لايمكن لأحد كائناً من كان أن ينكر ما أحدثته المقاطعة من أثر بل آثار إيجابية على العالمين " الإسلامي والغربي " ,,
المقاطعة ذلك السلاح الشعبي البسيط والذي كان خيار الشعب وحده دون تدخل أو وصاية من الحكومات بل ولا حتى المؤسسات ,,
هي خيار ذلك المسلم البسيط الذي قد يملك وقد لايملك قوت يومه ,,
نعم ,, هو من قال سأقاطع وهو الذي أعلنها صرخة مدوية يسمعها من كان في مشارق الأرض ومغاربها ,,
المقاطعة ذاك السلاح البسيط ,, سلاح من لاسلاح له ,, آتت أكلها ,, وأثمرت غراسها ثماراً تفوقت على كل تلك المنتجات المعالجة كيماوياً
لو لم يكن لها من ثمرة سوى رص الصفوف وتوحيد الكلمة لكفى ,, فكيف بها وهي التي جعلت الغرب كله يتعجب من هذه الهبّة وتلك الوثبة ,,
لقد قالها شعراؤنا الأولون وصارت حكماً كالدرر ,,حين قال المتنبي :
من يهن يسهل الهوان عليه ** مالجرح بميت إيلام
وقال أيضاً :
ومن جهلت نفسه قدره ** رأى غيره منه مالا يرى
فلا قيمة للمرء في أعين الناس مادام أنه لم ير قيمة نفسه ,,
بل وقرءاننا قبل ذلك :
(( وأعدوا لهم ما استطعتم من قوة ومن رباط الخيل ترهبون به عدو الله وعدوكم ))
الإرهاب بالعدة والعدد ,, والعدة هي السلاح ,, وسلاحنا اليوم هو المقاطعة ,, نرهبهم حتى لايتجرأوا على إهانتنا ,,
فنحن للأسف من استدعى الغرب لإهانتنا حين تنازلنا كثيراً عن حقوقنا وكرامتنا ,,
والآن بعد أن عصفت شعوبنا وسئمت عيش الذل والمهانة وقالت كلمتها بالمقاطعة دون خوف أو تشكيك ,, لايدفعها لذلك إلا حبها للحبيب عليه أفضل الصلاة وأتم التسليم ,,
وكأنه عليه الصلاة والسلام أراد أن يجمعنا على دينه بعد وفاته كما جمعنا قبل ذلك في حياته ,, صلوات ربي وسلامه عليه ,,
الآن هاهم جميعاً يتكاتفون ليقاوموا ذلك المد الإسلامي الجارف ,, يتشاورون فيما بينهم وقد أعيتهم السبل ,, فما كان شعبياً لايمكن أن يحاكم دولياً ,,
فحكوماتنا براء من كل محاولات اتهامهم ,, ولن يجدي نفعاً محاولاتهم لتسييس القضية ,,
أما النصر الثاني والذي تحقق لنا بهذه المقاطعة هو أننا الآن استطعنا أن نلفت أنظار الشعوب الغربية والذين ليس في مخزونهم المعرفي عن أمتنا الإسلامية غير ما أملته عليهم خزعبلات الكنيسة وحقد العلمانيين ,,
الذين خافوا من هذا المد الإسلامي أن يكتسح بلادهم وينتصر عليهم لابقوة السلاح بل بقوة الإيمان وصدق العقيدة ,,
فماذا بعد المقاطعة !!؟
يقول قانون نيوتن
لكل فعل ردة فعل ,,
أما قانوننا كمسلمين فهو يزيد على قانون نيوتن قليلاً
فلكل فعل ردة فعل وفعل آخر
فالفعل هو الرسوم المسيئة للرسول عليه الصلاة والسلام ,,
وردة الفعل هي المقاطعة الإيجابية ,,
والفعل الآخر هو استغلال هذه المرحلة في الدعوة إلى الله والتعريف بديننا ونبينا الكريم ,,
وأعتقد أننا يجب أن لانفوّت علينا هذه الفرصة ,, بل نحسن استغلالها بالدعوة إلى الله والتعريف بديننا الحنيف ,, خصوصاً وأن الجميع متعطش الآن إلى معرفة هذا النبي الذي ثار من أجله أكثر من مليار مسلم ,,
الآن جاء دور الدعوة إلى الله بالحكمة والموعظة الحسنة ,, مع استمرارنا في المقاطعة ,,
ففي المقاطعة تأديب للمستهترين منهم ,, وفي الدعوة تبليغ للباحثين عن الحق ,,
لابد لنا أن نستعيد هيبتنا كمسلمين ولو شيئاً فشيئاً ,, وهانحن نرى بوادر ذلك الآن ,,
ولم يكن لنا ذلك بعد الله لولا هذه المقاطعة ,,
والأيام قادمة وسنرى جميعاً مايسر قلب كل مسلم ومسلمة ,,
وفقني الله وإياكم لما فيه طاعته ورضاه ,,
المفضلات