الشيم والعفو والمكارم كلها من العادات التي لا يتخلي عنها العربي الأصيل ,والحكايات الواقعية التي لها صلة مباشرة في كل هذه القيم الانسانية كثيرة وهذه القصة تتحدث عن الصبر والعفو.
وصاحبة هذا الموقف النبيل امرأة بدوية اسمها (نوير)وكان لهذه المرأة وزوجها عمران ولد وحيد وكان مدللا.
صادف ان يحل عليهم جار من عشيرة اخرى وكان لهذا الجار اولاد وكان كل ابناء الحي يلعبون معا وفي ذات يوم تشاجر احد ابناء الجار الجديد مع ابن عمران وقدر الله ان يقتل ابن عمران علي يد ابن جيرنهم وعلى الفور فر القاتل هاربا قاصدا بيوت الشعر فدخل والده وقال:لقد قتلت ابن جارنا ابن عمران,فنهض والده وامسك به وجاء به الى عمران وقال:ياعمران انا وجدت منكم كل التكريم والمعزة وهذا ولدي لقد قتل ولدك فقم واقتله،فكانت الصدمة كبيرة علي عمران واستل سيفه يريد ضرب عنق الذي قتل ولده وكانت زوجته تستمع الى ما حدث وعندما ايقنت انه يريد قتل القاتل نهضت واسرعت الى زوجها وقالت بصوت مرتفع قف يا عمران لا تقتله فما كان من عمران الا ان استجاب لطلب زوجته التي تقدمت نحو زوجها واخذت السيف من يده وهي تتردد لا حول ولا قوة الا بالله اما عمران فقد انهمرت الدموع من عينيه والحزن يعصر قلبه علي فقده ولده الوحيد واقتربت منه زوجته لتهدىء من روعته وقالت هذه القصيدة:
الحمد للباري صدوق المخايل====اللي بلانا بالليالي بلا ايوب
ادخل دخيل البيت لو كان عايل====عفو عن المحروج حق وما جوب
تكسب بها الطولات عند القباءل====ولا يستوي طيب من الصبر مسلول
خله عتيق ياذعار السلايل====لو كان لابني مهجة القلب مطلوب
ولا يستوي لك يا رفيع الحمايل====ذبحت دخيل البيوت عيب وعذروب
وبعد ان استمع الجميع الى القصيدة بكوا بكاء شديدا وقام عمران وقال لوالد القاتل لقد اعتقته لوجه الله فاذهب انت وهو عليكما امان الله.
وقد لقبت القصة: (نوير الادمية)
تحيات المهيني
المفضلات