* رسالة إلى أبطال الحياة *
كتبت يوم المعاق العالمي : 4 / 12 / 2005
[align=justify]إخوتي .. أخواتي : السّلام عليكم ورحمة الله وبركاته .. وبعد :
فإنّني في هذا اليوم أحببت أن أتوجّه إليكم برسائل وجّهتها لنفسي قبل أن أوجّهها إليكم من خلال تجربتي التي دامت 35 سنة في مشكلة مرضيّة نادرة الظّهور في مجتمعاتنا فأنا أعاني من اضطراب حركي في سائر الجسد بسبب حمى أصابتني حينما كنت في منتصف الثّالثة من عمري أقعدتني لسنتين قبل أن أعاود المشي ، وحين كبرت كنت أظنّ نفسي أنّني الوحيدة في مجتمعي التي أعاني من هذه المشكلة حتّى جاءني من يقول لي : لست الوحيدة التي تعاني من هذا العَرَض لكنّك ربّما كنت من القلة الذين تخرجون من بيوتهم ويمارسون أعمالهم ويظهرون أمام النّاس بمشكلتهم هذه دون حرج ، فتعجّبتُ حينها وقلت له : ذلك الفضل من الله ثمّ من أمّي رحمها الله وأكرم مثواها، فبفضل احتوائها وحنانها وذكائها الأموميّ الفطري والّذي لم أر له فيمن حولي مثيلاً إلى الآن، أجل .. إلى الآن ، استطاعت أن تجعل من طفلتها المريضة طفلة متميّزة بين أقرانها ، في محيط عائلتها ومدرستها ، وما كانت تلقّبني إلّا بالبطلة ، ولذلك فإنّ لأمّي رحمها الله نصيب في الاسم الّذي أحببته لي ولكم كواحدة منكم وهو ( أبطال الحياة ) .
وكما كان لأمّي دورها المعنويّ فإنّ والدي رحمه الله لم يأل جهداً في محاولة علاجي ومساعدتي على تجاوز مشكلتي وقد سافر بي لهذه الغاية إلى خارج سوريا ، وحيث كنّا نسافر كان يعرضني على أطبّاء ذلك البلد .
ويؤسفني أن أقول أنّي وجدت حالات معاكسة تماماً لأمّهات وآباء حوّلوا أطفالهم الأصحّاء إلى معاقين نفسيّاً واجتماعيّاً وبالتّالي ذهنياً بسبب كثرة الإهمال وعدم الشّعور بالمسؤولية أو كثرة الدّلال وسوء التّربية .
وما زال ينمو في نفسي ما غرسه والداي في داخلي منذ سنين من معاني الإيمان والإرادة والأمل ومحبّة النّاس والخير . رغم أنّي فارقتهما رحمهما الله تباعاً في سنّ الخامسة عشر ممّا جعل حالتي الجسديّة تنتكس بعد كنت أتماثل للشّفاء كما أخبرنا بعض الأطبّاء .
لكنّ الله لا ينسى عباده ، فهناك من أهل الإيمان والخير من كان يثبّت أركاني ويدعمني في المواقف الحرجة من حياتي ، فاستمرّت بسقياهم غراس والدتي رحمها الله بالنّموّ بل وازدادت عطاء وخيراً ، وجاء اليوم الذي افتتحت فيه ساحة ( أبطال الحياة ) في أكثر من موقع ليمنحني ذلك مزيداً من الدّعم المعنويّ من خلال تواصلي مع الجميع أبطالاً وصنّاعاً للحياة في محاولة لصنع غد أفضل لنا جميعاً بإذن الله ، ولله الحمد والمنّة من قبل ومن بعد .
إخوتي ، أخواتي : إنّ تجربتي وبرغم مرارتها كانت من أكبر الدّوافع لي على النّجاح والتّميّز والإبداع ، ولأنّنا ربما نكون أصحاب احتياج أكثر من غيرنا ( من حيث القدرات الجسديّة ) فلا بدّ أن نكون أكثر استخداماً لقدراتنا الفكريّة كبديل عن ما فقدنا من قدرات جسديّة ، لنغدو بذلك من المبدعين ، فكما يقال: الحاجة أمّ الاختراع . وقد أثارتني جملة قالها شابٌّ غربيّ من ( أبطال الحياة ) ـ مبتور الأطراف الأربعة ـ جملة جعلها عنواناً لكتابه بل ولحياته كلّها الحافلة بالإنجازات والإبداعات ، جملة تقول : ( لا عذر لإنسان يعقل) ولا مانع يا إخوتي وأخواتي أن نستفيد من تجربة هذا الشابّ وإن كان غربيّاً ما دام يقدّم لنا تجربة إنسانيّة فريدة ومفيدة لنا ولمجتمعاتنا .
ومن خلال تجربتي أتيت عبر هذا الموقع المتميّز أحمل رسالة أسأل الله أن تكون متميّزة لأناس متميّزين إن شاء الله ، وأرجو الله أن ينفع بها أبطال الحياة وغيرهم من أصحّاء الأبدان والقلوب بإذن الله .[/align]
أترككم اليوم ونبدأ غداً بإذن الله خطوة خطوة مع الرسالة المطولة في الصفحات التالية ...
المفضلات