سعد عبدالله الدوسري
الحقيقة التاريخية تقول إن مسيرة تعليم البنات، منذ بداياتها الأولى وحتى اليوم، أفرزت أجيالاً من اللاتي ساهمن في بنائنا الحضاري والتنموي في عدد من المجالات الحيوية كالتعليم والطب والصيدلة والاعلام والفكر والثقافة والإبداع. وبرزت من هذه الأجيال نساءُ تجاوزن حدود المحلية ليحلّقن في فضاء العالمية، مسجلاتٍ بذلك موقعهن الريادي ممثلات للمرأة السعودية الملتزمة بدينها ثم بقيم مجتمعها الذي أتاح لهن كل الفرص لتبوؤ هذه المواقع المهمة.
وفي ظل هذه الحقيقة، فمن المفترض أن نواصل مسيرة دعم الأجيال الجديدة التي تشكل عمقاً للأجيال اللاحقة. إلا أننا نرى اليوم واقعاً غير الواقع المأمول: ألوف مؤلفة من خريجات الثانوية منذ أكثر من ثلاثة أعوام لم يجدن مقعداً جامعياً، فبقين في بيوتهن بلا دراسة جامعية وبلا عمل. ألوف مؤلفة من خريجات الجامعة منذ حوالي 4 سنوات يطرقن أبواب الوظيفة ولا أحد يجيب.
هذا التكدس النسوي داخل البيوت، لفتيات ونساء بهذا العمر المتقد بالعنفوان، ماذا سيشكل؟!! أي خطر يمكن أن ينفجر منهن؟! انهن عبء على أهاليهن، فالشباب ليسوا أكثر حظاً منهن، لذلك فلن يتمكنوا من التقدم للزواج بهن. فماذا يفعلن بلا زواج وبلا عمل؟!! واذا كانت قيمنا الدينية والأخلاقيات الاجتماعية قد حصّنت، ولله الفضل والمنّة، معظم هؤلاء الفتيات والنساء، فإن الشيطان الذي توعد آدم وحواء منذ بدء الخليقة، لا يزال حيّاً.
انتبهوا يا ناس. انتبهوا أيها المسؤولون. نحن أمام كارثة أخلاقية حقيقية. فالشاب العاطل عن العمل يستطيع الخروج والعمل في كل الأعمال المتاحة، ما دامت أعمالاً شريفة، لكن الفتاة ماذا تفعل؟!! وأقسم بالله العظيم أن لديّ قصصاً لاستغلال بعض ضعاف النفوس لهن بمجرد أن تقبل بعمل بسيط مثل مندوبة مبيعات. كما أقسم بالله أن فتيات يعملن في مؤسسات الرعاية او المدارس الأهلية كخادمات للأطفال. وأقسم بالله للمرة الثالثة، أن معظمهن في ظل مكوثهن بلا دراسة ولا عمل، دخلن بعد بيع كل ما يملكنه من مدخرات في الفترة الخاسرة لسوق الأسهم، وضاع كل ما أدخرنه، وسوف لن يُرْجِع التصحيح الحالي أموالهن .
إنني أخشى أن نترك ملف توظيف الفتيات مغلقاً الى أن ينفجر في وجوهنا، لنجد الشيطان الرجيم وقد أدخل معه الويلات الأخلاقية لمجتمعنا.
اللهم بلّغت، اللهم فاشهد.
مقال اليوم السبت في جريدة الرياض ( باتجاه الابيض ) مع كامل التحيه للاخوة الاعضاء ... !!!
المفضلات