[frame="7 90"]
الرحلة الرابعة
يقول الله تعالى :
(وَلْتَكُن مِّنكُمْ أُمَّةٌ يَدْعُونَ إِلَى الْخَيْرِ وَيَأْمُرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَيَنْهَوْنَ عَنِ الْمُنكَرِ وَأُوْلَـئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ (104)
وَلاَ تَكُونُواْ كَالَّذِينَ تَفَرَّقُواْ وَاخْتَلَفُواْ مِن بَعْدِ مَا جَاءهُمُ الْبَيِّنَاتُ وَأُوْلَـئِكَ لَهُمْ عَذَابٌ عَظِيمٌ (105) )(آل عمران)
يقول تعالى: ولتكن منكم أمة منتصبة للقيام بأمر اللّه في الدعوة إلى الخير، والأمر بالمعروف والنهي عن المنكر {وأولئك هم المفلحون} قال الضحاك: هم خاصة الصحابة ، وخاصة الرواة يعني المجاهدين والعلماء ، والمقصود من هذه الآية أن تكون فرقة من هذه الامة متصدية لهذا الشأن ، وإن كان ذلك واجباً على كل فرد من الأمة بحسبه ، كما ثبت في صحيح مسلم عن أبي هريرة قال ، قال رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم : "من رأى منكم منكراً فليغيره بيده، فإن لم يستطع فبلسانه، فإن لم يستطع فبقلبه، وذلك أضعف الإيمان " وفي رواية: "وليس وراء ذلك من الإيمان حبة خردل" .
وروى الإمام أحمد عن حذيفة بن اليمان أن النبي صلى اللّه عليه وسلم قال:" والذي نفسي بيده لتأمرن بالمعروف، ولتنهون عن المنكر، أو ليوشكن اللّه أن يبعث عليكم عقاباً من عنده ثم لتدعنه فلا يستجيب لكم" . " أخرجه أحمد والترمذي وابن ماجه"
(ولا تكونوا كالذين تفروقا واختلفوا من بعد ما جاءهم البينات . . . )
الآية.
ينهى تبارك وتعالى هذه الأمة أن يكونوا كالأمم الماضين ، في افتراقهم واختلافهم وتركهم الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر ، مع قيام الحجة عليهم .
روى الإمام أحمد عن أبي عامر عبد اللّه بن يحيى قال: حججنا مع معاوية بن أبي سفيان ، فلما قدمنا مكة قام حين صلى صلاة الظهر فقال: إن رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم قال: "إن أهل الكتابين افترقوا في دينهم على ثنتين وسبعين ملة، وإن هذه الأمة ستفترق على ثلاث وسبعين ملة - يعني الأهواء - كلها في النار إلا واحدة - وهي الجماعة - وإنه سيخرج في أمتي أقوام تتجارى بهم الأهواء كما يتجارى الكَلَب بصاحبه لا يبقى منه عرق ولا مفصل إلا دخله( واللّه يا معشر العرب لئن لم تقوموا بما جاء به نبيكم صلى اللّه عليه وسلم لَغيركم من الناس أحرى أن لا يقوم به) "رواه أحمد وأبو داود" مختصر ابن كثير
أهمية الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر . . .
وسيلة للنجاة من العذاب الدنيوي والأخروي الذي توعد الله به من قعد عنه وأهمله قال تعالى :
(( فَلَوْلاَ كَانَ مِنَ الْقُرُونِ مِن قَبْلِكُمْ أُوْلُواْ بَقِيَّةٍ يَنْهَوْنَ عَنِ الْفَسَادِ فِي الأَرْضِ إِلاَّ قَلِيلاً مِّمَّنْ أَنجَيْنَا مِنْهُمْ وَاتَّبَعَ الَّذِينَ ظَلَمُواْ مَا أُتْرِفُواْ فِيهِ وَكَانُواْ مُجْرِمِينَ *وَمَا كَانَ رَبُّكَ لِيُهْلِكَ الْقُرَى بِظُلْمٍ وَأَهْلُهَا مُصْلِحُونَ )) (هود117,116).
يقول صاحب الظلال : ( وبهذا تعلم أن دعاة الإصلاح المناهضون للطغيان والظلم والفساد هم صمام الأمان للأمم والشعوب ، وهذا يبرز قيمة كفاح المكافحين للخير والصلاح الواقفين للظلم والفساد ، إنهم لا يؤدون واجبهم لربهم ولدينهم فحسب ، إنما هم يحولون بهذا دون أممهم وغضب الله واستحقاق النكال والضياع )
ويقول الله تعالى : ((فَلَمَّا نَسُواْ مَا ذُكِّرُواْ بِهِ أَنجَيْنَا الَّذِينَ يَنْهَوْنَ عَنِ السُّوءِ وَأَخَذْنَا الَّذِينَ ظَلَمُواْ بِعَذَابٍ بَئِيسٍ بِمَا كَانُواْ يَفْسُقُونَ )) (الأعراف:165) .
يقول بن كثير فى تفسير هذه الآية :
قال تعالى: {فلما نسوا ما ذكروا به} أي فلما أبى الفاعلون قبول النصيحة {أنجينا الذين ينهون عن السوء وأخذنا الذين ظلموا} أي ارتكبوا المعصية {بعذاب بئيس} فنص على نجاة الناهين وهلاك الظالمين .
أفلا نريد أن نكون من الناجين الذين ينهون عن السوء ويأمرون بالمعرف .
وعن حذيفة رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم قال : (( والذي نفسي بيده لتأمرون بالمعروف ولتنهون عن المنكر أو ليوشكن الله أن يبعث عليكم عقابا منه فتدعونه فلا يستجب لكم)) .
فعلام ننتظر ... !!!
أننتظر العقاب من الله .... !!!
أننتظر أن ندعوا الله فلا يستجيب لنا ... !!!
ثم نعود نقول مثل ما قالوا ندعوا ولا يُستجاب لنا .... !!!
ألم نعلم ما أسباب قبول الدعاء ... !!!
[/frame]
المفضلات