فيتامين(سي) كوقاية وعلاج للتوحد
إعداد الدكتور: برنارد ريملاند - مركز أبحاث التوحد
ساندييغو – الولايات المتحدة الأمريكية
ترجمه بتصرف: ياسر الفهد – والد طفل توحدي - الرياض
أوضح الدكتور برنارد ريملاند من معهد دراسات التوحد في سان دييغو أن فيتامين (سي) يعتبر أكثر المواد أمانا والذي يفيد المخ والجسم بصورة كبيرة في عدة أوجه. وقد أدركت فعاليته في الوقاية والمعالجة.
يتركز فيتامين (سي) بكثافة في المخ ولكن لا نعرف بالتحديد الدور الذي يقوم به في هذا العضو و قد استعانت إحدى الدراسات الطبية الحديثة بـ 400 مرجع تبحث في فيتامين ج والمخ، ولكن يظل السر قائما.
و نحن لا نحتاج لأن نفهم الكيمياء الحيوية لفيتامين ج لندرك أنه أساسي لوظائف المخ. إن العلامات المبكرة لنقص فيتامين (سي) في الجسم هي حدوث الارتباك و والاكتئاب. كما يعزز فيتامين (سي) الإدراك، كما ثبت في ارتفاع درجات معدل الذكاء المتزايدة في الأطفال الطبيعيين والأطفال المصابين لمتلازمة (داون).
وقد اثبت كل من هوفمان و اوزموند في سلسلة دراساتهما الذكية فاعلية فيتامين (سي) في معالجة انفصام الشخصية الشيزوفرينيا.
ولكن السؤال هل تم استعمال فيتامين ج في معالجة التوحد؟
هناك حالتان دراسيتان فقط تتناولان تدخل فيتامين (سي) بوجه خاص في حالات التوحد, الأولى كانت دراسة بدأتها في 1967 لتقييم أثر ومفعول 4 فيتامينات وهي: ب 3 و ب 5 و ب 6 وفيتامين (سي) حيث تم استخدام جرعات تتراوح بين 1 ـ 3 جرام من فيتامين سي (حوالي 30 مغ/رطل)، و تفوق فيتامين ب 6 على فيتامين (سي) بسهولة عند مستوى تلك الجرعة (هناك 18 بحثا يؤكد على أهمية وقيمة فيتامين ب 6.
أما البحث الثاني في فيتامين (سي) مع التوحد فقد أجري على (يد دولسكي إي تي ايه) وآخرون عام (1983). وتكون البحث من إجراء تجارب لمدة ثلاثين أسبوعا بإعطاء جرعات 53) مغ/رطل) في اليوم كعلاج لـ 18 طفلا توحديا تتراوح أعمارهم بين 6 و 19 سنة في مجمع سكني، وكانت النتيجة إحصائيا هي حدوث تحسن ملموس. و لقد أفادت الجرعات الكبيرة التي أعطاها الدكتور/ دولسكي أفضل النتائج عن الدراسة الأولى في فيتامين (سي)، ولكن ما هي كمية الجرعة الصحيحة لفيتامين (سي) للتوحد؟ لا أحد يعرف، ولكن إن استخدام فيتامين (سي) آمن بصورة كبيرة حتى و إن أخذ بجرعات مكثفة، و عليه فإن من المفيد معرفة أفضل الجرعات لذوي للتوحد.
إذا ما هي الجرعة الآمنة من فيتامين (سي)؟ و الجواب هو الكثير منها!!
و يقترح خبير فيتامين (سي) الدكتور/ روبرت كاثارت طريقة تحمل المعدة لتحديد احتياجات الفرد من فيتامين (سي)، وببساطة تأخذ يوميا كميات كبيرة من فيتامين (سي) حتى يصل جسمك إلى درجة التشبع منه. وبتجاوز هذا المعدل فسوف يصبح فيتامين (سي) ملينا. ومستوى التحمل بالنسبة لمعظم الأشخاص الأصحاء هو 10 إلى 15 جراما من فيتامين (سي) يوميا . و في حال شعورك بالمرض فإن جسمك يحتاج إلى المزيد من هذا الفيتامين، ويمكنك زيادة الجرعة من 30 إلى 100 جرام أو أكثر يوميا.
ونسبة إلى الدكتور/ كاثارت وخبراء الفيتامينات الآخرين فإن استخدام جرعات كبيرة من الفيتامين عند المرض سوف يقلل ويختصر فترة المرض بصورة كبيرة، ويستطيع مرضى الدكتور/ كاثكارت الذين يعانون من تكسر وحيدات النواة في الدم من العمل بصورة جيدة بعد استعمال 300 جرام يوميا من فيتامين (سي)، بينما يظل مرضى الأطباء الآخرون منومين لمدة أسابيع في المستشفى أثناء هذا المرض.
وفي هذا الصدد يقول: لقد أعطيت ابنتي هيلين عند تنويمها بمرض هودجكن المرحلة الرابعة في عام 1974م أعطيتها 40 حبة يوميا من فيتامين (سي) أي (536 مج/رطل)، و صرخ الأطباء المعالجون في وجهي قائلين "سوف تقتلها!! و أجبتهم أن ذلك "هراء". و لقد استعادت ابنتي استعادت عافيتها سريعا. ومازالت في حالة صحية جيدة بعد 34 سنة.
وقد نشر فاندر كامب في عام 1966 ورقة بحث مهمة ونادرة أوضح فيها احتياج البالغين المصابين بالشيزوفرينيا إلى جرعة تتراوح من 36 إلى 48 جراما يوميا من فيتامين (سي) وذلك للوصول إلى مستوى التشبع منه في الجسم والتي يبلغها الأشخاص الأصحاء بتناول 4 جرامات من فيتامين (سي) يوميا. ويقاس مستوى التشبع باختبار بسيط وذلك بإضافة نقطة واحدة من البول إلى أنبوب اختبار يحتوي على كاشف.
وإن من الأمر المدهش التي اكتف هو ليس احتياج مرضى الفصام لجرعات مضاعفة عشر مرات عن جرعات الأسوياء، و لكن المثير هو أن الجرعات الكبيرة من فيتامين (سي) يوميا تحدث تحسنا ملموسا في التطبيع الاجتماعي للمرضى. حيث يشعر المرضى بأنهم في حالة جيدة، ويستبدلون القلق والتوتر و التعابير الوجهية بابتسامة ود ترتسم على محياهم. و بينوا أنهم لم يشعروا بأنهم مقيدون أي كأن يشعروا بأن الناس ليسوا ضدنا و نستطيع الآن أن نفكر بطريقة أكثر وضوحا. وبدأ الأشخاص الذين يميلون إلى العزلة أو الانطوائيين في المشاركة في الأنشطة وفي المحادثات والنقاش مع المرضى الآخرين وموظفي الجناح.
ويمضي د. ريملاند قائلا :
أنه من الواضح أن التوحد والانفصام هما اعتلالات مختلفة تماما عن بعضهما وذلك وفق ما أشرت و ركزت في كتابي المعنون بالتوحد الطفولي الذي نشر عام 1964 ، ولكن التطبيع الاجتماعي الذي بينه فاندركامب عن مرضى الانفصام لديه سوف يكون محل ترحيب لدى ذوي التوحد وخاصة لأولئك الذين يعانون من متلازمة اسبيرجر. و أتمنى أن يكون هناك القليل من القراء الذين ينتابهم الفضول مثلي في ماذا ستكون المحصلة النهائية إذا ما تم إعادة وتكرار دراسات فاندركامب على متلازمة اسبيرجر والتوحد.
ولقد أفاد باحثون آخرون بحدوث تحسن ملموس لدى المرضى النفسانيين وذلك عند استخدام جرعات كبيرة من فيتامين (سي)، وأفاد ميلنر (1963) على سبيل المثال بأن هناك تحسن ملموس لأعراض الاكتئاب و الهوس و البارانويا مع تحسن في مجمل شخصية المرضى.
كما بين البحث أيضا حدوث تحسن عند استخدام فيتامين (سي) لدى مرضى الاكتئاب والهوس والذي قمت بذكره في كتابي التوحد الطفولي والتي يبدو أنها مرتبطة وراثيا بالتوحد.
و إذا تم استخدام فيتامين (سي) بكميات كبيرة، فإن معظم الخبراء ينصحون باستخدام فيتامين (سي) المصقول وهو اسكوربيد الصوديوم بدلا من حامض الاسكوربيد. حيث إن شكل الأحماض تتركز عند تناول الجرعات الكبيرة.
المفضلات