مفاهيم الانتصار في هذا الزمن بات يشوبها كثير من الغموض والأخطاء , وهذا ما اكتشفته مؤخرا , فقد جزمتُ بتخلفنا عن ركب ( التقدم ) الغربي قرونا كثيرة , لكني اكتشفت أننا في مقدمة الأمم وأن هذه حقيقة لا مرية فيها .. أرجو ألا تعتريكم حيرة فذلك قد ( ثبت علميا ) , لكن هذا الانتصار الذي حققه المسلمون كان بواسطة النساء ولا أدري ما عذر من يعتذر بـ ( وقرن في بيوتكن ) ؟؟
لقد ثبت أن نساء أمريكا بدأن يغيرن اتجاههن من ممارسة الرياضات المختلفة عن طريق الأجهزة الرياضية لاكتساب اللياقة إلى ممارسة ( الرقص الشرقي ) نظرا لما فيه من الفوائد الجسمية والنفسية بل إن النساء في جامعة فرجينيا وما حولها من الأندية الاجتماعية بتن يلتقين أسبوعيا لممارسة الرقص الشرقي العظيم ؟؟ وهذا انتصار لنا وبيان لعظمة مجتمعاتنا وأننا نستطيع مسايرة الحضارة وأن نصدر بعضا منها إليهم .. وهذه ميزة رائعة فينا عندما ندع التمسك بالدين إذ نصبح أوقح الخلق.. ألا ترون أن جميع العلمانيين في دول العالم يدافعون عن أوطانهم وشعوبهم إلا علمانيونا فهم ضد وطننا وشعبنا ؟؟؟؟؟
تقول ماريكا إيفانجيلين لصحيفة ذا غازيت مادحة رقصنا الشرقي الذي يختلف عن رقصهم ( الذي كله نقزة ونطنطة) تقول أنها ( تقوم من خلال الرقص الشرقي بالتعبيرعن مشاعرها وانفعالاتها ؟؟؟؟؟ أرأيتم كيف يقدر الغرب قيمة رقصنا الذي نحاربه .. ( فعبروا ياعباد الله كما يدعوكم الأفاكون عن مشاعركم وانفعالاتكم حتى لا يصيبكم الكبت والإحباط فقد بدأت معالمه تتضح على مجتمعكم , فمن سمات المحبطين كثرة الأكل , ولا أظن هناك شعبا أكثر تخمة منا ؟؟؟ بينما تقول ( الإرهابية ) ليز فارنيني التي تأثرت بالشرق وتلك تهمة حكمها المؤبد او الإعدام وهي عضو في مجموعة فرجينيا تيك للرقص تقول : الرقص الشرقي رياضة رائعة يُكسب المرأة ثقة بالنفس وبحركات جسمها أيضا".؟؟؟؟
ليست هذه فحسب شهادات انتزعناها من( فم ) المنصفين من أعدائنا وأنطقهم الله بها لندينهم بما قالوه ونؤكد نصرنا وتفوقنا , بل لقد أثبت الطب ( الحديث ) أن فوائد الرقص الشرقي تزيد عن مضاره ، وخصوصاً فائدته في خسارة الوزن الزائد، حيث يساعد الرقص الشرقي على حرق 200 إلى 250 سعرة حرارية في الساعة( أي أن الرقص بالساعات فلا تضيعوا أوقاتكم فيما سواه) كما أنه يوفر الفوائد نفسها التي توفرها التمارين السويدية..... يا الله كم يتعبن النساء لرفعة أمتنا ونصرتها , وحفظ مكانتها بين الأمم ثم لا يجدن جزاء ولا شكورا .. يا الله كم نتهم أصحاب الفضائيات بالفسق والمجون بينما هم يخدمون أمتنا ويقدمون صورة مشرقة عنها ... يا الله كم قتل المجتمع العربي والمسلم الكثير من ( الموهوبين ) ولم يقدر موهبتهم وجهدهم وإبداعهم ... وهاهي واحدة ممن عانت من محاولات ( رهيبة ) لوأد موهبتها الراقصة تشرح لنا ظلم مجتمعها وتبين ( كفاحها ) لنيل حريتها (وإبراز مواهبها ) تقول :
كنت بمجرد سماعي للموسيقي وأنا طفلة أقفز وأبدأ الرقص ( موهبة مبكرة ) لكن ما إن كبرت قليلا حتى بدأت عوامل المجتمع الشرقي (وظروفه المحافظة) بالتأثير على عقليتي ونظرتي للحياة) : عيب .. حرام .. فتنة .. المرأة يجب أن تجلس في زاوية مظلمة بعيدة عن أعين الناس وأن تغطي نفسها وتعمل حالها أنها شخص غير مرئي وغير مسموع وغير موجود ؟؟؟؟)
لكن هذه البطلة استطاعت بفكرها النير أن تجاهد أهلها به جهادا كبيرا فأصبحت نجمة في أغاني الفلامنكو , وهذا الفلامنكو ليس نادي فلامنغوالذي يمكنه ترقيص منتخبنا كيف شاء مع أن جماهيرنا أكثر رقصا من جماهيرهم؟؟ بل الفلامنكو رقص وغناء منه سعيد وحزين , تقول بطلتنا : ( يجذبني إلى الفلامنكو الأغاني الحزينة والتي يصاحبها الرقص الذي يعبر عن مشاعر عميقة وجدية وتكاد تشعر أن الراقصة تفصح عن ما بداخل روحها من خلال أدائها ) .. لكن هذه العبقرية بالتأكيد لن تستطيع أن تفصح عن ما بداخل روحها حتى ( تفصخ ما بروحها من الملابس ليتسنى لها التعبير أمام الناس بحرية وشفافية ومصداقية ؟؟)
ولأن العلوم المختلفة لها مصطلحاتها ومفاهيمها فهناك مصطلحات فقهية وأخرى في الحديث وهناك مصطلحات طبية وعلمية وحاسوبية ... الخ.. , كان لزاما تعريف الرقص الشرقي لكونه بات علما من العلوم وله مصطلحاته ومفاهيمه , ********************
********************************8
ونظرا لبزوغ العديد من ( علماء ) هذا الفن وممارسوه ومحاولات بعض ( المدلسين ) اقتحام هذا العلم فقد نشأ فيه علم الجرح والتعديل ..علم النقد والتقييم, وباتت تُمنح ( الإجازات العلمية) من مختصو هذا العلم لبعض ممارسيه ؟؟ فهاهو احد المختصين وممن يمنح الإجازات العلمية يصف إحدى الموهوبات في هذا الفن ليزكيها بقوله : ( ياااااااااااه دى بقى حاجة مختلفة خالص جسم وليونة وقوام وخبرة وجمال وحلاوة وشقاوة وحضور ومتمكنة جدا في الأداء )
وعندما سُئل عن موهوبة أخرى قال
مش سهلة خالص, ومتمكنة وحاجة جامدة يعنى عندها خبرة فى ترقيص كل حاجة؟؟؟)
أمام هذا العلم الجديد الذي بدأ ينتشر كمرض السارس وبات له مختصوه وناقدوه وممارسوه وحفاظا على هويتنا وخصوصيتنا كان لابد أن ( نفزع ) لتدراك الأمر قبل استفحاله , ولأن المدارس مرتع الناشئة ومصنع الرجال وأمل الأمة فليس هناك بد من المسارعة لتعميم ( العرضة النجدية ) لحفظ هويتنا وتأكيد وحدتنا الثقافية ؟؟؟؟؟؟ .... لكن يبدو أن ذلك لن ينجح نظرا لبزوغ الكثير من المواهب حتى على مستوى المدارس الابتدائية, فلدينا ليس من النساء فقط بل من الرجال من ينطبق عليه قول ذلك المختص أنهم يستطيعون (ترقيص كل حاجة) ولأن البينة على المدعي , فما عليكم إلا متابعة فضائياتنا التي تنقل للعالم تطورنا المذهل , وسيقف شعر رأسك فرحا لا جزعا عندما ترى رجالنا يرقصون في الفضائيات وفد فاقوا النساء في هذه المهمة الشريفة التي لا يبتغون من وراءها إلا ( الأجر) ....
بل إن الوزارة لحسن تدبيرها وسعة فقهها تساير كل حديث , فعندما كان هناك اهتماما بالغا بالصناعات والميكنة تم تمهين بعض المصطلحات التربوية فأصبحنا نقول ( ورشة عمل ) لنوحي للناس بعظيم صنعنا في هذه الورشة التي لا نزيد فيها على شرب الشاي والضحك على بعضنا , فلما رأت الوزارة أن العالم يتجه إلى الاهتمام بالمرأة تم تحويل ورشة العمل إلى ( مشغل تربوي ) لكن بعد تحيق هذه الانتصارات العظيمة للرقص الشرقي ,أظنها قريبا ستحول المشغل إلى ( مرقص تربوي ) لننافس الأمم الأخرى...
وهاهي اقتربت أيام الامتحانات , وهي أيام فيها الكثير من الإحباط ولأننا نأكل كثيرا نتيجة هذا الشعور المقيت فلا تستغربوا أن تزدحم البوفيهات بالطلاب , لكن لا تنسوا أنكم سترونهم يرفهون عن أنفسهم بنماذج رائعة من الرقص الشرقي , ولعلكم رأيتم عبر البلوتوث ما يحدث في المدارس من رقص , حتى سجد بعضهم لأحد أبناءنا العظام وهو يؤدي فاصلا قصيرا من الرقص الشرقي ...
أمرٌ ما أجد مرارته في لساني وأود قوله ختاما وهو أننا مع شديد الأسف (نسعى) إلى تخريج (عالمٌ متهتك) أو (جاهلٌ متنسك) أو( مسخٌ ) جديد لا هوية له ..
المفضلات