خوالي الطيبين ,, السلام عليكم ..
قال ((العبيِّد )) المزيف للتاريخ ::
[ ... استنهض ( يعني عبيد ابن رشيد ) عشائره من شمر وغزا هذه البلدة وهي الجوف المشهورة ، ثم إنه لما وصلهم يغزوهم خدعهم بشيء يشبه الأمان ، ولكنه بعد أن استولى عليهم تنكر عليهم ، وكان رأسهم رجل يسمى حطاب ، وكان تميميّ النسب ، ومعه ولده علي بن حطاب ، واكن من قبل أن يقدر عليهم يشير عليه ولده علي أن يمسكوا عبيداً قبل أن يفتك بهم ، ولكن أبوه أبى وقال له : ما دام أنه لم يحدث معنا حدثاً ما نبدأه بالشر .
فلما أراد أن يقبض عليهم استدعاهم كأنها المشورة يريدها منهم ، وجعل لهم كمين في كل مكان ، فكل من دخل منهم أمسكه الكمين وهو لا يعلم عن أصحابه أين ذهب بهم ، فدام على هذه الصفة حتى أمسك منهم 70 رجلاً ووضع القيود في أرجلهم ، وارتحل بهم وساقهم معه أمام جيشه مقرنين بالحبال ، وكتب بذلك إلى طلال أمير حائل ، فردَّ عليه طلال قائلاً : اقتلهم ولا تقدم بهم عليَّ .
وكان طريقه بين حائل والجوف 7 مراحل ، كل ليلة يقتل منهم عشرة إلى آخر ليلة قرب حائل ولم يبق معه إلا حطاب رئيسهم وولده علي ، وقصده أن يحبسهم ويهينهم ...
ثم إنَّ عبيد حبس حطاب وولده وقصده إهانتهم ، فأخذوا فيما بينهم يتلاومون وهم في حبسهم ، و"يظهرون" الحسوفة على الفتك بعبيد حينما كان عندهم في الجوف ، وإذا حبَّاسهم اسمه مقعد ، ويأتيهم بغداهم تمر من نخل رديء يسمى الكسب .
فقال ولد حطاب مخاطباً لأبيه وهو يلومه على معصيته للشور الذي عرضه عليه حين قال له أمسك عبيد واحبسه قبل أن يفتك بنا فأبى أبوه كما ذكرنا ، فقال ولد حطاب :
يا ونتـي ونـة معيـد ضعيفـةعلـى ديـارٍ خابرينـه ورانـا
لو البكـا ينفـع بكينـا مريفـةالحوطة اللـي خربوهـا عدانـا
واشوف تمر الكسب عندي طريفةمن عقب ما ناكل مذانب احلانـا
من قبل ما حنـا ذراهـا وريفـهواليوم ننطر مقعـد فـي غدانـا
ما طعت شوري يوم أنا بالسقيفةأقول هانا وأنـت تقـول مانـا
واليوم يا حطاب ما من حسيفـةاللـي عملنـا تستحقـه لحانـا
وعز الله إن عبيد جانـا بحيفـةوعز الله إنه سلطةٍ مـن سمانـا
ثم إن حطاب خرج يوماً في برحة القصر والقيد في رجله ، فصادف أن دخل عليه عبيد ، فلما رآه شتمه ، وكان حطاب يرى الموت خير له من الحياة ، فلما شتمه عبيد ردَّ عليه قائلاً :
يا لاعنٍ حطاب تلعن أبوك أنتتلعن أبوك وخيرة العمر فانـي
فلما كمّل حطاب مقالته انتضى عبيد سيفه وضرب به عنق حطاب ، وأظهر ولده وقتله فوقه ] .
المصدر : النجم اللامع ـ العبيّد ـ 22 ، 23
ولكن القصة الحقيقية هي :: نقول بسم الله ..
كانت توجد مشاكل سياسية بين أمارة جبل حائل وبين أمراء الدولة السعودية الثانية وكانوا ((آل حطاب )) من الموالين لأمراء الدولة السعودية !! وكانوا يثيرونهم على أمراء الجبل وكثرت المشاكل بينهم ..
ويقول الأمير عبيد الرشيد ::
الديرة اللي من ورى حمر الأطعاس
اللي هدى الأسلام ماهوب هاديـك
جيناك بالفاروع والهيـب والفـاس
نبي نحّدر ما إرتفع من مبانيـك ,,
فرد عليه حطاب متحديآ ::
إن جيتنا ياعبيد نفتح لك البـاب
حنا نقيف وفن ربعـك يفوتون
الجوف تلقى به خليف وحطـاب
ماهم فريق حروب عنكم يهجون
والله لو جمعت جندك والأطواب
ذي ديرة السراح دونه يعييـون ,,
فرد الأمير المغوار ::
ياناشدن عني على عوج الأنشاب
أنا وسيف لي على الضد مسنون
حنا عذاب اللي مجهدين بالأطلاب
نتنا مراسيلن من الهند يلفون
أن ساعف المولى وجينا بالأطواب
السعر مايقصر عن اللي تعرفون
فأراد الأمير الشجاع المغوار (( عبيد بن رشيد )) حسم الموقف والأطاحة بأمراء الجوف(حطاب السراح وإبنه غالب) فنهض البيرق عليهم وحرك الجيش وأخذ أحد المدافع الموجودة بحايل..( ناصر ومنصور) وكانت إهداء من الدولة العثمانية لأمراء الجبل صنعت خصيصآ لهم من المصنع .. فحمل ((منصور))
ولكن كانت توجد مشكلة بالطريق لحمل المدفع عبر النفود المجاورة للجوف وكيفية عبوره لها ,, فقام عبيد بصنع ((نعش)) للمدفع وحمله على الجمال عبر النفود وكل مسافة قصيرة تقطعها الجمال بالنفود يقوم بإستبدالها بإخرى الى إن عبر النفود بسلام !!
والمشكلة الأخرى التي سوف تواجهه هي حصانة وقوة قلعة الجوف المتمثلة بقصر(( الخزام )) المنيع والسهل المنبسط الذي أمامه مما يشكل خطر على الجيش الحائلي الراكب والراجل من رماة الجوف( البواردية) وعند طلب المشورة قام الأمير المغوار( عبيد الرشيد ) بخطة جهنمية لم يتوقعها أهل الجوف ..
فأمر كل رجل بالجيش بعمل عشر لبنات من الطابوق الرملي وهو معهم بعد غروب الشمس وتركها تجف لليوم الآخر ..
وفي اليوم الثاني أيضآ بعد الغروب القيام ببناء حائط مواجه للقصر بمسافة كافية لمدى المدفع حماية لأفراد المدفع والتحصن به حيث إن الطلقات النارية لاتخترق الجدار الطيني ..وكان شيخ البنائين موجود معه وهو من أهل حائل وأسمه (( منصور رشيد )) ومجموعة كبيرة من البنائين كانت متواجدة بالجيش الحايلي مقاتلين ,, وصارت هالسالفة المفاجئة فرصة لهم لخدمة أميرهم المغوار ..
وفي الصباح تفاجأ أهل الجوف بالحائط حيث كانوا يعرفون بأنهم بأمان من أي غازية لحصانة القلعة والقصر وقوة السلاح الموجود عندهم ..
فأرسل عبيد بن رشيد مراسيله لحكام الجوف ودعوتهم للأستسلام وحقن دماء المسلمين وإلا سوف يدك القلعة بما فيها ..
فأبوا الأستسلام وتحدوه !!
فأمر بدك القلعة بالمدفع فهدم البوابة الرئيسية على رؤوس أهلها والمواقع الحصينه وبعد ذلك هجم عليهم وإحتل القلعة والقصر معآ ومسك (( حطاب السراح )) وأبنه غالب ..
فقال له عبيد الرشيد :: والله اللي مثلك ياحطاب ماينذبح كرم وجود وشجاعة لكن غرتك دنياك ,,
(( وحطاب اللي بالصحن ينفض الغيد // وبراك محيي الركـاب الرهافـي ))
فأخذهم أسرى لحايل ووضعهم بالسجن ,,
فقال عبيد الرشيد مادحآ مدفعه (( منصور )) ::
منصور طاح لك العلم حظك كبير
لأجلك عبينا الملح كبر جبالها ,,
وإن سلم رأس الشيخ (( طلال )) نودعلك زحير
لما ديار البوق تسحن جالها ,,,
وفي السجن قال ( غالب الحطاب ) لأبيه ::
ياونتي ونـة معيـدن ضعيفـه
على ديـارن خابرينـه ورانـا
لو البكي ينفع بكينا منيفه
والغرسة اللي شرعوا به إعدانا
وأنا أشهد إن عبيد جانا بحيفـه
وأنا أشهد إنه سلطتن من سمانا
ماطعت شوري يوم إنا بالسقيفه
أنت تقول إهنا وأنا أقول هانا ,,
ومن أجمل أشعاره في رثاء الحكم الضائع هذه الأبيات التي تعتبر من درر الشعر النبطي ::
يالله ياللـي فوقنـا معتليـنـا
حنا ومن يرجي ثوابك حذانـا
حنا بليـا فزعتـك ماسوينـا
حتيش لو جانا زادنا ماهنانـا
من عقب ماندي القبايل ودينـا
اليوم لو ياتي سفيهـن ودانـا
ومن عقب ماناطا القبائل وطينا
اليوم بالرجلين كلـن وطانـا
يالبيض عدن الملاثـم علينـا
عدن ملاثمكن وخوذن لحانـا
حطن مفاتيل الذهب في إيدينـا
وتقلدن بسيوفنـا يـا نسائنـا
وقصة هروب بطل قصتنا (( غالب السراح )) من السجن ,,
حيث كان يأخذ عظام ضلوع الأبل التي تأتيهم في الطعام ويستخدمها لنقب جدار السجن الطيني بعد أن يرشه بالماء لتليينه ,, حتى إستطاع أن يفتح ثغره به ,,
فطلب من أبيه أن يصحبه بالخروج ولكنه أبى لمرضه وكبر سنه وخوفآ من ان يعيق هروب إبنه .. فودع غالب أباه وهرب ..
وتوجه الى الجوف على أمل أن يسترجع الحكم ,, ولكنه علم بتغير الأوضاع وعدم إمكانية إسترجاع ماسبق ,,
فغادر آسفآ الى البلقا وحل ضيفآ على قبيلة العدوان ,, وقال قصيدة منها هذا البيت ::
يا ماحلا والشمس يبدي شعقها
من حدر الزرقا ليا نقرة الجوف
,,
فقام شيخ بن عدوان بالتوسط عند بن رشيد لأطلاق سراح الأب حطاب السراح ,, ولكن كان الشايب قد مات ففادت تلك الوساطة غالبآ في السماح له بالعودة الى الجوف كشخص عادي ,,
دون مطالبات بالحكم !!! فوافق ..
فقال :::
كلن نهار العيـد عايـد وعايـد
وأنا نهار العيد عايدت الأمـوات
الرأس مايطرب لليـن الوسايـد
ياعلي لو صفق عليه الرياحـات
ياديرتي غـادن شنقهـا جعايـد
وقهاوي منا ضحى العيد حلـوات
ياحيف يا خطو الولد ,, طول زايد
يموت مايستر خواتـه وعـورات
هذه هي القصة الحقيقية وأخذتها من مصادري الخاصة جدآ ماهو كلام ( العبيّد ) اللي يزيفون التاريخ لأسباب معروفة للجميع ..
وحبيت أذكر التاريخ الصحيح حبآ في قبيلة شمّر وحفضآ له من الضياع ..
وسلامتكممممم ,, [/frame]
المفضلات