من يتابع قناة الجزيرة وغيرها من قنوات التعتيم الظلامي الأعلامي لأمتنا العربية ، يخجل عندما يرى
من يتحدث لغتنا العربية ليستغل الموقف والحدث في توظيفه لمصلحته بسبب خصومةٍ سياسية أو حقدٍ دفين .
وما يؤسفنا ويؤلمنا أن البعض منا قد أختار العبث والفتنة وأثارة الغبار والتشكيك في موقف المملكة العربية السعودية الأخير حول لبنان ليتهمها بالتخاذل والتآمر على الأمة وقضاياها ، بل وصل الحال ببعضهم وعلى شاشات تلك الفضائيات أتهامها بنصرة العدو الصهيوني متناسين عمداً مواقف المملكة القومية والأسلامية ، وحرصها على مصالح العرب والمسلمين ونهوضها بهذه المسؤوليات .
والمملكة لاتحتاج إلى من يدافع عنها أويتحدث نيابة عنها، فشعبها وقادتها يعرفون جيداً واجباتهم ومسؤولياتهم أتجاه أمتهم .
إلا أنني ومن باب المسئولية والأنصاف ومن خلال هذا الموقع العربي والأسلامي " مضايف شمر " أعتقد بأنه قد حان الوقت لنكون أكثر شفافية وموضوعية ولأن نرشد بعضنا البعض ، وأن نقول لمن أخطأ منا قد أخطأت ونعيده الى الصواب ، كما نقول لمن أنخرطوا بوعي أو بجهاله في الإساءة إلى أمتهم. أو من اختاروا الظلام والمستنقعات سكناً يرسلون منه نعيقهم في كل كارثةٍ للأمة ينفثون سمومهم وأحقادهم بالفتنة بين أبناءها، فقد آن لكم أن تعوا وتبصروا ، فزمن الصمت قد ولى ، وزمن العبث بأرواح البشر ومقدراتهم قد أنتهى ، وزمن الغوغائية والشعارات قد دفن .
وأعتقد أنه من الأفضل لنا أن نفكر بعقولنا ، ونعالج أخطائنا ، وأن ننهض بأمتنا ومستقبلها لنحتل مكاننا بين الشعوب الأخرى وأن لا نسير خلف كلمات لا يعي قائلها سوى أنه قالها ، ولا شعارات تحرك مشاعرنا دون أن تفعّل عقولنا ، فأمتنا تحتاج منا العمل لا الكلام.
المملكة العربية أقدمت على موقف عجز عنه العرب مجتمعين منذ وقتٍ طويل ، فأنتقادها للحدث كان
بمثابة النقله النوعية من جمودٍ دام أكثر من خمسة عقود ، ومع ذلك لم تتخلى عن مسئولياتها القومية ، ولم يكن موقفها عذراً لها للأبتعاد عن نصرة أمتها كما يفعل الآخرون ، فهاهي متمسكة بمسارها القومي والأسلامي لترسل المعونات لأشقائها المنكوبين ، وتتحرك على الصعيد السياسي لوقف حمام الدم الذي يطالب أصحاب الشعارات بمزيدٍ منه وهم قابعون في غرف مكيفة بعيداً عن صواريخ وقنابل اليهود ، بل لم نشاهد تحركاً واسعاً لمساعدة لبنان كالذي نراه من المملكة
فهاهي تتبرع بالمساعدات المالية والعينية والدعم المطلق للحكومة اللبنانية وسيادتها وشعبها والتحرك السريع والملحوظ على المستوى السياسي وعلى أكبر المستويات لوقف أطلاق النار وإيجاد حلٍ سريع لأنقاذ ما يمكن أنقاذه وأخراج لبنان من محنته بمن فيهم حزب الله.
وهذا ليس رياءً ولا نفاقاً بل هو واقعاً نراه ونعيشه .
والمتابع منا للحدث والأحداث السابقة يعلم جيداً بالدعم الكبير الذي تتبناه المملكة أتجاه أشقائها المنكوبين على كل الأصعدة ، ولم أسمع أو أقرأ للثورجية والقومجية أن قدموا لأشقائهم سوى الشعارات والخطب وشيءٌ من الدمار وأشعال النار في الحطب .
ما نحتاجه كعرب ومسلمين موقفٌ شجاع يعيد الأمور لنصابها ويخرجنا من الغوغائية والعبث والمصارحه والشفافية وتغيير نمط سلوكنا العاطفي الى سلوكٍ عقلاني يتفكر ويتدبر الأمور ويعالجها بحكمةٍ وتقدير ليكي نواجه ما يحيطنا من أخطارٍ وكوارث ينتظر أعدائنا الفرصة لأنزالها بنا بسبب تصرفٍ أنفرادي أو تقديرٍ غير محسوب العواقب .
ملوحظة :
لست مخولاً عن الدفاع عن المملكة العربية السعودية وعن موقفها ، فهناك من شعبها وحكومتها من هو أقدر وأفضل مني للقيام بذلك ، وخاصةً في مثل هذا الموقع الذي يضم من السعوديين الأشقاء من هم أصحاب عقلٍ وفكرٍ وأنتماءٍ لأمتهم وقضاياها ، ولكني رأيت من واجبي أن أوضح واقعٍ
كعربي ومسلم أراد البعض أثارة الغبار والتعتيم عليه .
المفضلات