[poem=font="Simplified Arabic,6,white,bold,normal" bkcolor="transparent" bkimage="" border="none,medium,gray" type=2 line=0 align=center use=ex num="0,black"]
يا صاحب القيد
أَبا عَدِيٍّ أَيَكْفي الشِّعْرُ مَنْزلَة=لِكَيْ تُشَدَّ إلى عَلْيائِكَ الهِمَمُ
لا بَأْسَ بِالسَّيْفِ مَثْلومًا وَمُنْكَسِراً=فَالسَّيْفُ لَيْسَ حَديدًا إنَّهُ شِـيَمُ
أَنْتَ الأَعَزُّ وَإنْ ساموكَ خِسَّتَهُم=فَالصَّرْحُ يُهْدَمُ أَحْيانًا وَيُقْتَحَمُ
عانَدْتَ وَحْدَكَ أَقْدارًا لَهُمْ سَبَقَتْ=ألا يَرِفَّ لَهُمْ في ساحَةٍ عَلَمُ
وَقَفْتَ وَحْدَكَ تَرْوي النَّفْسُ لَوْعَتَها =وَلَيْسَ في وُسْعِها خَوْفٌ وَلا نَدَمُ
تُصانُ بِالذُّلِّ أَمْـوالٌ وأَمْتِعَةٌ=وَلا يُصانُ بِهِ عِرْضٌ وَلا شَمَمُ
لو جئت تطلب عز الذل مثلهموا=بلغتَ أكثر مما جئتَ تَغتنِم ُ
لكن مثلك لا تُودي الحظوظُ به=إن المروءة من أضدادها عِصَمُ
رَكِبْتَ صَعْبًا مِنَ التّاريخِ ضَيَّعَه=مِنْ قَبْلِكَ الكَيْدُ وَالتَّسْليمُ وَالقِدَمُ
شُموسُ بابِلَ في الآفاقِ ساهِرَةٌ =وَالكَوْنُ تَنْجابُ عَنْ أَنْحائِهِ الظُّلُمُ
َأَرْضُ كَنْعانَ وَجْهٌ لا يُغادِرُهُ =حُلْمُ الدَّعِيِّ وَلا يَحْظى بِهِ حُلُمُ
قَلائِدُ الحَرْفِ أَجْراسٌ مُعَلَّقَة=مِثْلَ النَّوارِسِ يَطْفو حَوْلَها النَّغَمُ
لَوْ قِيلَ مَنْ مَنَحَ الأَيّامَ رَوْنَقَها=وَأَوْدَعَ الحَجَرَ الأَسْرارَ قِيلَ هُمُوا
لكِنَّهُمْ غادَروا في حُلْمِ جَنَّتِهِمْ=وَأَوْرَثوا جَنَّةَ الدُّنْيا لِغَيْرِهِمُوا
ما كانَ حُلْمُكَ وَهْمًا كانَ أُمْنِيَةً =أَنْ يُسْتَعادَ مِنَ الأَمْجادِ ما هَدَموا
مَضَيْتَ وَحْدَكَ إلا فِتْيَةٌ نَهَضوا=مِنَ الرَّمادِ لِيُوفوا العَزْمَ ما عَزَموا
لَمْ يَبْقَ إلا دِماءٌ يَلْطِمونَ بِها=وَجْهَ العَدُوِّ دَمٌ يَمْشي إلَيْهِ دَمُ
تَقَدَّموا المَوْتَ نَحْوَ المَوْتِ وَانْدَفَعوا=لا يَعْبَأونَ بِمَحْذورٍ وَلَوْ سَلِموا
مَنْ قالَ إنَّ المَنايا حَتْمُها زَمَنٌ=أَوْ قالَ إنَّ المَنايا ما لَها قَدَمُ
ذابَ الحَديدُ وَذابوا طَوْعَ أَنْفُسِهِمْ=لَمْ يَبْقَ بُدٌّ، تَساوَى الذُّلُّ وَالعَدَمُ
داسُوا عَلى كُلِّ شَيْءٍ غَيْرَ عِزَّتِهِمْ =عاشوا وَماتَتْ عَلى أَقْدامِهِمْ أُمَمُ
أَبا عَدِيٍّ وَأَنْتَ الآنَ في قَرَنٍ=مَعَ الفَجيعَةِ هَلْ يودي بِكَ الأَلَمُ
لا بَأسَ في فارِسٍ أَوْدَى عَلى شَرَفٍ=وَحَوْلَ نَعْلَيْهِ مَوْجُ الغدر يَلْتَطِمُ
إنَّ العُروبَةَ أُمٌّ أَنْجَبَتْ وَقَضَتْ=وَأَنْتَ آخِرُ مَنْ بَرُّوا بِها وَسَمُوا
آتى بك الشوق من آفاق أمنية=تمشى على الارض إلا انها حلم
ياصاحب القيد هذي الحال ملحمة=وسيد الروح فيها الحزن والالم
ياسيد القيد أعطيت المنى سببا=لم تهزم المسخ لكن سوف ينهزم
فتحتَ للرفضِ باباً كيف يُغلقه=فالكونُ رَحبٌ وفيه غيرنا أممُ
يا سَيِّدَ الرُّوحِ إنَّ الرُّوحَ مَنْزِلَةٌ =مِنَ اليَقينِ بِها المَخْذولُ يَعْتَصِمُ
عاشوا وماتوا على أقدامهم عبثا=وَما عَبَثْتَ فَإنَّ الحُرَّ مُلْتَزِمُ
عَبَرْتَ لُجَّكَ في الأَيّامِ مُقْتَحِمًا=ما العمرُ إلا مدى ما أنت مقتحمُ[/poem]
المفضلات