|؛¤ّ,¸¸,ّ¤؛|الاستغلاّل الأبوّي الأمثل|؛¤ّ,¸¸,ّ¤؛|
أن تأخذ أبناءك في إجازة رائعة ،،،
تشتري لهم هدايا ثمينة ومُفرحة ،،،
تمنحهم حصة لا بأس بها من وقتك الثمين
كل هذه قد تبدو للكثير منّا، وأنا أولكم دلائل على كونك أباً رائعاً ،،،
إلا أن الحقيقة التي قد لا نعيها جيداً أو نتجاهلها تقول غير ذلك،،
فأنت لن تحتاج وقتاً كثيراً أو جهداً جباراً لتجعل طفلك سعيد،
أنما تحتاج لأن تستغل الوقت الذي لديك الاستغلال الأمثل، ناهيك عن أن الحصص الأكثر من الوقت لن تبرز أمامك مثلما تتوقع أنت أو بكلمة أخرى لن تأتي مهما أنتظرتها.
ألا تؤمن معي بهذه النظرية:
من يعمل بإخلاص في الأوقات القصيرة، يخلص أيضاً في الأوقات الطويلة،
أو بعبارة أخرى من يعمل بجد في الأمور الصغيرة فإن ذلك يؤهله لأن يعمل بجد أيضاً في الكبيرة،،
ولكن هذا لا يعني بالتأكيد:
إن أنت أخلصت في الأمور الصغيرة الموكلة إليك فإنك ستنال الكبيرة كمكافأة أداء،، أو ترقية
ولكنها تعني بالتأكيد أنك:
إن اعتنيت جيداً بالأمور الصغيرة فإن الكبيرة منها ستعتني بنفسها تلقائياً.
هذا المبدأ يعمل في كل جانب من جوانب حياتنا، من تدبير المنزل إلى العمل بالحسابات الدقيقة،
انطلاقاً من أعمالنا المهنية وصولاً إلى مسؤولياتنا الأبوية والأسرية،
تذكر المثل القائل:
اعتني بالدراهم، وستعتني الدنانير بأنفسها <<<<< مثل جديد من اختراعي
للبدأ في توفير حصص أكبر "ساعات" من وقتك مع عائلتك عموماً وأطفالك خصوصاً أنصحك أن تهتم بتلك الحصص الأصغر "دقائق" والتي هي بحوزتك الآن وتحت سيطرتك الكاملة ،،
وسترى بنفسك كيف سيكون لهذه الـ "دقائق" البسيطة الأثر والسحر الأكبر على أطفالك وعليك أنت قبلهم.
طبعاً اللي وصل منكم لحد هذا السطر، احتمال كلم نفسه وقال،
يا كثر فلسفتك يا بن دهيم،
خلنا من السوالف والكلام لأن الكلام سهل واعطنيا شي عملي،،
وهنا أقول لمن حدث نفسه بهذا الحديث أو غيره :
أبشر بعزك
وإليك هذه النصائح العملية التي ستفيدك بإذن الله تعالى في استغلال "دقائقك" مع أطفالك الاستغلال الأمثل:
1. وزع ابتسامات:
ما هي الصورة التي يراك فيها أطفالك؟
هل أنت مصدر يبعث السرور في أنفسهم أم يبعث الأسى؟
هل يبتسم طفلك ما أن ينظر إليك أو تنظر أنت إليه؟
أخي وحبيبي الأب:
خذ مجموعة أقلام إيجابية وارسم بها ابتسامة عريضة على محياك في كل مرة تلتقي فيها عيناك بعيني فلذة كبدك واحرص على أن تكون ابتسامتك هذه من الأعماق،
وسترى مفعولها السحري عليك أنت قبل أن تكون على طفلك.
لا تكتفي بأن توزع ابتسامات فقط، ولكن انتقل بعد ذلك إلى خلق ابتسامات على وجوههم أيضاً،
اجعل زوجتك تضحك بأن تفعل بعض الحركات المضحكة واجعل طفلك يفعل ذلك أيضاً،،
لا أرى ما يمنع مطلقاً من 5 – 10 دقائق "تهريج" في البيت يتم فيها تبادل الضحك والطُرف وبعض الحركات أيضاً بين أفراد الأسرة وليكن لك دور البطولة فيها،، لأنك هنا ستكسب على الطرفين وخليك ذهين.
بس انتبه لا يسجلونها وينشرونها بالبلوتوث ثم تتوهق ، وتقول هذي وصايا بن دهيم.
2. كما ترغب:
هل رأيت أو سمعت ولو لمرة في حياتك عن العاشق المتيم؟
دعني أبسط لك الأمر أكثر،،
طبعاً جميعنا يعرف ولو شيئاً يسيراً عن ذلك المارد الذي ما أن تطلب منه شيئاً حتى يقول:
"كما ترغب سيدي"
دعنا الآن نستفيد من هذه المعلومة بطريقتنا الخاصة (يا كثر الطرق الخاصة عندنا)
هل يزعجك أن تأخذ خمس دقائق أو عشر دقائك من وقتك كل يوم لتعلب هذا الدور مع طفلك، وتخبره حين يطلب منك أمراً خلالها:
"كما ترغب حبيبي"
لقد جربت هذه الطريقة مع ابني البكر البالغ من العمر الآن سبع ورأيته مع تكرارها يبتسم ابتسامة عريضة جداً ويغادرني وهو يقول بصوت عال:
أبي يحبني ويكررها أو يخبر بها كل من يقابلهم
لقد أدرك هذا الطفل الصغير أنني في كل مرة أقول له:
كما ترغب حبيبي،
أنني أقول له بطريقة غير مباشرة:
أنا أحبك،
فأصبحت كلماتي تعانق قلبه الصغير.
حتى أنني في اللحظات التي أعنفه فيها بصوت مرتفع، يبقى واقفاً أمامي لا يغادرني حتى وإن أغرقت الدموع عينيه،
إنه يقف بانتظار كلمة الحب التي اعتادها، فهو يتوقع مني أن أحبه حتى في اللحظات التي يعرف جيداُ أنه أخطأ فيها، وذلك من حقه بالتأكيد،
نعم لست أباً رائعاً بكل المقاييس ولن أستطيع القول عن نفسي أنني مثالاُ يُحتذى به في الإبوة،،
ولكنني أعلم يقيناً أن لي مواقف إيجابية كثيرة مع أطفالي أجيرها لصالحي وأشعر بالفخر تجاه ما أنجزته وأنجزه فيها.
أنا هنا لا أطلب منك أن تكون مارد المصباح في كل وقت، ولكن لا تحاول أن تختلق أعذاراً حين يطلب منك طفلك بعض الوقت أو بعض الجهد بل قدمه له على طبق من الحب والتقدير والامتنان أيضاًَ لأن طفلك يرى أنك أنت المصدر الطبيعي لما يحتاجه وهذا ما يدفعه لأن يطلبه منك أنت بالتحديد.
قل نعم إن كان بإمكانك قولها واحذر من البحث عن أعذار لطفلك فهو أذكى منك.
أبي هل أستطيع أن أتحدث إليك؟
أبي ممكن تلعب معي هذه اللعبة؟
إن مثل هذه الطلبات لا تأخذ منك سوى دقائق بسيطة إلا أنها تترك في طفلك أثراً إيجابياً طويل الأمد.
قد يبدو لك في بعض الأحيان أن ما يطلبه طفلك يحتاج لساعات ولكن إن أنت أخذت بالاعتبار أن الطفل شديد الانتباه لما يحصل حوله، شديد الانجذاب أيضاً له، وهو بالتالي لا يمنح مهارة أو عمل ما الكثير من الوقت حتى لا يشغله عن آخر، فهذا سيجعلك لا تتردد مطلقاُ في قول :
"كما ترغب حبيبي"،
ما أن يطلب منك طفلك شيئاً مشابهاً لما تحدثنا عنه أعلاه.
ولو تابعت طلفك لرأيته غالباُ ما يستمر وحده أو مع أخيه أو أخته وهم سعداء جداً لأن والدهم شاركهم في قص شريط الاحتفال أو لنقل اللعبة هنا.
في بعض الأحيان يحاول الطفل أن يستذكي عليك في مثل هذه الأمور أو يستغل هو أيضاً هذه اللحظات الثمينة لصالحه أكثر وأكثر، فلا تقع في الفخ الذي قد يرسمه لك وتنبه لذلك قبل أن تحيط بك شباكه الذكية،،
فإذا ما سألك طفلك عن فعل شيء ما له أو معه، أو مشاركته في لعبة مثلاً، بينما هو لم ينجز بعد ما هو حريٌ به أن ينجزه ، كأداء واجبه مثلاً أو أي شيء قد كلفته أنت به أو أمه ،،
فهذه فرصة رائعة قد لاحت لك كي تخبره أنك تحبه من جديد، ولكن هنا أنت بحاجة إلى إضافة مقادير جديدة لتصبح الطبخة كالتالي: <<< العبارة السابقة ليست دليل على أنني ساعات أطبخ بدل أم محمد إنما هي تجميلية لا أكثر
الآن نعود للموضوع:
"كما ترغب حبيبي إن أنت أكملت واجبك أو فعلت .... " وأملأ الفراغ بما كان ينبغي من الطفل أن يفعله.
أو تقول
"كما ترغب حبيبي على أن تفعل ...... قبل السابعة"،
فأنت هنا توافقه على ما قد بدا له وتتجاوب طرداً وإيجاباً مع المتغير الذي حصل، لكنك في نفس الوقت تحتفظ بالقاعدة الأساسية لتسيير العمل وتضع له وقتاً محدداً لينجز ما قد كلف به أو تضع له ترتيباً يحترمه ليتعلم بذلك أهمية أن ينجز واجباته ومهامه في الوقت، وأن يتعلم أيضاً كيف يرتب أولوياته ويحرص على أداء الأهم قبل المهم.
خلاصة:
عندما تكون طلبات أطفالنا جيدة أو مقبولة لحد ما، فلنتوقف عن قول "لا" إن كان ما يمنعنا أو يعيقنا من قول "نعم" هو فقط عدم التفرغ أو عدم الرغبة.
3. الذكريات السعيدة:
أبحث عن بعض الذكريات السعيدة في حياتك مع طفلك، ولو كان فيه صورة لبعض اللقطات المضحكة والتي كان يسود فيها جو الأسرة السعيد فاحرص على أن تطالعها مع طفلك بين الحين والآخر،
ولا تنسى أن تحكي قصة الصورة في كل مرة تراها مع طفلك ولكن بطريقة مختلفة مع الاحتفاظ بأصل القصة.
واستفد من تغيير سياق القصة حسب ما يقتضيه الموقف الذي ترويها فيه لابراز الجزء المؤثر أكثر حسب الموقف.
في بعض الصور التي أتصفحها وبعض مقاطع الفيديو التي سجلتها لأطفالي أجد من بينها ما يدفعني للضحك فعلاً بمجرد أن أنظر إليها وأتذكر الإحساس الذي كان مخيماً علينا وقت تسجيلها.
عندما أتحدث إلى أطفالي عن تلك الذكريات وأوثق حديثي بتلك الصور أرى نظرات الاعتزاز والإعجاب في أعينهم وألمس فيها رغبة تكاد تنطلق قائلة بأعلى صوتها:
هل يمكن لي أن أحتفظ بهذا الماضي السعيد بين أوراقي الخاصة؟
وبالتأكيد ستكون إجابتي:
"كما ترغب حبيبي إن سمحت لي أن أحتفظ بنسخة منها لي أيضاً"
إن مثل هذه الذكريات تنقل إلى أطفالك إحساسك تجاههم الذي قد لا تستطيع كلمة أحبك أن تنقله أحياناً.
أخبر جارك أو صديقك عن الأشياء التي ترى أنها غير جيده وقام بها طفلك،
وأخبر طفلك بتلك الأمور الجيدة التي فعلها هو أو قالها،،،
في لحظات صفاء ذهنك حاول أن تكتب تلك المواقف التي كان فيها طفلك:
مبعث سرور، فخر ، اعتزاز، ... الخ من الأحاسيس الايجابية التي تجعلك سعيداً جداً أنهم أطفالك
أوجد ما يوثق هذه القصص من صور أو لمسات لهم وأشركهم فيها بأن تحكي لهم تلك القصص وتريهم الصور أو اللمسات أو الآثار.
تم بحمد الله وآمل أن يكون مفيداً لمن يقرأه ويطلع عليه
محبكم في الله
بن دهيم
المفضلات