مظاهرات .... هتافات .... شعارات >>>> صناعة عربية 100%
" منذو مبطي "
ونحن نستهوي هذه الأشياء ونستمتع في تأديتها على أكمل وجه ، كنا نحسبها تؤتي ثمارها ، وأذا بها تنفيس لمشاعر الغضب الثائرة في نفوسنا ، وكنا نتوقع أنها رسالة لمن يعارضنا ، وأذا بها رسالةٌ لنا ننشغل بها ، وكنا نعتقد بأنها الوحدة والثورة ، وأذا بها لعبةٌ وتسلية نجوب من خلالها الشوارع والأزقة .
" منذو مبطي "
ونحن نهتف بالروح وبالدم نفديك يا زعيم ، ونهتف من أجل القدس وفلسطين ، ونحرق أعلام أسرائيل ، وونرفع صور القائد الهمام ، وشعاراته الجسام ، وكلماته العِظام .
" منذو مبطي "
وشعارنا " تحيا الأمة العربية " ، " وأغانينا وطنية " ، " وقدسنا هي القضية " ، حتى أصبحنا بلا قضية وضاعت منا الهوية !!!
" منذو مبطي "
ونحن نكتب ( إنها لثورة حتى النصر ) ( فلسطين من البحر إلى النهر ) ( إما فلسطين ... وإما النار جيلاً بعد جيل ) ( أمة عربية واحدة ... ذات رسالة خالدة ) ( الثورة لا تموت ... لكنها تتجدد بالقلوب ) ( أطلق لها السيف لا خوف ولا وجل ... أطلق لها السيف وليشهد لها زحل ) ( من نواكشط لا بيروت
نحنا العرب ما بنموت ) ( نفط العرب .... للعرب ) (فليسقط .... وعد بلفور ) ، وملأنا الحيطان والشوارع والأمكنة بتلك الكتابات .
" منذو مبطي "
وروح الثورة والقومية تثور في جنباتنا ، وتحيا وتموت بداخلنا ، ونزرع ويزرع الآخرون بذورها ، لنكتشف بأن هناك من بيننا يأتي في الظلمة ليدوس عليها حتى لا تثمر ولا تكبر .
ما تعودناه من شعارات وهتافات ومظاهرات عربية كثيرة ، كانت بمثابة حلمٍ جميل ، وصوتٍ خارق يصدح بالعدل والكرامة فأكتشفنا أنها صراخٌ يصم الآذان ويسد النفوس و«يعمي القلب» على مدى سنوات عديدة كانت مجرد حلم حيث لم نجد لها أي أثر على أرض الواقع!
فهل كانت :
شعاراتنا فاسدة و كتاباتنا فاجرة وأمجادنا زائفة وتواريخنا فاسقة وساحاتنا وشوارعنا وإنجازاتنا وحضاراتنا ومؤسساتنا وقوانيننا وأحزابنا وهتافاتنا ومظاهراتنا وتضحياتنا وشهدائنا واراضينا واوطاننا هي حلمٌ حلمناه وأستيقضنا لنجد أنفسنا أمةٌ ضحكت من جهلها الأمم .
هناك خلل لا يمكن أن يكون بالشعار ولا الهتاف ولا التفاعل مع قضايانا ، ولا بما يربطنا مع بعضنا البعض كأمة واحدة !!!
أين الخلل أيها الأحبة؟؟؟؟
تحياتي لكم جميعاً
المفضلات