الأخ نواف عذرا للعودة
الأخ العذب حياك الله أخي أنت ومداخلتك
بيد أني أرى إجحافاً بحق قصيدتك
حينما بقدم الناقد لمنقوده ما يزيد المعنى قوة فلا أظن أنه أجحف بحقه يقدر
ما أخذ بيده
فالشاعرة ( ريوف ) وهي تستحق هذا اللقب
جزاك الله خير
غير أنها أتت بأمر عجيب ، فمنذ القدم والشعراء يخاطبون حبيباتهم بلفظ المذكر ، ولا عكس
صدقت كقول امرؤ القيس ... ( قِفا نبكِ من ذكرى (حبيبٍ) و منزل )
وهي تستغرب من هذا الشيء !!
لا أبدا بارك الله فيك ليس هذا محل استغرابي وإنما قلت ...
ويتعلق بضمير المخاطب وذلك عندما يوجهون الخطاب في البيت أو الشطر مرة للمؤنث ومرة للمذكر وهم يقصدون نفس الحبيب
قصدت أخي حينما يستخدم الشاعر الضمير مرة للمؤنث ثم للمذكر في نفس الشطر أو البيت
كقول هذه الشاعرة...
(أنا عزيزة نفس ما أذل لله ..... أشمخ وأنا عارف مكاني وقدري )
فتلاحظ أن لهجة الكلام في الشطر الأولى أنثوية ثم تحولت إلى الذكورية في الشطر الثاني بقولها
( عارف )
وأنا سقت هذا القول على أساس فهمي لشطر الشاعر نواف (ووالله انـي لـو ابيهـا ماارتجيـه )
أنه يقصد أنثى بقوله (ما أبيها ) وكنت أرى أن يقول ( ما ارتجيها )
أما إذا كان المعنى الذي أوردته هو ما أراده الشاعر فقد نوهت إلى ذلك بقولى ......
إلا إن كنت أخي تقصد شيئا آخر و معنى لم افهمه فعندها الحسبة ستتغير.
عموماً أرجو منها أن تقرأ في البلاغة في باب ( الالتفات ) لعلها تدرك ذلك
وما دخل ( الإلتفات ) فيما قصدت؟!!!!
يقول بن المعتز عن (الإلتفات) وإن لم يسمه باسمه الإصطلاحي ( هو انصراف المتكلم عنالمخاطبة
إلى الإخبار وعن الإخبار إلى المخاطبة)
وقسمه إلى نوعين ..
ـ نوع ينصرف فيه المتكلم عن المخاطبة إلى الإخبار وعن الإخبار إلى المخاطبة.
ـ ونوع ينصرف فيه المتكلم ( ويلتفت )عن معنى يكون فيه إلى معنى آخر
يقول أحمد شوقي ( وهذا النوع الثاني تنبه له الأصمعي وأعطاه اسمه
الإصطلاحي ( الإلتفات) لأول مرة فيما نعلم)
وتناول ذلك قدامة بن جعفر ولكنه خصّه بقسم واحد و هو الذي يخال فيه أن الشاعر قد فرغ من المعنى وأنه سينتقل إلى غيره فإذا به يعود إليه.
فالكلام هنا يدور في الإلتفات إلى المخاطبة والإخبار
أو ترك معنى ثم العودة إليه
وأنا حفظك الله تناولت شيئا آخر وهو التذكير والتأنيث في التحدث عن الحبيب
إلا
وأقول إلا
إذا كانت الدراسات الأخيرة قد أدخلت ذلك ضمن الإلتفات
أو لديك من المعلومات حول هذا الموضوع ما قد يكون خفي علي فأرجو أن تمدني بها
وصدقني أخي أكون شاكرة لك لأني سأستفيد فعلا
أما في قصيدة الشاعر ( نواف الشرمان ) فهو لم يقصد ما فهمتيه
لذلك أنا قلت ....
إلا إن كنت أخي تقصد شيئا آخر و معنى لم افهمه فعندها الحسبة ستتغير
........................
أما الثانية :في قول الشاعر
علموها من يضيع في يديه ** كيف يربح خاسرٍ كا الأماني
فليس في هذا البيت إي خلل ، ومعناه أنه عندما تأتي فرصة لشخص وتذهب منه بفعل يديه فكيف يربح ؟؟ فهو خاسر وسيبقى خاسراً
وأنا ماذا قلت أسعدك الله في شرح هذا البيت ؟!!!
ألم أقل ....
أنت في هذا الشطر تريد أن تقول ... علّموها أن الذي يضيّع ما في يديه ولايحرص عليه لا يمكن أن يربح،
فإنسان خسر الذي بيديه فكيف له أن يكسب ويحقق الأماني التي يصبو إليها .
المسألة ليست في المعنى بل في الألفاظ التي أراد الشاعر أن يوصل المعنى بها
وتحديدا في حرف الجر (في)
أنت تقول أنه أراد أن يقول ...
ومعناه أنه عندما تأتي فرصة لشخص وتذهب منه بفعل يديه فكيف يربح
يعني هذه الفرصة ضاعت من يديه .... يعني
علموها من يضيع ما بـ (يديه)
هي أقوى وأبلغ من....
علموها من يضيع في يديه
ولو أنه أبقى هذا الشطر على حاله وغير في معنى الشطر الثاني مثلا
مثلا ..
علموها من يضيع في يديه ** شخص حبّه ..... خاسرٍ كا الأماني
فتبيين الضائع في الشطر الثاني سوغ المعنى في الشطر الأول
وأظن أخي أن كل من يملك ذائقة شعرية صافية يستطيع أن يلاحظ الفرق ويرى الأقوى
والأبلغ فنحن قبل أن نكون شعراء ، نحن متذوقون وقارئون للشعر.
أنا أتعجب منكِ أشد العجب !! فكيف تحركين اللام بالكسر أو الفتح وهو ساكن ( الخَلْقِ )
حركتها لأني لم أقرأ (الخلق) بكسر القاف كما قرأتها بارك الله فيك
وليس في البيت أي خلل من ناحية الوزن
بكسر قاف (الخلق) نعم لا كسر
وإن كنتِ تقصدين أمراً آخر فبينيه
بارك الله فيك ..... نعم أقصد أمرا آخر
وأمر مهم....
أخي حينما قلت أنه لو كتب كلمة ( نزيه ) بإضافة الألف واللام حتى أتجنب كسر القاف
ستقول لي ... ولماذا لا ننطقها بالكسر دام أن ذلك يقيم الوزن
أقول لك نعم يستقيم الوزن
ولكن يا أخي الشعر ليس وزنا وحسب بل هو معنى وصور
ويزداد قوة كلما كان معناه أقوى وأبلغ و أكثر وألفاظه أكثر سلاسة و تدفقا على لسان قارئها
في هذا الشطر إذا لم ننطق بكسر القاف كسر الوزن
منها تعلم إن في الخلْقْ نزيه
وإذا نطقنا بكسر القاف صار الشطر عنده ثقيلا ..
منها تعلم إن في الخلْقِ نزيه
لكن لو نطقتها بهذه الصورة ...
منها تعلم إن في الخلْقْ النزيه
أليست أكثر سلاسة وتدفقا على لسانك
إضافة إلى أن إضافة الألف والام إلى (نزيه ) زادت في قوة جَرْس الكلمة ورنتها
في أذن السامع والقارئ
إقرأ هذا الشطر بأحد هذه الصور وقل لي أيها أقوى وأبلغو أكثر سلاسة؟
هذا هو ما أردته للشاعر نواف
هذا هو ما أريده لكل شاعر وشاعرة و لي قبل كل أحد
لا يجب أن يفكر الشاعر بالوزن فقط ويصب إهتمامه إلى المحافظة عليه من الكسر
حتى وإن تطلب منه ذلك أن يلوي لسان القارئ على نطق الألفاظ ليّا حتى يستقيم الوزن
الشعر (وزن وقافية) في شكله
و ( روح ومعنى) في مضمونه
وحينما يجتمع الإثنان في قصيدة ما فناهيك بها جمالا وروعة
إقرأ كتب الشعر تجد أن قصائد الشعراء لا تعد ولاتحصى ولكن الذي خُلد منها كأبيات هو أقل من ذلك
رغم أن الجميع موزون ومقفى ، ولكن لأن تلك الأبيات أو تلك القصيدة جمعت في طياتها فخامة الشكل
وروعة المضمون.
قد لا يقال لبيت شاعر ما أن بيته مكسور ولكن قد يقال أنه ضعيف
أو أن المعنى به ركيك وهنا لن تشفع له استقامة الوزن في أن يدخل بيته
أو قصيدته في لائحة الخلود الشعري.
هذا ما لدي وعذرا على الإطالة.
المفضلات