...
ما أجمل الدنيا ..
من منّا لا يحتار بمعرفة المقياس الذي نستطيع أن نعرف به جمال الدنيا ،
لا من حيث طبيعتها بجميع أشكالها
بل من حيث طبيعتنا نحن بني البشر معها ومع بعضنا ..
نظرتنا ..
تفاهمنا ..
كلامنا مع أنفسنا وبين بعضنا ..
يا ترى على ماذا يتوقف ؟ ..
تقديرنا ..
احترامنا ..
حبنا لأنفسنا
ولبعضنا ..
هل هو جوهر الأخذ والرد فيما بيننا ؟؟
وهل خوفنا ..
وخشيتنا ..
وخضوعنا ..
وذلنـا ولد معنا ..؟
أم اكتسبتاه بإرادتنا ..؟
.. أم أنه فرض علينا رغماً عنّا في زمان كثرت فيه
الابتسامات والضحكات من أنفسنا وعلى أنفسنا ..
وهل تقيّد الحرية ..
والإرادة ..
والجرأة ..
والقوة ..
وتكبتُ في صدورنا ..؟؟
وهل ستبوح أنفسنا لأنفسنا عمّا يؤرق تفكيرنا ..
أم أنها تردد علينا :
ما أجمل الدنيا ..
ما أجمل الدنيا ..
لتنسينا كهكهة الهم ..
وقمة الغم ..
وجبروت الآسى ..
وغطرسة القهر ..
وانفتاح الضنك ..
وضيق اليسر ..
واتساع العسر في دنيتنا ..
فهناك..هناك ..
فرحةً منكبةً على وجهها ..
وتحت انقاض ذلك السقف..
سعادة بتر ساقها ..
وخلف قضبان بيوت النفي ..
ابتسامةً اصفرّت نشوتها ..
وبنهاية ذلك الزقاق ..
ضحكة تزيّفت فرحتها ..
!!!
ألا تحس بالضمائر المنهكة ..
والمبادئ المتذبذبة ..
والمشاعر الباردة التي طغت وأغرقت بني البشر في هوج بحرها ..؟؟
فإذا كنت لم ترى ولم تحس ..
فغنِ وتغنى :
ما أجمل الدنيا ..
ما أجمل الدنيا ..
وافتح أفواه قِـرب عينيك بإسهاب..
لتنهمر مشاعر الرضا ..
ولا تبكي ..
بل لتخفف لوعة الفرحة ..
بل قصدت فرحة الحرقة أو حرقة الفرحة ..
لا لا ..
أظن أن التعبير خانني ..
أو أنني أنا الذي خنته ..
وخان أم خنت لا فرق ..
فهي مقبولة من كلينا لعلينا ..
ومن علينا لكلينا ..
لا فرق ..لا فرق ..
فهي خيانة عابرة ..
الفرق فقط إذا كانت الخيانة جزاء إحسان .. فعندئذ ..
يا للمحسن المسكين ..
لأن الخائن لن يلام ..
ولكن الملام ذلك الأبله ..
عفوا ..اقصد المحسن ..
وسينعت بصفات ..
وأسماء ..
وحروف ..
غبي ..
مسكين ..
حرام ..
آه عليه ..
ومنه ..
وفيه ..
هل رأيت .. ؟
خيانة عابرة !!
بكل بساطة في هذه الدنيا التي نحن فيها ..
مثل نظرة عابرة في تلك الدنيا التي قبل أن نأتيها ..
فهي مجرد كلمات ذليلة ..
نوثقها ببعضها فتصبح جميعها مذلولة متنافرة ..
الخائن فيها كالأمين ..
والمسيء كالمحسن ..
والمستحق كمن لا يستحق ..
لا فرق ..لا فرق ..
فهم كلهم بشر ..
في الدنيا الجميلة ..
وبعد هذه الكلمات المتغلظأة ..
وهذه الغلاظة في الفضفضة ..
وهذه الفوضوية في البعثرة ..
البعثرة المتبعثرة بتناسق وتناسب ..
فكل بعثرة لا تدري عن بعثرة ..
ولا تحب لمن بعثرها إلا البعثرة ..
وتهلك في حب نفسها ..
وتكره أي متبعثرٍ حولها ..
وكل فضفضة ..
تكذب بغلاظه ومفخرة ..
فعييت وأعيت من يعاينها اعياءاً انتشرت رائحته ..
وفسدت ..
فنتنت وأنتنت .. !!
إلا أنها تكأكأت مع بعضها ..
وتدثرت بقشرة رقيقة من مسحوق المسك المعنبر ..
ثم انغمرت ببركة عسل ثم خرجت لزجة لا تكاد تتحرك ..
وبالكاد تدحرجت على منثور الزعفران ..
وتدحرجت ..
فأصبحت في أبهى حلة ..
وأزهى صورة ..
وأروع منظر ..
حقاً .. ما أن نراها سنتغنى سوياً :
ما أجمل الدنيا ..
ما أجمل الدنيا ..
أخوكم .. الجنفاوي
المفضلات