النتائج 1 إلى 5 من 5

الموضوع: حفصة بنت عمر - رضي الله عنهما

  1. #1

    حفصة بنت عمر - رضي الله عنهما



    حفصة بنت عمر
    أم المؤمنين
    السيدة حفصة بنت عمر بن الخطاب -رضي الله عنهما- ، ولدت قبل المبعث بخمسة
    أعـوام ، وتزوّجها النبـي -صلى اللـه عليه وسلم- سنة ثلاث من الهجرة ، بعد أن
    توفي زوجها المهاجر ( خنيـس بن حذافـة السهمـي ) الذي توفي من آثار جراحة
    أصابته يوم أحـد ، وكان من السابقين الى الإسـلام هاجر الى الحبشـة وعاد الى
    المدينة وشهد بدراً وأحداً000فترمَّلت ولها عشرون سنة000


    الزواج المبارك

    تألم عمر بن الخطاب -رضي الله عنه- لابنته الشابة كثيراً ، ولألمها وعزلتها ، وبعد انقضاء عدّتها أخذ يفكر لها بزوج جديد ، ولمّا مرت الأيام ولم يخطبها أحد قام بعرضها على أبي بكر -رضي الله عنه- فلم يُجِبّه بشيء ، وعرضها على عثمان بن عفان -رضي الله عنه- فقال : ( بدا لي اليوم ألا أتزوج )000فوَجَد عليهما وانكسر ، وشكا حاله الى الرسول -صلى الله عليه وسلم- فقال له : ( يتزوّج حفصة من هو خير من عثمان ، ويتزوّج عثمان من هو خير من حفصة )000

    ومع أن عمر -رضي الله عنه- من الهمّ لم يفهم معنى كلام الرسـول الكريـم ، إلا أن الرسول -صلى الله عليه وسلم- خطبها ، ونال عمر شرف مصاهرة النبي -صلى الله عليه وسلم- وزوَّج النبي عثمان بابنته ( أم كلثوم ) بعد وفاة أختها ( زينب ) ، وبعد أن تمّ الزواج لقي أبو بكر عمر -رضي الله عنهما- فاعتذر له وقال : ( لا تجـدْ عليّ ، فإن رسـول اللـه -صلى اللـه عليه وسلم- كان قد ذكر حفصة ، فلم أكن لأفشي سِرّه ، ولو تركها لتزوّجتها )000


    بيت الزوجية

    ودخلت حفصة بيت النبي -صلى الله عليه وسلم- ثالثة الزوجات في بيوتاته عليه الصلاة والسلام ، بعد سودة وعائشة ، أما سودة فرحّبت بها راضية ، وأمّا عائشة فحارت ماذا تصنع بابنة الفاروق عمر ، وسكتت أمام هذا الزواج المفاجيء ، الذي تقتطع فيه حفصة ثلث أيامها مع الرسول -صلى الله عليه وسلم-000 ولكن هذه الغيرة تضاءلت مع قدوم زوجات أخريات ، فلم يسعها إلا أن تصافيها الودّ ، وتُسرّ حفصة لودّ ضرتها عائشة ، وعندها حذّر عمر بن الخطاب ابنته من هذا الحلف الداخلي ، ومن مسايرة حفصة لعائشة المدللة ، فقال لها : ( يا حفصة ، أين أنت من عائشة ، وأين أبوكِ من أبيها ؟) 000


    الجرأة الأدبية

    سمع عمر -رضي الله عنه- يوما من زوجته أن حفصة تراجع الرسول -صلى الله عليه وسلم- بالكلام ، فمضى إليها غاضباً ، وزجرها قائلاً : ( تعلمين أني أحذرك عقوبة الله وغضب رسوله ، يا بُنيّة ! لا يغرنّك هذه التي أعجبها حسنها وحبُّ الرسول -صلى الله عليه وسلم- إياها ، والله لقد علمت أن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- لولا أنا لطلّقك )000
    ولكن على الرغم من تحذير أبيها لها ، كانت تتمتع حفصة بجرأة أدبية كبيرة ، فقد كانت كاتبة ذات فصاحة وبلاغة ، ولعل هذا ما يجعلها تبدي رأيها ولو بين يدي الرسـول -صلى اللـه عليه وسلم- ، فقد رويَ أن الرسـول -صلى اللـه عليه وسلم- قد ذكر عند حفصة أصحابه الذين بايعوه تحت الشجرة فقال : ( لا يدخل النار إن شاء الله أصحاب الشجـرة الذين بايعوا تحتها )000فقالت حفصـة : ( بلى يا رسـول الله )000 فانتهـرها ، فقالت حفصـة الآية الكريمة000

    قال تعالى : " ( وإنْ منكم إلا واردُها كان على ربِّك حتماً مقضياً ")000
    فقال الرسول -صلى الله عليه وسلم-000

    قال الله تعالى : " ( ثم ننجي الذين اتقوا ونذرُ الظالمين فيها جثِيّاً ")000





    اعتزال النبي لنسائه

    اعتزل النبي -صلى الله عليه وسلم- نساءه شهراً ، وشاع الخبر أن النبي -صلى الله عليه وسلم- قد طلّق نساءه ، ولم يكن أحد من الصحابة يجرؤ على الكلام معه في ذلك ، واستأذن عمر عدّة مرات للدخول على الرسول -صلى الله عليه وسلم- فلم يؤذن له ، فذهب مسرعاً الى بيت حفصة ، فوجدها تبكي فقال : ( لعلّ رسول الله -صلى الله عليه وسلم-قد طلّقك ؟ إنه كان قد طلّقك مرةً ، ثم راجعك من أجلي ، فإن كان طلّقك مرّة أخرى لا أكلمك أبداً )000

    ثم ذهب ثالثة يستأذن في الدخول على الرسول -صلى الله عليه وسلم- فأذِنَ له ، فدخل عمر والنبي -صلى الله عليه وسلم- متكىء على حصير قد أثر في جنبه ، فقال عمر : ( أطلقت يا رسول الله نساءك ؟)000فرفع -صلى الله عليه وسلم- رأسه وقال : ( لا)000فقال عمر : ( الله أكبر )000ثم أخذ عمر وهو مسرور يهوّن على النبـي -صلى الله عليه وسلم- ما لاقى من نسائـه ، فقال عمر : ( الله أكبر ! لو رأيتنا يا رسـول اللـه وكنّا معشر قريش قوماً نغلِبُ النساء ، فلما قدمنا المدينة وجدنا قوماً تغلبهم نساؤهم فطفق نساؤنا يتعلّمن من نسائهم ، فغضبتُ على امرأتي يوماً ، فإذا هي تراجعني ، فأنكرت أن تراجعني ، فقالت : ( ما تُنْكِر أن راجعتك ؟ فوالله إن أزواج النبي -صلى الله عليه وسلم- ليراجعْنَهُ ، وتهجره إحداهنّ اليوم الى الليل ) 000فقلت : ( قد خاب من فعل ذلك منكنّ وخسِرَتْ ، أفتأمَنُ إحداكنّ أن يغضب الله عليها لغضب رسول الله -صلى الله عليه وسلم- فإذاً هي قد هلكت ؟) 000فتبسّم رسول الله -صلى الله عليه وسلم-000
    فقال عمر : ( يا رسول الله ، قد دخلت على حفصة فقلت : ( لا يغرنّك أن كانت جاريتك -يعني عائشة- هي أوْسَم وأحبُّ إلى رسول الله -صلى الله عليه وسلم- منك ) 000فتبسّم الرسول -صلى الله عليه وسلم- ثانية ، فاستأذن عمر -رضي الله عنه- بالجلوس فأذن له000
    وكان -صلى الله عليه وسلم- أقسم أن لا يدخل على نسائه شهراً من شدّة مَوْجدَتِهِ عليهنّ ، حتى عاتبه الله تعالى ونزلت هذه الآية في عائشة وحفصة لأنهما البادئتان في مظاهرة النبي -صلى الله عليه وسلم-000والآية التي تليها في أمهات المؤمنين000

    قال تعالى : ( إِن تَتُوبَا إلى اللهِ فقد صَغَتْ قُلُوبُكُما وإن تَظَاهرا عَلَيه فإنّ اللهَ هوَ مَوْلاهُ وجِبريلُ وَصَالِحُ المؤمنين والملائكة بعد ذلك ظهيرٌ ** عسى رَبُّهُ إن طلَّقَكُنَّ أن يُبْدِلَهُ أزواجاً خَيْراً منكُنَّ مُسْلِماتٍ مؤمناتٍ قانتاتٍ تائباتٍ عابداتٍ سائِحاتٍ ثَيَّباتٍ وأبكاراً )000سورة التحريم آية ( 4 - 5 )000
    فما كان منهن وآيات الله تتلى على مسامعهن إلا أن قلنَ 000

    قال تعالى : ( سمعنا وأطعنا غفرانك ربّنا وإليك المصير )000




    وارِثة المصحف

    لقد عكِفَـت أم المؤمنين حفصـة على تلاوة المصحف وتدبُّره والتأمـل فيه ، مما أثار انتباه أمير المؤمنين عمر -رضي الله عنه- مما جعله يُوصي الى ابنته ( حفصة ) بالمصحف الشريف الذي كُتِبَ في عهد أبي بكر الصدّيق بعد وفاة النبي -صلى الله عليه وسلم- ، وكتابته كانت على العرضة الأخيرة التي عارضها له جبريل مرتين في شهر رمضان من عام وفاته -صلى الله عليه وسلم-000ولمّا أجمع الصحابة على أمر أمير المؤمنين عثمان بن عفان في جمع الناس على مصحف إمامٍ ينسخون منه مصاحفهم ، أرسل أمير المؤمنين عثمان الى أم المؤمنين حفصة -رضي الله عنها- : ( أن أرسلي إلينا بالصُّحُفِ ننسخها في المصاحف )000فحفظت أم المؤمنين الوديعة الغالية بكل أمانة ، وصانتها ورعتها000


    وفاتها

    وبقيت حفصة عاكفة على العبادة ، صوّامة قوّامة إلى أن توفيت أول ما بويع معاوية سنة إحدى وأربعين ، وشيّعها أهل المدينة الى مثواها الأخير في البقيع مع أمهات المؤمنين - رضي الله عنهن-

    قطوف

    عرض الرجل ابنته على الصالحين

    قال عبد الله بن رداعه : كنت أجالس سعيد بن المسيب فتفقدنى أياما , فلما أتيته قال: أين كنت ؟ قلت : توفيت أهلى فاشتغلت بها.

    قال هلا أخبرتنا فشهدناها.

    قال ثم أردت أن اقوم , فقال : هل أستحدثت امرأة؟

    فقلت : يرحمك الله - تعالى - ومن يزوجنى , و ما أملك الا درهمين او ثلاثا!

    فقال :انا.

    فقلت و تفعل ؟!

    قال : نعم , فحمد الله -تعالى- و صلى على النبى - صلى الله عليه و سلم - وزوجنى على درهمين , او قال -ثلاثه-.

    فقال : فقمت و ما أدرى ما أصنع من الفرح , فعدت الى منزلى , و جعلت أفكر ممن آخذ , ممن أستدين ؟ فصليت المغرب , و انصرفت الى منزلى , فأسرجت , و كنت صائما , فقدمت عشائى لأفطر - وكان خبزا و زيتا - و اذا بابى يقرع فقلت : من هذا ؟

    قال : سعيد .

    قال : ففكرت فى كل انسان اسمه سعيد , الا سعيد بن المسيب - و ذلك أنه لم ير منذ أربعين سنه الا بين داره و المسجد - فخرجت اليه , فاذا به سعيد بن المسيب , فظننت أنه بدا له (اى : رجع عن رأيه).

    فقلت : يا ابا محمد لو أرسلت الى لأتيتك !

    فقال لا, أنت أحق أن تؤتى .

    فقلت : ماذا تأمر؟

    قال : انك كنت رجلا عزبا فتزوجت , فكرهت أن تبيت الليله وحدك , و هذة امرأتك , و اذا هى قائمه خلفه فى طوله فدفعها فى الباب ورده.

    قال : فاذا هى أجمل النساء , واحفظ الناس لكتاب الله -تعالى- و أعلمهم لسنه رسول الله - صلى الله عليه و سلم - و أعرفهم بحق الزوج.

    و كانت بنت المسيب هذة قد خطبها منه (الخليفه )عبد الملك بن مروان لابنه الوليد حين ولاه العهد , فابى سعيد أن يزوجه.

    منقول




    ..

  2. #2
    -


    تاريخ التسجيل
    06 2005
    المشاركات
    34,989
    المشاركات
    34,989
    Blog Entries
    78


    جزاك الله كل الخير أختي بنت النور

    ايراد ثري و ثمين

    بارك الله بك أختاه

    و جعل هذا العمل و غيره كنوز حسنات في ميزانك



    هكذا هم الغرباء يأتون ويرحلون بـصمت ..!

  3. #3




    ايمان جزاك الله خير

    بارك الله بكِ



    ..

  4. #4


    بنت النور


    بارك الله فيك اختاه على ما اوردتيه في هذه الرياض العبقه


    برائحة الإيمان جعلها الله في ميزان حسناتك



    يوم لاينفع مال ولا بنون




  5. #5


    سيف الدوله

    بارك الله بك

    وجزاك الله خير



    ..

معلومات الموضوع

الأعضاء الذين يشاهدون هذا الموضوع

الذين يشاهدون الموضوع الآن: 1 (0 من الأعضاء و 1 زائر)

     

المواضيع المتشابهه

  1. على خطى الصحابيات الجليلات [ حفصة بنت عمر بن الخطاب ]
    بواسطة شام في المنتدى الخيمة الرمضانية
    مشاركات: 4
    آخر مشاركة: 02-09-2009, 21:11
  2. مشاركات: 5
    آخر مشاركة: 27-07-2005, 09:18
  3. مشاركات: 19
    آخر مشاركة: 25-10-2002, 17:05

المفضلات

ضوابط المشاركة

  • لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
  • لا تستطيع الرد على المواضيع
  • لا تستطيع إرفاق ملفات
  • لا تستطيع تعديل مشاركاتك
  •  
جميع ما يطرح بالمضايف يعبر عن وجهة نظر صاحبه وعلى مسؤوليته ولا يعبر بالضرورة عن رأي رسمي لإدارة شبكة شمر أو مضايفها
تحذير : استنادا لنظام مكافحة الجرائم المعلوماتية بالمملكة العربية السعودية, يجرم كل من يحاول العبث بأي طريقة كانت في هذا الموقع أو محتوياته