بسم الله الرحمن الرحيم
كشف النقاب أن الموساد الاسرائيلي هو الذي قام باغتيال القيادي في الجبهة الشعبية وديع حداد بواسطة شوكولاته مسمومة.
فقد ذكرت صحيفة "يديعوت احرونوت" نقلا عن كتاب جديد للصحافي الاسرائيلي "اهارون كلاين" ان اسرائيل قررت تصفية حداد في اعقاب تدبيره اختطاف طائرة "اير فرانس" الى عنتيبي في اوغندا في عام 1976.
واضافت الصحيفة ان حداد كان مسؤولاً عن سلسلة من العمليات الفدائية، مضيفة انه كان شغوفاً بالشوكولاتة البلجيكية التي كان يصعب الحصول عليها في بغداد مقر اقامته انذاك، فقام خبراء الموساد بادخال مادة سامة بيلوجية تعمل ببطء الى كمية من الشوكولاتة البلجيكية وارسلوها الى حداد بواسطة عميل فلسطيني لدى عودة هذا العميل من اوروبا الى العراق.
وبعد ان تناول حداد هذه الشوكولاتة تدهورت حالته الصحية مما ادى في نهاية المطاف الى وفاته في مستشفى في المانيا الشرقية عام الف وتسعمائة وثمانية وسبعين.
وبذلك يضاف حداد الى قائمة التصفيات والاغتيالات التي قام بها الموساد الاسرائيلي ضد كودار وقادة الثورة الفلسطينية في الخارج.
وكان الشهيد وديع حداد قد ولد في مدينة صفد في العام 1927، وبعد نكبة عام 1948، اضطر للهجرة من وطنه ولجوئه مع عائلته ووالده إلى مدينة بيروت حيث استقر بهم الحال هناك، وفي هذه الأثناء التحق وديع بمقاعد الدراسة في الجامعة الأميركية ليدرس الطب.
وخلال دراسته انخرط حداد في العديد من النشاطات والجمعيات المدافعة عن الشعب الفلسطيني، من بينها جمعية "العروة الوثقي" التي بدأت بلعب دور سياسي بعد انخراط الشباب القومي المتحمس للعمل السياسي بها، وتولى الشهيد وديع موقعاً قيادياً في هذه الجمعية.
وبعد تخرجه كطبيب من الجامعة الأمريكية وانتقاله الى ساحة الاردن والتحاقه برفيق دربه الدكتور جورج حبش الذي كان قد سبقه الى هناك، ليشكلا معاً العيادة المجانية إلى جانب عيادتيهما، معتبرين نشاطهما الأساسي والرئيسي، النشاط الوطني والقومي وليس الطبي.
ومكث وديع حداد ثلاث سنوات في معتقل الجفر الصحراوي، وبعد الافراج عنه التحق حداد فوراً بمقر الحركة في دمشق، وعلى ضوء عملية الانفصال التي حصلت بين مصر وسوريا، انتقل وديع الى بيروت واستمر في تولي مسؤوليته القيادية للجانب الفلسطيني، وفي مرحلة لاحقة تولي مسؤولية العمل العسكري لكل فروع حركة القوميين العرب حيثما تواجدت، حيث أسندت له مهمة الإعداد للعمل الفدائي فلسطينياً وعربياً (اليمن - ليبيا - وأقطار أخري) وعلى المستوى الفلسطيني كان الشهيد وديع من أكثر المتحمسين لبدء العمل المسلح ضد اسرائيل.
وبعد تشكيل الجبهة الشعبية اثر نكبة عام 1967, تولى الدكتور وديع مهمات قيادية أساسية جداً في الجبهة حيث أسندت له مهمتان رئيسيتان هما المالية والعمل العسكري الخارجي, واستشهد في عام 1978 في ألمانيا الشرقية.
رحم الله الشهيد الدكتور وديع حداد
تحية شمرية طائية
القدس
المفضلات