كما أن لكل آلة موسيقية مميزاتها ونغماتها ، فكذلك لكل امرأة طابعها وعالمها وسحرها ، إنهن كالآلات الموسيقية ، كل آلة لها مميزاتها ونغماتها وسحرها ، وكما أنه لا يوجد ذلك ( الموسيقار ) الذي يجيد العزف على الآلات الموسيقية جميعاً كذلك لا يوجد من ينتصر على كل امرأة ، في كل معركة .
****
فمن النساء من تشبه ( الناي ) فهي نحيلة القوام ، متأججة العواطف ، كأنما صيغت من أوراق الزهر خيالية مسرفة في الخيال ، إنها تتوق إلى الموسيقي البارع ، الذي ينفث فيها الحياة ؛ لتستجيب له ، وتسمعه أعذب ألحانها .
****
وهناك المرأة التي تشبه ( الطبلة ) إنها المرأة الشرسة ، التي لا يمكنك التفاهم معها إلا بالدق على دماغها ، يجب أن تعاملها بحزم ؛ لتدب فيها الحياة ، ويدوي صوتها في الجو ، وهي مولعة بالصخب والضوضاء ، ولكنها لا تخلو من مميزات ، أهمها الصبر على المتاعب التي تجلبها .
****
ومنهن المرأة ( البيانو ) تلك المرفهة التي تتصدر ( الصالونات ) وا تنتقل من مكانها إلا بحساب ، وهي لا تذهب إليك ، ولا تبحث عنك ، ولكنها تحملك على البحث عنها ، والجلوس بين يديها ، لتستمع إلى حديثها العذب ، إنها ليست فائقة الجمال ، لكنها واسعة النفوذ في عالمها ، ويكفيها فخراً أنها أوصلت الكثيرين من عشاقها إلى مرتبة الخلود .
****
ومن النساء من تشبه ( الكمنجة ) المرأة المرهفة الشعور ، الرقيقة المزاج ، التي تشبه الدمية الغالية .. إنك لا تستطيع أن تعزف عليها ، وتسمع سحر ألحانهاإلا إذا حملتها على ساعدك برفق ، وأحنيت لها رأسك ، ولمست بحنان أوتار لبها ، لترسل موسيقاها الخافتة ، المفعمة بالحب .. ويجب ألا تنسى إعادتها إلى العلبة المخملية التي أخرجتها منها ولا تتركها خارجها لئلا تصاب بالعطب على أيدي العازفين الناشئين .
****
وأصعب النساء مراساً وأكثرهن تعقيداً ، هي التي تشبه ( القانون ) ولكن من مميزاتها أنها متعددة الألوان والآفاق : تارة تناجيك بلغة الشعراء ، وتارة تتحدث بلغة ( بنات البلد ) وتارة تكون قانون جاذبية وإغراء وطوراً تستحيل إلى ( قانون ) عقوبات .
****أما المرأة ( الجيتار ) فهي لا تطيق الكلام طويلاً بل تكتف بعبارات مقتضبة ، تودعها كل ما في قلبها من عاطفة فيشعر المستمع إليها بما تنطوي عليه من غموض ساحر .
****
ومنهن من تشبه ( العود ) فهي تحتاج دائماً إلى من يحنو عليها ويعاملها برفق حتى تستجيب له ، إنها مثال لذلك المحبوب الناعم الذي زعم الشاعر أن خطرات النسيم تجرح خديه ، ومس الحرير يدمي بنانه .
*****
وهناك المرأة التي تشبه ( النفير ) الذي لا يكف العازف عن النفخ فيه ؛ حتى ينقطع نفسه ، محاولاً أن يستخرج أعذب أنغامه ، وقد يفلح ، وربما لا يفلح ، و زوج هذ المرأة يتبرم بها ولا يربطه بها إلا خشية من أن يتزوج بأخرى تكون شراً منها .
*****
*****
[ من كتاب " النحو الوظيفي " عن مجلة " الاثنين " ]
*
*
عزيزي المتزوج .. الآن حدد نوع آلتك الموسيقية ( أقصد زوجتك ) ثم تعامل معها بما يناسبها ..
لا تنسَ أن تكون صادقا ً وعادلاً .
رجاء خاص ( لـ أبو صياح : إذا تكرمت ورديت : تكفى لا تقول : يا ويطي :D )
المفضلات