ابو سمران رجل تعدى عمره الخمسين كريم صاحب علاقات مميزه ويحترمه الجميع من ابناء قبيلته والقبائل الاخرى اراد هذا الرجل ان يذهب لزيارة اخيه الساكن مع انسباؤه في الصمان وذلك للاطمئنان عليه ولصلة الرحم ولان ابو سمران ساكن في المهد التي تبعد عن الصمان ما يقارب 800 كيلوا اخذ معه احد ابناء عمومته ليؤنسه وشدو راحلتهم وتوكلوا على الله .
وبعد مشوار متعب ومرهق وصلوا الى وجهتهم وبعد واجب الضيافه الذي استمر اسبوع اراد الضيف ابو سمران ان يشاهد الدحول ( والدحول لمن لايعرفها هي مجموعة كهوف تمتد لاميال تحت الارض متشعبة وبها وديان وخنادق وممرات ) فاخذه اخوه لتلك الدحول ليشاهدها فدهش ابو سمران لتلك الدحول واراد ان يدخل احدها ليشاهده من الداخل فرفض اخوه ولكنه ابو سمران اصر فربطه اخيه في الحبل واخذ معه ( فتيلة زيت ) ما يشبه السراج لينير به الطريق فتجول ابو سمران في الدحل مدة ونسي نفسه وبعد فترة ليست بالقصيرة نادى الاخ على ابخيه ابو سمران هيا لنذهب فلم يجب ابو سمران ونادى مرات ومرات ولم يجد مجيب فاخذته الحيرة ماذا يفعل وجلس ينادي ابو سمران الى ان قرب مغيب الشمس فهنا هرع الاخ المسكين الى قومه ينادي بالفزعه فتجمعوا ودخل بعض منهم ولم يجدوه واستمر البحث عنه مدة شهر فانقطع الامل بنجاته بل اعتبر ميتا ولكن احدى اخواته لم تصدق بل ارادت ان تذهب لتبحث عنه بنفسها ولكن اولادها رفضوا ولانها تحبه وتذكر افضاله فهو لم يبخل عليها وكان يزورها ويضحك معها ويدافع عنها كانت كلما احتاجت له تجده انه اخوها العزيز صاحب القلب الرحيم ولم يهدأ لها بال حتى استطاعت ان تاخذ احد ابناؤها بحجة زيارة اخيها في الصمان وذلك بعد ثلاث اشهر من اختفاؤه وعند وصولهم الصمان وارادوا ان ان يكرموهم اجابت بانها لن تاكل الا مع اخيها ابو سمران ولهذا هي تطلب من ولدها اولا ومن اخيها والجميع ثانيا ان يبحثوا مرة اخرى او تذهب هي مع ابنها للبحث عنه لوحدهم فقط فاستجابوا الرجال لها وذهبوا الى الدحل في الصباح الباكر وسمعوا شخصا ينادي من داخل الدحل يا سبحان الله انه ابو سمران فاخرجوه فاذا هو بحال جيده نسبيا فسعدت اخته به وسعد بها وعندما سألوه كيف استطعت العيش كل هذه المدة بلا طعام ولا شراب .
فاخبرهم ابو سمران بشيء لا يصدق يقول انه عندما فقد الطريق لشدة الظلام وكان احيانا يدخل متاهات ضيقه واحيانا مساحات واسعه بدون ان يرى شيء وانه لم يجد شيء ياكله ولا ما يشربه ولكن في حلول اليوم الثاني اتاه شخصا لم يره وقدم له طاسة( قدح ) مملوئه بحليب نياق وشرب منها الى ان روى وكان هذا الشخص ياتيني بمثلها كل يوم ما عدا الاسبوع الفائت لم يات وهنا انتبهت اخته الى ان اولاده عندما فقد الامل بنجاة ابيهم قبل اسبوع استرجعوا الناقه التي وهبها ابيهم ابو سمران لاحد الفقراء ولهذا انقطع عمله وانقطع الحليب عنه فغظب ابو سمران من اولاده وعند عودته اعطى الفقير ناقتان واكثر من عمل الخيرات .
فسبحان الله الذي لا يحمد على مكروه سواه
المفضلات