الله لقاءه ، ومن كره لقاء الله كره الله لقاءه
تم الاعداد بتصرف
المفضلات