جَسـدٌ تُـراقِـصُ جـرحَـه الآلام * * * وعليـه حـدّ ُ الـذل راح يُـقـام
لم َيبقَ منـه سـوى بقيـة عـزة * * * ٍتصحـو علـى أطلالهـا وتـنـام
جرفـتْ ريـاح القهرعطـرَ وروده * * * وتعطلـت عـن عشقـه الأنـسـام
قتلـوه إرهابـاً وقـالـوا هـكـذا * * * سيكافَـحُ الإرهــاب والإجــرام
كسروا كؤوس الحب فوق شفاهـه * * * ليمـوت فيـه الحـب والأحــلام
سرقوا عناقيد الكـروم .. و تينَهـا * * * لـم َيبْـقَ لا كَـرْم ٌ .. ولا كَـرَّام
* * *
يا غصة الشعراء .. هل مِن قُبلـة * * * ٍفيها على شفـة السكـوت كـلام
ما عدتُ أكتـب للجمـال قصائـدي * * * فالعشق في زمـن الهـوان حـرام
عبث السراب بيانعـات مشاعـري * * * فأنـا ونهـر العاشقيـن حـطـام
غربتْ بعصر الكره شمس بلاغتـي * * * لا الحُسْـن ُ يُرجِعهـا ولا الإلهـام
هـذا زمـان لا يعـانـق أمّــة * * *ً سكنـت بنبـض دمائهـا الأنغـام
هذا زمان الأقويـاء .. إلـى متـى * * * نأتي ونذهـب والخصـام خصـام
هذا زمان الأقويـاء .. إلـى متـى * * * تُسبـى الرعيـة والرعـاة نـيـام
صدئتْ سيوف الفاتحين ولـم يعـد * * * فوق الخيول ( قتيبة ٌ ) و( هشـام )
وجميع أحـلام العروبـة صُـودِرت * * * ْو تنـكـرتْ لرجالـهـا الأيــام
ضاعت ( نياشين ) البطولة والفـدا * * * لم يبقَ من صـدر ٍ عليـه وسـام
رحنـا نقـدس رهبـة ً حكامَـنـا * * * حتـى تَـألَّـهَ عنـدنـا الحـكـام
لن يكتب التاريـخ فصـل هوانهـم * * * كـي لا تشـوه وجهـه الأسـقـام
مَنْ ضَمّ ( خالدَ ) و( الرشيدَ ) بسِفْره * * * يأبـى بـه أن تُـذكـر الأقــزام
تُشفَى الجراح مع السنين وتنتهـي * * * إلا جــراح الــذل لا تـلـتـام
* * *
سافرتُ في البلدان أبحث عـن غـد * * * ٍتُمحَـى بـه مـن دفتـري الآثـام
فإذا البـلاد علـى العـزاء مقيمـة * * * ورجالـهـا ونسـاؤهـا أيـتـام
و دفاتـر التاريـخ تنعـي مجدهـا * * * وتمـوت فـوق سطورهـا الأقـلام
قلـب الزمـان وبُدِّلـت أشـيـاؤه * * * وعَلـتْ رؤوس فَخـاره الأقــدام
الطيـبـون مخـالـب وأظـافـر * * * والمجرمـون بلابـل وحـمـام ؟!!
أوَ كلمـا نزلّـتْ هنـاك َ مصيبـة * * * فأنـا بهـا دون الجمـيـع أُلام ؟!
أو كلمـا هُدمـت هنـاك دُويــرة * * * فأنـا السفيـه الظالـم الهـدام ؟!
أو كلما في الغـرب ماتـت نملـة * * * ٌقالـوا وراء مماتهـا الإســلام ؟!
هم يعملون بألف .. ألـف وسيلـة * * * ليصيـر سيـد عصرنـا حـاخـام
لن يطفئوا نـور الحيـاة بحقدهـم * * * مهمـا تواعـد فـي الظـلام لئـام
قل للذي في الحـزن ظـن زوالنـا * * * نحـن البقـاء وثـغـره البـسـام
هي حقبـة وتَمُـر .. لا طاغوتهـا * * * بـــاق ٍ ولا الـخُــدام والأزلام
مـن هـذه الأرض الأبيـة يبتـدي * * * نـور الحيـاة وينتهـي الإظــلام
عرب .. وتعرفنا الفضائل و النهـى * * * ولنـا بمـا فـوق النجـوم مقـام
بلساننا نـزل الكتـاب .. وحسبنـا * * * منا ( الرسول ) وصحبـه الأعـلام
نحن الحضارة قبـل كـل حضـارة * * * ولنـا بكـل حـضـارة إسـهـام
نحن الحقيقـة والوجـود وجودنـا * * * والآخـرون جميعـهـم أوهــام
نحن العدالـة والشرائـع والـرؤى * * * مـن خُلْقِنـا تُستنبَـط الأحـكـام
و إلـى روابينـا الأبيـة ينتـمـي * * * عِلْمُ الفداء .. وشيخـه ( القسّـام )
* * *
يـا أيهـا الوطـن الـذي علمْتَنـا * * * أنّ الحـيـاة محـبـة و وئـــام
يـا أيهـا الوطـن الـذي علمتنـا * * * أن الحـكـايـة وردة وحـســام
أقـدارنـا أنــا نـمـد قلوبـنـا * * * جسـرا ً لتعبـر فوقـه الأقــوام
نحـن القلـوب المفعَمـات مـودة * * * ًو قساتهـا حيـن البـلاد تُـضـام
أعلامـنـا خفـاقـة .. و بحبـنـا * * * ستظـل تخفـق هــذه الأعــلام
أصنام عصـر الجاهليـة حُطِّمـتْو * * * غـداً تُحطَّـمُ هــذه الأصـنـام
.........
للشاعرالسوري:ماجدالخطاب
المفضلات