بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على رسول الله
اما بعد ...
من أعجب الأمور أن تتذمر إذ قطع عنك التيار الكهربائي وانت في البيت تشاهد المصيبه المسماه (بالدش) أو تكون مسافرا في ضلمة الليل في طريق طويل مؤدي الى كثير من الذنوب والمعاصي وتتعطل بك السياره وكم تتذمر عندما ينتهي الراتب قبل نهاية الشهر وكم ..وكم ........الخ
لالكن السؤال هل تذمرت أو (( تذكرت )) يوما ضلمة القبر ؟ وماهي أول ليله لك فيه وكيف تكون أيامك داخل هاذا الصندوق الترابي ....... فهاذا القبر إما روضه من رياض الجنه وإما حفره من حفر النار ...
يا غافلا تتمادى ... غدا عليك ينادا
هاذا الذي لم يقدم ... قبل المنية زادا
هاذه القصه وقفت عليها بنفسي لم أسمعها من محدثين ولا رواه ولا حتى دعاه لاكن بيدي فعلتها وبعيني رأيتها إنها لرجل كبير في السن في العقد السابع من عمره جائوا به إلى مغسلة الأموات ليس به اي اصابات هزيل الجسد شديد الصفره معفي للحيه وحاف للشنب كأغلب كبار السن الذين نراهم في المساجد .
المهم أنهم وضعوه داخل المغسله على المكان المخصص لغسل الاموات وتكفينهم جهزنا أنفسنا وجهزنا السدر والكافور حتى نقوم بعملية التغسيل قبل صلاة العصر لتكون الجثه جاهزه لصلاه عليها . بدأنا بسم الله نزعنا عنه ثوبه الذي كان يرتديه ووضعنا عليه الستره لتجنب ظهور العوره ( لأن المسلم له حرمته حيا وميتا ) بدأنا الغسيل لاحظنا أنه كلما غسلناه يتحول لونه من اللون الأصفر إلى اللون الأبيض حتى أن وجهه أصبح يشع نورا وأن عنقه أصبح أطول قليلا فقلت في نفسي لعلي أسئل ولده الذي ينتظرنا بخارج المغسله عن حال هاذا الرجل .
إنتهينا من غسل الجثه وتكفينها في زمن قياسي بالنسبه لجثث أخرى تم تغسيلها والله كأنه ينطق ويقول (( قدموني قدموني )) خرجت فوجدت الولد في غرفة الإنتظار في المغسله وسئلته عن والده كيف مات فقال لي إن والدي كان يعمل مؤذن للمسجد وفي وقت صلاة الفجر أيقظني كعادته وذهب ليرفع الأذان وبعد إنتهاء الأذان بفتره بسيطه سمعت طرقا قويا على باب البيت خرجت مسرعا إذهم جماعة المسجد يقولون إن والدي سقط مغشيا عليه فذهبت للمسجد مسرعا فرأيته قد سقط في المحراب وعندما تفقدته وجدت أنه قد فارق الحياه .
وفي الختام سأل الله العلي الكريم رب العرش الكريم بفضله ومنه وكرمه أن يحسن خاتمتنا اجمعين .
اخوكم سيف
المفضلات