كثير مانسمع ونقرأ في الآونة الأخيرة عن عقد مؤتمرات وندوات يكون عناوينها (نحن و الآخر) أو (الحوار مع الآخر )
ولأننا معنيين في تلك المقولات كون كلمة " نحن " تقصدنا وتعنينا فعلينا معرفة من هو الآخر الذي يجب أن نحاوره
و ما هو المقصود بكلمة الآخر ؟ ولماذا هذا الغموض الذي يحيط بهذه الكلمة ؟
يقول أحد وزراء الأوقاف في أحد تلك المؤتمرات :
أن مؤتمر (نحن والآخر) جاء في وقت تعيش فيه الأمة الإسلامية، فترة عصيبة من تاريخ البشرية وتاريخ المسلمين .
وأوضح:
أن اختيار (نحن والآخر) عنوانا للمؤتمر، جاء للكشف عن وجه الإسلام الحقيقي الذي يسعى إلى مد الجسور مع الآخر واحترامه وتقدير رأيه.
كما قال أيضاً :
أن الأصل في علاقة الشعوب والدول على هذه الأرض أن يعيشوا بتفاهم، وتعاون من اجل خير الجميع يأخذ بعضهم من بعض، وليس لأحد أن يفرض على أحد لغته أو دينه أو ثقافته أو مبادئه أو موازينه بالقوة .
وأرجع اختيار عنوان "نحن والآخر" ليكون موضوعا للنقاش في المؤتمر إلى سببين أساسيين، هما:
الأول : إبراز قيمة التسامح في الإسلام، وإثبات أن هذا التسامح لم يكن مجرد شعار فقط، ولكنه كان واقعا معيشا.
الثاني: الانتقال بالأمم من طور الجدل حول طبيعة العلاقة بينهما.
ومن يتابع تلك المؤتمرات والدعوات لها يجد بها الغموض في تفسير معنى الآخر ، بل يجد بها شيءٌ من التمييع والتسييس في أرضاء الآخر المقصود ، كما يجد أن المسميات لم تأخذ أسمائها التي أمرنا بتسميتها من رب العز والجلاله ورسوله الكريم _ صلى الله عليه وسلم .
ولأني قد ناقشت الأمر مع صديق وأخ عزيز عليّ كما ناقشته مع آخرين في محاولةٍ لمعرفة ما المقصود بالآخر ؟ وهل يجوز أن نسميهم بهذا الأسم ؟
فكانت النتيجة كالآتي :
الطائفة الأولى تقول أن المقصود بالآخر هم أهل الكتاب (اليهود و النصارى).
وطائفة ثانية تقول أن المقصود بالآخر هم الغرب بأطيافه المختلفه .
وطائفة ثالثة إعتبرت الآخر هو كل من خالفنا سواء من أهل الشرق أو الغرب صاحب ديانة سماوية أو ديانة أرضية.
ورجح بعضهم سبب أختيار كلمة الآخر هو الضعف والإنحدار الذي تمر به الأمة أمام قوة وتغطرس الآخر الأمر الذي يجعلهم خانعين في التودد والتلطف في التسميات .
أما البعض أعتبر كلمة الآخر جائزٌ إطلاقها على كل من هو مختلف معنا على أمل أن يتفهم عقيدتنا وتسامحها .
وبعضهم يجيزها حتى لا تكون سبباً في الويلات والمآسي التي قد تلم بالأمة .
ولأن مضايفنا تزخر في الكتاب والمحاورين وأصحاب الأقلام التي يشار لها بالحكمة والفكر والتفكر والبنان أحببت طرح هذا الموضوع للنقاش والبحث لنعرف من هو الآخر وما سبب تسميته بالآخر ؟
المفضلات