بسم الله الرحمن الرحيم
يتبوأ الجيش العراقي في الذاكرة التاريخية للشعب الفلسطيني مكانة عالية. وتشهد على هذه الذاكرة الباقية مقبرتان لشهداء هذا الجيش منذ عام ،
1948 إحداهما على مشارف مدينة جنين، والثانية في المدخل الشرقي لمدينة نابلس. وتحرص المؤسسات الأهلية والرسمية في جنين ونابلس
على العناية الفائقة بهاتين المقبرتين، جيلاً بعد جيل. كما يحرص المواطنون الفلسطينيون عامة، من مختلف المدن والقرى والمخيمات، ومن
جميع الأجيال، على زيارتهما في المناسبات الوطنية والدينية، والترحم على أرواح الشهداء فيهما.
ولا تكترث هذه الذاكرة التاريخية الشعبية بطبيعة النظام القائم والمتغير ما بين مرحلة وأخرى في العراق. فالأهم بالنسبة لها، هي “وحدة الدم”
التي تمت ورسخت بين الشعبين العربيين الشقيقين، الفلسطيني والعراقي، في معارك عام ،1948 والملحمة البطولية التي سطرها الجيش العراقي
قرب جنين، على وجه التحديد. وبغض النظر عن نتائج هذه المعارك، وعن النكبة التي حلت بالشعب الفلسطيني في ذلك العام، فإن هذه الذاكرة المتراصة على “وحدة الدم”، ترتفع بالوعي البطولي فيما يخص جيش العراق، الى مستوى الاستلهام الدائم لأهمية البعد القومي العربي في
الصراع مع “اسرائيل”.
ماذا بقي من هذه الذاكرة بعد خمسة وخمسين عاماً؟ أو بالأحرى، كيف واجهت هذه الذاكرة المتشبثة بالماضي واقع اللحظة المريعة في الحاضر
بانهيار الجيش العراقي كله وسقوط بغداد في 9 ابريل/ نيسان 2003؟
الذاكرة باقية على أية حال، مع أحزانها الشديدة وسط الانهيارو 2
. فهل يعقل ان يتكسر ويتحطم المشهد العراقي الى هذا المستوى المفزع من الوجع المأساوي؟ا
الله يحفظ العراق واهله من كل سوء
تحية شمرية طائية
القدس
المفضلات