الشــيخ ابراهيم الشـــلال المحمود الزوبعي
ذكرى عطرة
فجأة افل عنا نجم ساطع، ورجل لامع، هو صاحب السيرة العطرة الفقيد الشيخ ابراهيم الشلال، ذلك الرجل الرجل الذي نذر حياته للعروبة والرسالة المحمدية الصافية البعيدة عن كل تعصب ومغالاة.
حلو الحديث، سريع النكتة، يسترسل بذاكرة قوية، يحدثك حديث عارف ذكي بلسان عربي تقطر منه حلاوة الظرف.
الذين عرفوا الفقيد عن قرب احبوا فيه صراحته وصرامته معا، مثلما احبّوا نقاءه وانفتاحه على الرأي الآخر وكأنه صاحب رسالة انسانية لاتميز في العرق والدين، بل هي لمن احب الانسان في كل مكان.
تعرف عنه المدن العربية التي اقام فيها مغتربا، رجلا كريم الاصل والمحتد، مثلما هو كريم الطباع والاخلاق، يتدفق شجاعة وكرما ورجاحة عقل مع شفافية يحسد عليها، فهو قادر على ان يأخذك في الحديث تنشد اليه مثلما تنشد الى مزمار ساحر.
مثل هذا الرجل حي في ذاكرة اهله واصدقائه ومحبيه، وان طواه الثرى ورحل عنا الى الاخرى، اكرم الله فيها مثواه وجعل الجنة مأواه.
في ايامه الاخيرة كانت عمّان مراح خياله ومربط فرسه وجد فيها اصالة المدينة العربية ونقاء البدوي الذي غازل الصحراء، وربما سعى فيها ليجد طبيبا نطاسياً يهندس له ضربات قلبه الدفاق المضطرب باضطراب العراق واهله، المفعم بالمعاناة والقلق، لكن عمان لم تكن للشيخ الشلال منفى، فهذا الرجل العروبي يرى في مدن العرب بغداد اخرى تحتضن ذكرياته وتمسح عرق جبهته وتكفكف الدمع عن عينيه، ولذا وجدناه دائم الترحال لايقر على حال، نزاعاً للجديد متطلعاً للغد الوليد بكل ما يحمل من امل او عمل او هاجس.
ليس نعيا ما اقوله، بل كلمة صدق قذفها القلب على اللسان، وما خرج من القلب وقع في القلب.
لله درك يا ابا خالد.
د.عبدالستار جواد
والجدير بالذكر أن المرحوم الشيخ أبراهيم الشلال المحمود الزوبعي هو أبن عم الدكتور الشيخ حارث الضاري رئيس هيئة علماء المسلمين في العراق وهو الذي صلى عليه صلاة الجنازة وأشرف على مواراة جثمانه الطاهر في تاريخ
9-7-2005 توفي أثر عملية في القلب في العاصمة الأردنية عمَّان ودفن بجوار خاله الشيخ صعب المجباس المحمود الزوبعي بطل ثورة العشرين 000
.jpg)
رد مع اقتباس
المفضلات