يقول الدكتور حمود ابو طالب
في مقالة بصحيفة الوطن السعودية:
لم تسبق لي قراءة أي إنتاج للكاتبة الكويتية (ليلى العثمان) حتى يكون لي موقف مسبق من فكرها, سلباً أو إيجابا, كذلك لست متأثراً بالضجة التي أثارتها بعض أعمالها الروائية ووصلت إلى قاعات القضاء الكويتي, أي إنني (دائماً) لست من أصحاب المواقف الجاهزة المبنية على السماع والنقل من الآخرين, ولست ميالاً إلى الحكم على النوايا, وحتى حين أقرأ الرأي أو أسمعه من الشخص مباشرة فإن حسن الظن والتأويل الإيجابي هما الغالبان حتى يصل الأمر إلى درجة من الوضوح لا تتيح لهما البقاء..
كان لا بد من قول ما سبق حتى لا يسارع أحد بتفسير خاطئ لرأيي فيما قالته (الأديبة الكويتية الليبرالية) كما وصفتها الصحيفة الإلكترونية (العربية نت) يوم الأحد الماضي (28 شعبان 1426هـ). وحرية القول والفكر يجب احترامها وإتاحتها لأي شخص, ولكن في المقابل لا بد من حرية في النقاش الهادئ الموضوعي, ومن هذا المنطلق أقول إن ليلى تحدثت عن الحريات والمناهج التعليمية والتشدد والغلو والعادات والتقاليد التي أوصلها أناس إلى مرتبة الدين, كما عرجت على بعض التفاصيل الجانبية التي لا تقدم أو تؤخر كثيراً. كل ذلك من حقها, ولكنها حين تقع في خلط خطير وتنزلق إلى إقحام القناعات والآراء الشخصية في مسائل تهم الجميع, فإننا لا بد أن نقول لها قفي لنناقش الأمر..
لقد خلطت ليلى العثمان بين الدين والتدين, بين الإسلام والمتشددين المغالين, وبدل أن تحيل السلبيات إلى البشر أحالتها إلى (دين الإسلام) الذي لا نحتاج إلى القول بأنه بريء كل البراءة والمشكلة أيضاً أن ليلى لم تنتبه إلى التناقضات الواضحة في حديثها..
تقول ليلى:
*أنا لا ألقي المسؤولية على الإسلام كدين وإنما ألقي المسؤولية على المتشددين من الإسلاميين.
*إذا استخدم الدين بشكل خاطئ وبشكل تشددي مع تحريم كل شيء يؤدي إلى التخلف والجهل.
ماشي الحال يا ليلى, لسنا مختلفين هنا. ولكن دعينا نعيد بعض المقاطع في حديثك:
*التفوق العلمي الحاصل في الغرب يرجع للحرية التي يمنحها الدين المسيحي بينما نحن نحرم كل شيء ولذلك لم نتمكن من صناعة علبة كبريت.
*يرجع سبب التقدم العلمي في الغرب إلى الدين المسيحي الذي فيه مساحة من الحرية ولا يوجد شيء محرم.
في الكنائس تعزف الموسيقى وفي الجنائز هناك أيضاً موسيقى وتراتيل جميلة, وهم أيضاً لا يفرضون الصلاة أو يلاحقون الناس للصلاة. الصلاة يوم الأحد من يريد يصلي فله ذلك ومن لا يريد سوف لن يذهب, وهذا شأنه مع الله..
! ! ! ! ! ! ! !
ألا تتفقون معي أن هذه الجمل أو التصريحات الصارخة تتعارض تماماً مع قولها الأول؟.. ألا ترون أنه من الضروري أن نناقشها؟
أولاً, نقول للكاتبة ليلى إنها وقعت في خطأ كبير وفادح لا ندري هل نتيجة جهل أو مغالطة لأنها تقول (لا يوجد في الدين المسيحي شيء محرم). هذه الجملة المطلقة المرسلة يستطيع إثبات خطئها أي مسيحي عارف لدينه جيداً, وليس شخصاً مسلماً فقط.
ثانيا : يا ليلى, حين تقولين إن التفوق العلمي للغرب يرجع للحرية التي يمنحها الدين المسيحي, فإنك بشكل مباشر تقولين أيضاً إن التقهقر والتخلف العلمي الذي يعيشه المسلمون يرجع إلى الدين الإسلامي الذي لا يمنح الحرية, وهذه جناية كبرى على الإسلام كدين عظيم فيه أسمى معاني الحرية ومحركاتها, وفيه كل الأسباب والوسائل التي تجعل المسلمين متفوقين في كل شيء, لو تدبروا فيه وفهموه كما يجب وطبقوا تعاليمه.
من الظلم أن يعلق البعض أخطاءهم ونزعاتهم على الإسلام. وواضح جداً أنك لم تكوني موفقة أبداً في الربط بين التفوق والتخلف وبين استخدامك الضبابي المائع الموارب لمفردة (الحرية), فالإسلام يهذب ويسمو بالحرية السلوكية الأخلاقية - والمسيحية ليست استثناءً - ولكنه لم يتعارض أبداً مع انطلاق الفكر ليصل أعلى درجات الإبداع في تحقيق أي تقدم علمي يفيد الإنسانية..
إذا كانت لديك مشكلة مع بعض المسلمين فلا مبرر لك أن تسقطي إلى هذا الدرك الذي جعلك تقحمين (دين الإسلام فيها) وإذا كانت كل رواياتك ممنوعة لرفضها اجتماعيا فذلك لا يتيح لك الحديث عن التفوق العلمي. أنت كاتبة ولست رئيسة مركز أبحاث علمية, ولهذا سوف لن أخوض في نقلتك الحادة من التباكي على تخلفنا العلمي إلى الموسيقى في الكنيسة والتراتيل في الجنائز ورؤيتك الطليعية في الصلاة!.
منقول للفائده
.
.
تعليق //
هذه الافكار التي ذكرتها الكاتبه
يأتي بمثلها كثير من الكتاب
والكاتبات اصحاب التوجه العلماني
ولامشكله في ذلك لو كانوا واضحين
وصريحين ولم يتمسحوا بالدين
او يحاولوا التدليس على القارئ
والادعاء ان هذا النقد هو لفئه معينه
ففي النهايه كلماتهم تفضح افكارهم
وفي النهايه مايقلقهم هو الاسلام وتعاليمه التي لاتناسبهم
وليس بعض المنتمين اليه كما يدعون
يريدون اسلاما مفصلا على حسب شهواتهم ورغباتهم
وحينما يقف العلماء والدعاة بينهم وبين مايريدون
تأتي هذه الشنشنه وهذا الكلام المعلب
سبحان الله بعضهم من بعض
يدورون بنفس الفلك ويرددون نفس الاماني والرغبات
على فكره ترى الدكتور ابو طالب ليس ملتحي ولامطوع
ولايدعي الوصايه على احد
لكنه منصف وفااااااااهم
المفضلات