[ALIGN=CENTER]
السلام عليكم ورحمه الله وبركاته
شيخنا الفاضل / الشيخ عبدالله الواكد جزاك الله عنا وعن المسلمين خيراً
على هذا الموضوع القيّم والجدير بالمناقشة .. والبحث
طرحت لنا سؤا لاً يقول " أيهما أفضل الإمامة أم الآذان "
كلاهما له منزلة كبيرة وله فضل كبير .. أختلف اراء الفقهاء في الافضلية لكل منهما
فذهب فريق الى منهم تفضيل الآذان على الإمامة وله من الادلة تؤيد رايه .
وذهب فريق آخر الى أفضلية الإمامة على الآذان وله أدلة ع ذلك
ولكن أنا أرجح القول الذي يميل الى أفضلية الامامة على الاذان ..والله أعلم وادلتي في ذلك التالي:
ع الرغم أن أدلة فضل الآذان أكثر من أدله فضل الإمامة ..
والسبب برأيي لأن الأمامة لا يختلف ع أفضليتها .. ولا تحتاج أفضليتها الى أدلة
فالإمـــــــــــــامة
هذه الوظيفة الدينية المهمة التي تولاها بنفسه وتولاها خلفاؤه الراشدون. ولم يختاروا لها إلا الأفضل
قوله : (ثلاثة على كثبان المسك يوم القيامة: وذكر أن منهم رجلا أم قوما وهم به راضون)، وفي الحديث الآخر،(أن له من الأجر مثل أجر من صلى خلفه)
ولهذا؛ كان بعض الصحابة رضي الله عنهم يقول للنبي : اجعلني إمام قومي؛ لما يعلمون في ذلك من الفضيلة والأجر.
لأن الإمام في الصلاة قدوة، والإمامة مرتبة شريفة؛ فهي سبق إلى الخير، وعون على الطاعة وملازمة الجماعة، وبها تعمر المساجد بالطاعة، وهي داخلة في عموم قوله تعالى فيما حكاه من دعاء عباد الرحمن:
{وَالَّذِينَ يَقُولُونَ رَبَّنَا هَبْ لَنَا مِنْ أَزْوَاجِنَا وَذُرِّيَّاتِنَا قُرَّةَ أَعْيُنٍ وَاجْعَلْنَا لِلْمُتَّقِينَ إِمَامًا}
فالإمامة في الصلاة من الإمامة في الدين، ولا سيما إذا كان الإمام يبذل النصح والوعظ والتذكير لمن يحضره في المسجد، فإنه بذلك من الدعاة إلى الله، الذين يجمعون بين صالح القول والعمل،
{وَمَنْ أَحْسَنُ قَوْلًا مِمَّنْ دَعَا إِلَى اللَّهِ وَعَمِلَ صَالِحًا وَقَالَ إِنَّنِي مِنَ الْمُسْلِمِينَ}
فلا يرغب عن القيام بالإمامة إلا محروم، ولا حول ولا قوة إلا بالله.
(وَجَعَلْنَا مِنْهُمْ أَئِمَّةً يَهْدُونَ بِأَمْرِنَا لَمَّا صَبَرُوا وَكَانُوا بِآيَاتِنَا يُوقِنُونَ ).
عِظم شأن الإمامة، وخطره على من استهان بأمرها ظاهر في حديث أنه قال: (يصلون لكم فإن أصابوا فلكم (ولهم) وإن أخطأوا فلكم وعليهم).
(والمعنى: (يصلون) أي الأئمة (لكم) أي لأجلكم، (فإن أصابوا) في الأركان والشروط، والواجبات، والسنن (فلكم) ثواب صلاتكم، (ولهم) ثواب صلاتهم، (وإن أخطأوا) أي ارتكبوا الخطيئة في صلاتهم، ككونهم محدثين (فلكم)، ثوابها، (وعليهم) عقابها
رسول الله يقول: (من أم الناس فأصاب الوقت فله ولهم، ومن انتقص من ذلك شيئًا فعليه ولا عليهم)
رسول الله يقول: (الإمام ضامن فإن أحسن فله ولهم، وإن أساء فعليه ولا عليهم)
الاذانـــــــــــــ
أما من ذهب برأي أفضلية الاذان فادلته التالي:
وفي فضل الأذان أحاديث كثيرة في الصحيحين
الأذان من أسباب المغفرة للذنوب
أن نبي الله قال: " إن الله وملائكته يصلون على الصف المقدّم والمؤذن يغفر له بمد صوته، ويصدقه من سمعه من رطبٍ ويابس، وله مثل أجر من صلى معه "
رسول الله يقول: " المؤذنون أطول الناس أعناقاً يوم القيامة "
إذا كنت في غنمك أو باديتك فأذنت بالصلاة فارفع صوتك بالنداء فإنه لا يسمع مدى صوت المؤذن جن ولا إنس ولا شيء إلا شهد له يوم القيامة } . قال رسول الله { إذا كان الرجل في أرض في أي قفر فتوضأ فإن لم يجد الماء تيمم ثم ينادي بالصلاة ثم يقيمها ويصليها إلا أم من جنود الله}
الرأي الذي يقول باأفضلية الآذان ع الإمامة استشهد بالحديث التالي :
وعن أبي هريرة قال : قال رسول الله : { الإمام ضامن والمؤذن مؤتمن اللهم أرشد الأئمة واغفر للمؤذنين }
قوله : ( الإمام ضامن ) الضمان في اللغة الكفالة والحفظ والرعاية والمراد أنهم ضمناء على الإسرار بالقراءة والأذكار حكي ذلك عن الشافعي في الأم .
وقيل : المراد ضمان الدعاء أن يعم القوم به ولا يخص نفسه .
وقيل : لأنه يتحمل القيام والقراءة عن المسبوق .
وقال الخطابي : معناه أنه يحفظ على القوم صلاتهم وليس من الضمان الموجب للغرامة
قوله : ( والمؤذن مؤتمن ) قيل : المراد أنه أمين على مواقيت الصلاة .
وقيل : أمين على حرم الناس لأنه يشرف على المواضع العالية .
والحديث استدل به على فضيلة الأذان وعلى أنه أفضل من الإمامة لأن الأمين أرفع حالا من الضمين ,
وقد تقدم الخلاف في ذلك , ويؤيد قول من قال : إن الإمامة أفضل أن النبي والخلفاء الراشدين بعده أموا ولم يؤذنوا وكذا كبار العلماء بعدهم .
نسأل الله أن يوفقنا وإياك وسائر إخواننا المسلمين إلى العلم النافع والعمل الصالح وصلى الله على نبينا محمد .
المجـــــــــــد[/ALIGN]
المفضلات