ميزر الشمري من الرجال المعروفين بالطيب والكرم ومن الحريصين علي شبة النار واعداد القهوة ويفد اليه جماعته والضيوف وعابر والسبيل ما ان يسمعوا دق النجر الذي يسمع في بيته باستمرار والذي هو بمثابة دعوة ترحبية بالجميع وبالرغم من احوال ميزر المادية المتواضعة الا انه ظل محافظا على هذه العادة الطيبة وحريصا على التفنن في اعداد القهوة واتقانها ولكن لميزر ابنة اخت اسمها وضحا بنت عواد المصبح الجنفاوي وكانت وضحا تفتخر دوما بخالها ميزر وكرمه وافعاله الطيبة وترى فيه صفات الرجولة بابهى صورها ثم توفي ميزر ودفن بالقرب من جبل <سنام>القريب من الحدود الشمالية لدولة الكويت وكان لهم جار من البسطاء يزعم نفسه شبيها لميزر في بالطيب والكرم وشبة النار وذات يوم جلس هذا الرجل ينحت <الرحي>لزوجته واستمر عمله هذا من الصباح الباكر الى وقت الظهيرة ومرت به وضحا بنت عواد واذا به يشكو من الصداع وعوار الراس بسبب عدم تناوله القهوة منذ الصباح لانشغاله في نحت الرحي فبادرته بهذه القصيد:
[I]نحت رحاك وخل عنك القهاوي ===شبابها بأيسر سنام دفناه
اللي لدقة نجرها ما يراوي ===من حيث ضامين الشواريب تنصاه
اللي ليا جوا مضرمين و مقاوي ===يلقونها قبل يجونه مسواه
ماهو علي كيف النشاما غلاوي ===يشريه لو هو بالثمن زاد مشراه
ياما تمنى شوفته من خلاوي ===يحي بهشال الخلاحين ما جاه
مرحوم ياللي بالمراجل شفاوي ===شباب نار وللمسايير مشهاه
عساه بالجنة عشير الفداوي ===عرضه وطوله كل ماحل طرياه [/I]
الرحى:عبارة عن قطعتين من الحجر بشكل داءري تستخدم لطحن الحبوب
تحيات المهيني
المفضلات