أمبريالي وانبطاحي وجبان وخائن وكافر ومتصهين وعميل للأمريكان والصهاينة صفاتٌ يزج بها المفلسون لكل من يكشف حقيقة ماضينا المؤلم ، ولكل من ينتقد أخطاء أسلافنا من الشعبويين والقومجية والثورجية ، ولكل من يريد للأمة النهوض من وهنها ، ولكل من يحاول أجتثاثها من مستنقعها الغارق بحلمٍ صعب تحقيقة ، ووهم طال أنتظاره .
وعلى مر السنين نرى حالنا كأمة في تدهور وتدحرج الى الوراء دون أن نقف ولو للحظةٍ واحدة عند أسباب ما نحن به ، ورغم قناعتنا وعلمنا بواقع حالنا وأحوالنا ألا أننا نكابر ونبتعد عن هذا الواقع لنزج أنفسنا في وهم الثورة والمواجهة والحروب ، ورغم توقعنا المسبق لنتائج تصرفاتنا وما تجلب لنا من دمار وشتات وأنتكاسات إلا أننا نقدم على الهلاك والمغامرة والعبث دون تحكيم العقل وتدبيرة .
ولو أعدنا الذاكرة الى الوراء لنقف عند كل هزيمة وأنتكاسة لأمتنا العربية لوجدنا الحقيقة المرة التي يحاول البعض أخفائها وطمسها حتى لا يراها أو يقف عندها الأجيال القادمة ليعرفوا أخطاء قادتهم وأحزابهم ، فمنذ هزيمة 48 وما لحقها من هزائم وأنتكاسات الى حرب لبنان الحالية لم يتغير خطابنا
ولم تتبدل أحوالنا ، وبقيت عقولنا أسيرة نمطٍ واحد هو عدم الوقوف على الأسباب الحقيقية لكل تلك الهزائم .
قادة الثورات والجمهوريات والاحزاب يلقون باللوم على قادة الدول الحاكمة بلوراثة ويتهمونهم بالعمالة والتآمر على الامة ، إلى أن أتضحت الأمور وأنكشفت الغمة فبدنا لنا بأنهم جمهوريات بنظام الوراثة وعملاء بنظام المغامرة والعبث بمقدرات شعوبهم وأرواح مواطنيهم .
ثم خرج لنا المرتزقة والمتسوله اللاقطين فتات خبزهم من أقلامهم الصفراء ليتهموا كل من يقف عند الحقائق وينتقد الأخطاء ونتائجها بتهمٍ جزاف كالعميل والأمبرليالي والأنبطاحي والمهرول نحو الصهاينة وعملائها وما شابه تلك الأتهامات دون أن يقدموا البدائل أو حتى يحاولون طرح المسائل العالقة بين أبناء الامة .
ثم خرج لنا من يضحك على عقولنا ويبرر لأسيادة المغامرين والعابثين بأرواح شعوبهم كمن يقول في حرب العراق بأن " صدام سينتصر لأن الله معه والشيطان مع بوش" والآن منهم من يقول بأن
" السيد سيغلب الصهاينة لأنه حفيد الرسول صلى الله عليه وسلم " وتناسوا بأن الله ينصر من ينصره وأن ما يحدث هو نتيجة لهوٍ وعبث لا علاقة للباريء به .
نحن نعيش في عصر العلم، وعصر المعرفة والتكنلوجيا ، ويجب إخضاع كل عمل نقوم به إلى حسابات علمية دقيقة قبل الإقدام على أي عمل من شأنه أن يحرق البلاد ويهلك العباد، ولا نترك مجالاً للأهواء والتمنيات والعواطف والغيبيات والاعتماد على الاحتمالات الخيالية. فإسرائيل ومعها الدول الغربية وغيرها من الدول، يعتمدون على العلم والتكنولوجية في السياسة والاقتصاد والحرب والسلم وفي كل شيء، وهذا سبب تفوقهم وأنتصارهم علينا.
وأخيراً :
عجبني مثلٌ عراقي قديم يقول (( من قلة تدابيره، حنطته تأكل شعيره )) وحكايته أن فلاح كان يزرع الحنطة والشعير ، فأراد توسيع نشاطه وتنمية مبيعاته ، فباع الحنطة وأشترى ****اً " أعزكم الله " ولأن ال**** بحاجةٍ لعلف ترك له الشعير ليأكل منه ، فضاعت الحنطة والشعير وهذا هو حال العرب الحالي لا يعرفون كيف تؤكل الكتف .
همسة :
الى كل من يريد أنتقاد أمتنا والوقوف ولو للحظةٍ عند الأسباب وراء كل ما يحل بها من كوارث وهزائم
أن لا يقف أو يستمع لأبواق وأفواه من تسببوا في كل تلك المصائب لأنهم لن يجدوا حججاً أو قرائن تدينه سوى نعته " أمبريالي وانبطاحي وجبان وخائن وكافر ومتصهين وعميل للأمريكان والصهاينة ".
تحياتي
المفضلات