اثبت العقل العربي " على سبيل الحصر " انه مكان غير آمن لأكتشاف الدلائل ومعرفتها واثبت اكثر انه مصاب بعمى الحقيقة وأنه كالمصاب بعمى المساحات في الطرق التائهه .
العقل في عالمنا أصيب بمرضٍ عضال منذ فترةٍ من الزمن ، والعلة أنه أصيب بمرض فقدان البصيرة ، وكلما حاول أن يستشير طبيب أو يبحث عن علاج يجد نفسه أمام عتمة الاطباء وظلمة الادوية .
كل هذا الموت والماسي والجرائم والقتل والهزائم والنكسات التي انتجتها الانظمة المتعاقبة في تاريخنا الحديث ، لم تقدم لنا قناعةً بأن هناك مخطأً واحداً بين الزعماء والقادة والساسة والفلاسفة والمصلحين والمفكرين، ولم تقتنع عقولنا بأن هناك ثم أحدهم كان سبباً وراء تلك النتائج التي نعيشها بسبب تصرفاته أو حماقاته .
عقولنا لا ترى ولا تشعر بهذه الحقبة من تاريخنا ، ولا تبصر ولا تتبصر لما جرى ويجري ، بل لا تريد أن تعمل أو تتحرك قيد أنمله فمعجبها جمودها ، لذلك هي ترمي بالاسباب على غيرها ، وتقذف بالمسئولية على أعدائها ، بل تتهمهم ببرمجتها من خلال ما تستورده دولنا من أدوية وتكنولوجيا منهم ، ولسان حالها يقول " لماذا يفعل أعدائنا كل هذا بنا ؟" وكأنها تريد من أعدائها كشف علتها وعلاج مرضها والبحث في مسببات العمى الذى أصابها .
بعد ذلك المرض العضال والداء الفتاك الذي أصاب عقولنا أصبحنا نسمي المجرم والقاتل والدكتاتور ،بالبطل والزعيم والمجاهد والمناضل ، ونسمي الهزيمة بالانتصار ، والاحتلال بالتحرر والديمقراطية ، والارهاب بالجهاد ، والتفجير بالأبرياء مقاومة ، والمقاومة أرهاب ، والاعداء بالاصدقاء ، والمحتلين بالتحالف ، والخنوع بالسلام ، والبطش والقهر بالتمرد والخيانة ، والمظاهرات السلمية بالأنقلاب ، والمعارضة بالامبريالية والتبعية ، والسرقة بالحق
، والظلم بالعدل ، والكذب والتزوير بالصدق والحقيقة ، وهكذا أنقلبت لدينا المفاهيم وأصبحنا أمة ضحكت من جهلها الأمم .
توضيح :
ما كتبته لا يعني بالضرورة التعميم ولكنها جزءٌ من الحقيقة من وجهة نظري مع كل أحترام لوجهة النظر الأخرى .
تقبلوا تحياتي
المفضلات