الكل منا يتذكر الحرب الأهلية في لبنان وكم حصدت من الأرواح والممتلكات ، وكم زرعت من جيل لايعرف سوى لغة البارود والتفخيخ .
الآن ظهرت على السطح روائح الحرب الطائفية في العراق وأصبح البلد قاب قوسين أو أدنى منها ، إن لم تكن قد بدأت على أرض الواقع من خلال ما نسمع من أخبار .
ما أردت التحدث عنه هو الآتي :
لاتوجد دولةٌ عربية أو أسلامية شعبها لا ينتمي إلى السنة والشيعة ، بل هناك دول منها يتواجد بها مسيح ودروز وكرد وقوميات وأديان أخرى ، وهنا ما أردت الحديث عنه ، وهو التعايش بين تلك الطوائف
تحت غطاء الوطن .
والوطن هو حق للجميع بأن يحمل هويته ويتوحد من أجله كل أبناء الوطن وتحت رايته ، فلا السني سوف يمنح وطناً لأجل سنيته ، ولا الشيعي سوف يهدى وطناً من أجل شيعيته .
هذه الطوائف هم الشعوب والعوام ، وهم من حطب نار الفتنة التي لا يدركوها ، وهم من سيخسر
كل شيء بسببها ، ولكن هناك مستفيد آمن من هذه الفتنة وهم موقضوها ، وأقصد بهم الساسة
المنحرفين في أدارتهم وتسلطهم ، فهم بأعتقادي اللاعب الرئيسي في أشعال نار الفتنة للوصول الى أهدافٍ لا تمت للدين أو الوطن بأي صلة .
والولاء للطائفة ليس بسيء عندما يكون في أطار التعايش مع بقية الطوائف ولا يلحق الضرر للوطن
والمواطن ، ولكن الولاء للأشخاص والرموز هو الكارثة والمصيبة التي تفقد المواطن هويته ووطنيته .
والفهم الخاطيء لدى المتعصبين لطوائفهم هو عدم فهمهم لمعنى الوطن والهويه الأمر الذي يجعلهم لا يفهمون معنى التعايش تحت غطاء الوطن فيما بين معتقداتهم وبين هوياتهم .
هل سيأتي يوماً نرى الحساوي والقصيمي يأكلون في صحنٍ واحد ؟؟
وهل سنرى أهل الكوفة والنجف يجتمعون مع أهل الأنبار والفلوجة ؟؟
وهل نرى يوماً شيعة البحرين يخرجون بمظاهرات دون حرقٍ وتدميرٍ للمنشآت ؟؟
وهل نسمع مهري الكويت لا يتدخل في شئون العراق وإيران ؟؟
وهل نقرأ عن توافق أهل الجنوب مع أهل الشمال في لبنان ؟؟
وفي النهاية هل نفهم معنى التعايش بين الطوائف في ظل وطنٍ واحد تجمعنا الهويه والوطنية والولاء له ؟؟؟
هذا ما نود أن نراه !!!
تحياتي للجميع
المفضلات