بسم الله الرحمن الرحيم
و الحمد لله رب العالمين ... و الصلاة و السلام على رسول الله صلى الله عليه وسلم
انعقد في العاصمة الأردنية عمان المؤتمر الصحفي الثاني بتاريخ 20/2/2006 بمشاركة عدد من كبار العلماء و الدعاة في العالم العربي وقد تحدث في هذا المؤتمر الشيخ العلامة محمد سعيد البوطي ومفتي القدس الشريف الشيخ عكرمة صبري ومفتي سوريا الشيخ أحمد حسون ومفتي الأردن الشيخ سعيد الحجاوي والداعية الحبيب علي الجفري والأستاذ عمرو خالد
كما حضر المؤتمر ممثلو وسائل الاعلام المحلية والعالمية لتأكيد البيان الصادر حول الاساءة للرسول الكريم في صحيفة دنماركية والذي عقد في قاعة المؤتمرات بمسجد الشهيد الملك المؤسس عبد الله .
وتم التأكيد مجدداً ان نصرة الرسول الاكرم هو واجب شرعي وهو ما عبرت عنه التظاهرات الاحتجاجية في مختلف دول العالم الاسلامي وسط مطالبة الشارع الاسلامي بضرورة الانضباط بضوابط الشرع الحنيف الذي يرفض مقابلة الاساءة بما لا يجيزه الشرع . معتبرين ما اقترفته صحف دنمركية ما هي الا جريمة اعتداء تمس مقدسات الامة الاسلامية. مؤكدين ان تلك الاحداث غير مقبولة وتعد تخريبا لمسيرة التعارف الحضاري بين الشعوب.
وشددوا على ان الحوار الموضوعي العلمي العقلاني الهادف مع الغرب هو السبيل الوحيد للخروج من هذه الفتنة التي حركتها على حد وصف العلماء والمفكرين الاعلام الثالث بهدف اذكاء صراع جديد بين الحضارات من خلال المساس بالرموز والقيم الدينية المقدسة عند الشعوب ،مبررين في الوقت نفسه حالة الغضب الذي ساد الشارع الاسلامي انتصارا للرسول محمد صلى الله علية وسلم ، منوهين الى ان المقاطعة التي تعاطى معها الشارع الاسلامي ردا على هذه الاساءات لا يجب ان تنتهي الا بالحوار والتفاهم.
واوضحوا في الوقت نفسه ان اهمية هذا البيان ياتي تاكيدا على ان مجرد الاحتجاج والمقاطعة لا تكفي دون الحوار والتعريف بالرسالة الاسلامية وقدسيتها من خلال قيمها الانسانية ، كما ياتي هذا البيان حرصا على عدم تكرار الاعتداء على السفارات والانفس البريئة لما فيه من المخالفة للشريعة ،فضلا عن تفعيل دور المسلمين نحو العالم وحفاظا على وحدة الصف الاسلامي وايضا حتى يتضح للعقلاء من الطرف الاخر مسار القضية ولا يختلط عليهم فيدفعون الى الصدام.
وتحدث في المؤتمر الشيخ عكرمة صبري داعيا هنا الى زيادة الاهتمام بالسير النبوية الشريفة وتعميمها على الاجيال الصاعدة ،كونها تحفل بالمواقف الايجابية والعبر والعظات ولانها بالنتيجة مدرسة متكاملة تخرج منها الصحابة الكرام.
فيما اكد الدكتور البوطي على ان الحوار العقلاني الموضوعي العلمي هو السبيل الوحيد للخروج من هذه المشكلة التي تسببت بها حرية الغرب، وشدد على ان الاقذاع المسجل (السب والشتم) والمتمثلة في الرسوم الكاريكوتورية هي اخطر بكثير من الاقذاع اللساني الذي لايدوم وينسى .
فيما تحدث الداعية الجفري عن ظروف واهداف البيان وفكرته التي تقوم على محورين ومبدأ . وهي محاولة ايصال تصور ناضج الى الامة الاسلامية يمكن ان تكون من خلاله التصرفات مثمرة وكذلك محاولة ايصال رسالة توضح الامر الى من في الدنمارك ومن وافقهم حول مفهوم حرية التعبير باسلوب يتناسب مع الخلفية الثقافية لديهم ، مشيرا الى ان مبدأ هذا البيان هو عدم وجود انفصام او تناقض في الخطاب حال تغيير الجهة المخاطبة مع مراعاة تنوع الخلفية الثقافية من خلال الصياغة.
الداعية الاسلامي عمرو خالد وصف الموضوع كله بالفتنه ،مشددا على ان احتجاجات المسلمين على تلك الرسوم كانت واجبا شرعيا وامرا مشروعا لابد منه بما فيه المقاطعة التي لا يجوز انهاؤها الا بالحوار البناء الذي اعتبره فرصه للمسلمين ويجب استثماره.
اما الشيخ احمد حسون فيرى ان الاعلام الثالث الصهيوني يتحمل مسؤولية تنفيذ مخطط معد ومدروس للاساءة للاسلام والتي تتمثل في الاساءات المتكررة على القيم الاسلامية والرموز المقدسة لدفع العالم الى صدام حضارات.
من جانبه اكد الشيخ حجاوى على ان الاستنكارت العريضة التي شهدها الشارع الاسلامي تؤكد على وحدة المسلمين ويجسد محبتهم للرسول الاعظم محمد صلى الله عليه وسلم.
المفضلات