دفعتني نحلة إلى رحلة ...!!؟
سبب هذه الرحلة حديث نبوي ...
عن مجاهد قال:صاحبت عمر بن الخطاب رضي الله عنه من مكة إلى المدينة فما سمعته يحدث عن الرسول
إلا هذا الحديث...
(( إن مثل المؤمن كمثل النحلة. إن صاحبته نفعك، وإن شاورته نفعك، وإن جالسته نفعك، وكل شأنه منافع ))
ودفعني هذا التشبيه إلى تلكم الرحلة و كان القصد من ورائها الإجابة على سؤال لماذا شبه الرسول المؤمن الحق بالنحلة ؟ خاصة أنه قال في حديث آخر
(( المؤمن كالنحلة إن أكلت أكلت طيبا وإن وضعت وضعت طيبا وإن وقعت على عود لم تكسره ))
وأثناء رحلة البحث عن الإجابة عن هذا السؤال جاءت هذه اللقطات :
اللقطة الأولى
يظهر فيها حسن تعامل النحل مع أوامر ربه يظهر فيها كيف يتعامل هذا المخلوق مع أوامر الخالق فمنذ أن أوحى الله سبحانه وتعالى إلي النحل وقال تعالى..(( وَأَوْحَى رَبُّكَ إِلَى النَّحْلِ أَنِ اتَّخِذِي مِنَ الْجِبَالِ بُيُوتًا وَمِنَ الشَّجَرِ وَمِمَّا يَعْرِشُونَ (68) ثُمَّ كُلِي مِن كُلِّ الثَّمَرَاتِ فَاسْلُكِي سُبُلَ رَبِّكِ ذُلُلاً يَخْرُجُ مِن بُطُونِهَا شَرَابٌ مُّخْتَلِفٌ أَلْوَانُهُ فِيهِ شِفَاء لِلنَّاسِ إِنَّ فِي ذَلِكَ لآيَةً لِّقَوْمٍ يَتَفَكَّرُونَ ))سورة النحل "69،68"
منذ ذلك الوقت يستحيل أن تجد للنحل بيوتا في غير هذه الأمكنة الثلاث... الجبال.. والشجر.. والبيوت.على نفس ترتيب الآية ..أمر من الله أعقبه تنفيذ من ..النحل بلا تسويف ولا تحايل ولا تباطؤ أنها صورة تعكس أرقى درجات السمع والطاعة للخالق من مخلوق وكذلك تجد أن أرقى وأجود أنواع العسل هي عسل نحل الجبال ثم عسل نحل الشجر ثم عسل نحل البيوت.
ومن طبائع النحل المعروفة والتي تدل على حسن امتثاله لأوامر ربه, أنه دائما ما يتخذ البيوت قبل المراعى.
فهي إذا ما أصابت موضعا مناسبا بنت فيه بيوتها أولا.
ثم بعد ذلك تخرج من تلك البيوت ترعى وتأكل من كل الثمرات ثم تأوي إلى بيوتها. لأن ربها سبحانه وتعالى أمرها بذلك أمرها باتخاذ البيوت أولا ثم الأكل بعد ذلك. وهنا قد تبعد المراعى عن البيوت الأميال والأميال. وقد يفصل بين المراعي وبيوت النحل السهول و الجبال.
ومع ذلك فإن طاعتها لربها جعلها تنسى بعد المسافات وكثرة المشقات فالمؤمن الحق ..كالنحل .. يجب ألا يفكر إلا في تنفيذه الأوامر الربانية أما المشقات, والتبعات, والمنغصات فهي أمور ثانوية إذا فكر فيها فربما تلكأ أو تباطأ أو قصر فيجب ألا يفكر فيها المسلم ..وهكذا يفعل الصالحون انظر إلى نبي الله نوح لما أمره لله...بأن يصنع الفلك في البيئة الصحراوية وانظر إلي نبى الله موسى لما أمره الله...بأن يضرب بعصاه البحر
وانظر إلي نبى الله إبراهيم لما أمره الله...بأن يذبح أبنه إسماعيل وغيرهم الكثير .........
انظر كيف كانت درجة السمع والطاعة من هؤلاء جميعا وكيف كانت النتائج ليتأكد لك أن السعادة والفوز يكمنان في حسن تنفيذ العبد لأوامر ربه حتى ولو كانت هذه الأمور تفوق قدرات عقولنا القاصرة.
المفضلات