فلتذهب الأنجُم الى أعماق السماء ولا تعُد أبداً
وينكسر وجه القمر على صفحة النهر ولا يلتئم يوماً .
تذبل الورود في أوَج الربيع وتتّبدل شوكاً
وليغزو المشيب الشباب , وتلفظ الأرض الموتى ,
وتهب رياح العذاب تقتلع كل نبتةِ
ويصيرُ شدو الأطيار نواح
والأفراح جراح
ولا تطلع ُالشمس بالصباح
ويصبح الدواء هو الداء
وتصيبُ الأرضَ غضبة السماء فتحيل العالم الى شقاء.
وتصبح دماء البشر أرخص من الماء.
ولا عني ترحلين يا حبيبتي أبداً
تأتيني رسالتكِ فلاأجد فيها سوى..
( عزيزي ... لقد رحلت , وإنتهي كلّ شيءِ ِ بيننا)
أهكذا ترحلين ؟
أهكذا أصبحت عزيزاً من الأعزاءِ
بعدما كنت الوحيد في قلبِك فقط من الأحباء
والأوّحد بالعالم ِمن السعداء
وفجأة بلا أسباب تتركيني
شريداً . حائراً . هائماً كالغرباء
تائهاً في صحراء حُبِك بلا مأوى أو ماء
لماذا ؟؟؟؟؟
لأي شيء وبأي شيء إنتهى كل شيء؟.
ما ذا ستقولين لي إذا سألتك
يوم الحساب وفُتحت أبواب السماء ؟ .
ثمّ أين أحلاِمك وآمالِك
أين قرُبِك وودادِك وعن الوفاء والحب همساتِك وكلامِك .
أتذكرين كنُتي إذا هام بكِ الحنين
العالم كله قبِالك تتركين واليّ تأتين بحُبكِ وأفراحِك بوصالِك
وجمالِك والى رحابِ حُبنا تُحلقّين كالنسمة
تَعبر حول أغصان الربيع فتبتهج الورودُ وتشدو الطيورُ
بأجمل النغمات , ونُسابق الزمان ,
نلتهمُ من عمُرنا أجملَ اللحظات
لحُبنا ولأحلامنا ومستقبل أيامنا
حتىّ إذا أهلّ القمر بيننا
لا تريدين أن تعودين وعنيّ لا تبتعدين.
وأنا , أنا الذي أسكنتِك محراب قلبي
و إفترشته لكِ بساتين وظللت أقول أُحُبك , أُحبك , كلّ حينِ ِ
حتىّ لا يتسربُ الشكُ الى قلبك
ويَثبُت حبى لديكِ باليقين .
لقد كان حبنا طاهراً جميلاً بريئاً يزهو نقاءاً وصفاءاً
كل لحظة ليلاً أو نهاراً , وبرغم أشواقنا وحنَينا
الثائر دوماً لم نشأ أن نُدنسّه بخطيئة
حتىّ يظل حُباً سامياً عفيفاً
لقد خيّروني بينك وبينهن فاخترتك
أنتي وتركتهن . لأنني أعرفك منذ سنين ..
كيف كيف عرفتك والآن
الآن حياتي تتركين وإياّها تدمرين
أي قلب بين حناياكي تحملين
هل كان كلّ ذاك الحب عبثاً أم لهواّ أم سراباً وضياعاً؟؟؟
لقد كنتِ ملاكاً للحب
فكيف بهذا الملاك يقتل الحب ويهلكه هلاكاً
بكل جبروت الجبابرة وسيوف الأباطرة
وقرصنة القراصنة
تغمدين كل صنوف الغدر دفعة واحدة
فتدمين كل جوانحي وكل دقة من دقّات قلبي
وكل لحظة من لحظات حبي
وكل نظرة من عيني كانت تدعو اليكي كل حين .
تريدين أن تذهبي فاذهبي!!
ولكنني لن أسامح فيكِ غدرك المهين
ولأن قرارك بالرحيل أصبح نافذاً
في حكم اليقين
ولأنني أرى الآن إنكسار وجهُ القمرَ بعنفوان ضياءه
على صفحة النهر الساكن الحزين
كأنّما إنكسر إنفطاراً على حب كان عليه شاهدُ ُ وأمين ..
وبرغم ذلك ترحلين .. ترحلين
/
\
ولـــ الــعــز ـــد
المفضلات