كان حمد العوامي أحد فرسان بني هاجر من فخذ آل شهوان يملك حصانا أصيلا أهداه له الشيخ محمد بن خليفة حاكم البحرين سابقا.
وكان الحصان صغيرا فرباه حمد العوامي على لبن الإبل وقام بتدريبه على الكر والفر حتى أصبح من أسرع الخيول وأرشقها , يلحق ولا يلحق وأصبح كل من يراه يعجب به ويتمنى لو كان صاحبه .
وحدث أن نشبت احد المعارك بين بني هاجر والعجمان واحتدمت المعركة وصال فيها وجال حمد العوامي فوق صهوة جواده الأصيل وأبدى من ضروب البراعة والفروسية ما أذهل الجميع .
ومضت مدة قصد بعدها الشيخ راكان إلى البحرين والتقى بالشيخ محمد بن خليفة حاكم البحرين وقتئذ . وسأله أن يعطيه احد الخيول الأصيلة فقال له: اختر ما شئت.
وقال الشيخ راكان : إن طلبتي هي جواد حمد العوامي دون غيره .
فقال له الشيخ محمد بن خليفة : إن هذا الجواد قد أهديناه إلى حمد ولن نسترده منه غصبا ... ولكن نرسل له رسالة لكي يتنازل عن الجواد على أن نمنحه ألف ريال فإذا رفض فلن نأخذه منه غصبا .
وعندما وصلت الرسالة إلى حمد العوامي وقراها وعلم أن الشيخ راكان كان هناك أيقن أنها دسيسة منه . فأرسل قصيدة إلى الشيخ محمد بن خليفة يطلب منه فيها أن يستفسر من الشيخ راكان عما حدث أثناء المعركة .. وان يسأله عما إذا كان يستحق ذلك الجواد أم لا ؟ وانه لن يتنازل عن جواده لأي سبب من الأسباب .
وعندما وصلت القصيدة إلى الشيخ محمد بن خليفة التفت على الشيخ راكان وسأله عما فعله خلال المعركة وما إذا كان يستحق ذلك الجواد أم لا ؟
وأجابه الشيخ راكان قائلاً : اشهد انه يستحق هذا الجواد
وأمر الشيخ محمد بن خليفة بإرسال الألف ريال إلى الفارس الشجاع حمد العوامي وان يبقى جواده له .
وهذه القصيدة .....
يا الله ياللي لا طلبته عطاني=يا غافر الزلات يا خير معبود
تفرج لمنهو كاسب المعاني=ذرب الفعايل ما يجي درب منقود
يا طارشي هيا إلى من طراني=رز الشراع وحين ما هبت النود
من العقير تسير والفجر باني=واحذر على صدره من الفشت واحيود
ملفاك محمد سور ذيك المباني=يا سعد من جاله من البعد مظهود
براحته غنى بها المطرباني=ولا احد بعد من مجلسه رد مطرود
ياما عطى من كاظمات العناني=يعطي الاصايل ويلبس الجوخ ماهود
يعطي ولا يرجي وراها ثماني=ياما عطى من غالي الخيل والقود
يا شيخ منك طارش قد لفاني=اخذ الجواب الذرب يا ترثت الجود
يا شيخ لا تطري الثمن في حصاني=والله لو تعطي ورا الألف بالزود
غوجي حسين الدل شقص الاذاني=حلفت ما يهدا على حاكم قود
أبغى إلى رد البرا من أخواني=لينه كما العفري مع مقدم الذود
يبرى لخلفات قمعها أمتاني=وشلفا تلظى حاشي جبها العود
وابغي إلى وقف رهيف الثماني=ينخى على عوج الحنايا هل الزود
رديت أنا غوجي عليهم بياني=والحقت أنا أهل قصر الخيل بشهود
ثم انشدو راكان يوم التقاني+والخيل من ذرب المزاريج يبـــــــود
والغرض من القصه هي ذكر ماضي الاجداد والاعتزاز بهم وعدم اثاره الفتنه والعصبيه القبيليه
والله يرحمهم برحمته
منقول
المفضلات