عندما قلنا أيام الرخاء وكُنا جادين بـ " نحن العرب " عُرضنا للتضليل وتعرضنا للإستهجان , ثم نرى هؤلاء المُعرضين والمُعارضين الآن وقد نادوا مستهزئين وقت الشدائد بــ .. أين العرب ؟!
وعموماً نقول .. " حفظ الله لبنان وأهل لبنان من كيد العدو والمُغامر "
سؤال نسأله في البداية ونعود إليه قبل أن ننتهي :-
أيهم الأكثر إرهابيةً الآن .. الذي يُفجر سيارةً في أحد شوارع بغداد الخرِبة , أم الذي يُفجر بلداً آمناً ومزدهراً وهو لبنان ؟!
قد أضحكتني تلك البيانات والتصريحات التي خرجت من بعض منسوبي حزب الله وكذلك الأحزاب التي تحمل ذات الإسم في بعضٍ من البلدان العربية .
لقد كانوا يستهجنون البيان السعودي الذي وصف حزب الله بالمغامرون , وأن هذا البلد " السعودية " هو ضد المقاومة والتحرر والتحرير والغدِ الأفضل وغير ذلك مِن ما يزعمون !!
الغريب أن ذات الأشخاص المنكرين والذين هم كحزب الله فرع لبنان , وحزب الله فرع العراق وحزب الله فرع الحجاز وحزب الله فرع البحرين وغير هؤلاء من ذوي السحنةِ نفسها والغاية إياها , هم يتبعون وليتمسون النهج الإيراني عِلماً وفقهاً وعقيدةً وفِكراً أيضاً .. وتِلك الامور تحتاجها أوطانهم الحقيقية لكي يُطلق عليهم بأنهم وطنيين مُحبين لبلدانهم ..
ووجه الغرابة أن هذا الذي يُسيرهم في قم , هو يرى " وتِلك رؤيته ولا أدري كيف ولِم " أن المقاومة في العراق أو فلسطين أو إفغان أو الشيشان أو كشمير أو .. أو .. أو حتى الصومال , إن هي إلا مقاومة إرهاب وترويع وتخريب وغوغائيةً وتضليلاً وحرباً ورجعيةً ضد الإنسان وضد الأرض التي أوت ذلك الإنسان !
ولم نجدهم إلا أنهم يتهمون العرب ومنهم السعودية في تجييش وتجهيز من يسمونهم أيضاً بالإرهابيين القادمين مِن ما يسمونهم بدول الجوار " العراق مثلاً " !
بل ويرون بأن الفِكر العقدي السعودي والذي يسمونه بالوهابية , قد أيد وساند وفتح أبواب الجنة لهؤلاء المقاتلين الذين من أهدافهم إقصاء المذاهب الأُخرى في البلدان الأُخرى ومحاربتها وإفضاء الروح التي فيها إلى بارئها . كما " وكما يزعمون أيضاً " حارب ذات المذهب الوهابي , المذاهب والمناهج الأُخرى في السعودية ..
ولي لحظة أقف عندها هنا ...
كُنا كما نُتًَهم كسلفيين وهابيين إرهابيين أمويين عروبيين " والوصف من طرفهم " , بأننا نقوم أو نؤيد التفجيرات التي تحدث في شوارع العراق والتي يُصاب بسببها الرجل الأعزل والطفل والمرأة , وكانوا حتى مع إنكارنا ورفضنا لها , مستمرون وسائرون بإلصاق التُهم علينا ..
فما بالنا هنا يُراد منا تأييد من يرونهم بالمقاومة اللبنانية " حزب الله " وهو قد عرض بلداً كاملاً للخطر والتفجير وليس جزءاً من سوق , وأحياء كاملة لا شارعٍ واحد , ونساء وأطفال وهم في دورهم وأسواقهم وشوارعهم ومدارسهم قد كانوا آمنين ومثابرين على بناء بلدهم وإعماره أكثر مِن ما هو فيه ..
كيف يُراد منا تأييد حزباً قد عرض بلداً حُراً ومزدهراً ويانعاً لخطر والدمار والتهلكة , ثم يراد منا أن نبرأ من مقاومةٍ عراقيةٍ تُريد تحرير وطنها الذي دُمر وخُرِب وأُهلِك وجعل في مصاف الموزمبيق قوةً وكرامةً ومِنعةً ؟!
هم يرون ..
أن من يقاوم ويدافع عن أرضه وعِرضه وكرامته قد إرتكب إثماً وأمراً محرماً بل وكفراً أيضاً بأمرٍ من أصحاب العمائم , ثم كان على الأحزاب التي تتبع تلك العمائم , أن تُقاتل وتُقاوم وأن تردع هؤلاء الذين أبت عزتهم وعلو هاماتهم إلا أن يُنكسوا أعلام ورقاب المحتل !
وهم يرون ..
أن المقاومة والدفاع ضد العدو هو أمرٌ خاص ومعين لهم فقط من دون الآخرين , وذلك تحت تزكية وتبريك علمائهم المُعممين , وإن كانوا متخفين في سراديب وأحراش الجنوب !! وإن كان غيرهم من النساء والأطفال العُزل والذين لم يشاورهم أحدٌ في ذلك الأمر , قد باتوا إما في العراء فوق ركام منازلهم أو تحت ذلك الركام !
وأنا أرى ..
أن لبنان يمثل بلداً قائم بذاته له حكومته الشرعية وله نوابه وأحزابه وكياناته , له وجوده وعلاقاته مع المجتمع الدولي , له ثِقله وحضوره لدى الدول العربية والإسلامية والدولية ..
وأرى أيضاً ..
بأن العراق .. هو بلد قائم تحت ظل الإحتلال وهو مستباح ليل نهار لهذا المحتل وأعوانه ..
شعب العراق .. هو ما بين جريح ومأسور وهائم في الشوارع , وبين رادم قبر ومردومٍ عليه القبر ..
حكومة العراق .. قامت تحت الإحتلال وهي تسير على نمطٍ قد رسمه لها المحتل , وهي في خدمته سائره وعلى ولاءها له دائمة ما دام للمحتل وجود ..
كرامة العراق .. هي كعزته وشموخه , بين إصبعي المحتل يعبث ويلعب بها كيفما أراد ومتى ما أراد ..
المفضلات