كلمات.. لعلي الطنطاوي
نفتتح هذا الموضوع .. لعلي الطنطاوي.
وهي مختارات من أقوال له رحمه الله، اختارتها ابنته أمان علي الطنطاوي مما قاله وكتبه، هي نواة كتاب تعدّه، يضمّ مجموعة منوّعة من كلمات له، فيها منفعة ومتعة
وقد اخترنا لها هذا الاسم "كلمات" الذي سميت به مجموعة من مقالاته الصغيرة نشرت أوائل الخمسينيات ثم أعيد نشرها بعد ذلك مع مجموعة أكبر في كتابه مقالات في كلمات.
ونفتتح بمجموعة من كلمات له رحمه الله عن فلسطين.. جرح المسلمين النازف، وأرض الأقصى الأسير..
كلمات لعلي الطنطاوي
عن قضية فلسطين
لا تيأسوا، إن المستقبل لنا، و سنسترد فلسطين، سنستردها، والله الذي لا إله إلا هو، كما استرددناها من قبل، ممن كانوا أقوى و كانوا أغنى، و كانوا أكثر من الصليبيين، استرددنا القدس بعدما بقيت في أيديهم نحواً من مائة سنة
هل عرفتم الصواعق المنقضة؟ هل رأيتم الصخور المنحطة من أعالي الجبال؟ و السيول الجارفة؟ و البركان الهائج، و ... كل ما في الكون من قوة؟ إنها لن تصد غضبة المسلم إذا كانت لله ولمحارمه ولدينه... و هل يخيف الموت رجلا يطلب الموت ؟؟
إنّ سر قوة هذا الشعب، إنما هي عقيدة القضاء و القدر على الوجه الإسلامي الصحيح.
إنّ قضية فلسطين قضية حق، لا يستطيع منصف في الدنيا إلا أن يكون معها، و هل فيها منصف واحد ؟!
إنّ هذه الدول لا يمكن أن تدوم، لا يمكن أن يعيش مليون يهودي في أرض مقتطعة من بلاد فيها خمسمئة مليون
أين حقوق الإنسان التي أعلنوها، أين الوعود التي قطعوها على أنفسهم في الحرب الماضية.
ماذا يريد منا هؤلاء؟ و إلى متى يظنون أننا نستطيع أن نصبر؟ إلى متى نصبر و نحن نرى بلادنا في أيدي عدونا؟ و نرى رجالاً مصروعين على أرضنا، و نرى معابدنا قد غدت مثابة للفجور؟ و مقابر أجدادنا أضحت ملاعب الخيل؟.. إلى متى نصبر ؟
يا أيها العرب، إنّ الحق ما قاله فارس الخوري أن مشكلة فلسطين لا تحل في أروقة مجلس الأمن، ولكن على ثرى فلسطين
أنا لا أخشى قوة اليهود لكن أخشى تخاذل المسلمين، إنّ اليهود ما أخذوا الذي أخذوه بقوتهم ولكن بإهمالنا، إنّ إهمال القوي هو الذي يقوي الضعيف.
لا تشكوا في النصر، فإنّ النصر لكم إن كنتم مع الله، إن أقمتم دينه، وإن حكمتم شرعه
إنّ أبطال الرياضة يا سادة إذا لم يتدربوا، قبل أن يدخلوا المباريات المتعبة تذهب قوتهم، و نحن المسلمين أبطال البشر، و كلما بعد عهدنا بالتدريب كتب الله علينا دورة تدريبية جديدة، و كلما انقضت مباراة جاءت مباراة أشد منها.
في كل شبر من فلسطين بقعة حمراء من أثر الدم الذكي، دم الشهداء الذين سقطوا صرعى دفاعاً عن بيوتهم و قريتهم، وعن شرفهم ودينهم، ودم النساء و الأطفال الذين ذبحهم اليهود.
سلوا أدعياء الديمقراطية، أكانت فلسطين ملك بلفور، بالسجل العقاري، قد شراها بمال، أو ورثها عن أبيه حتى يتصرف فيها هبة ووعداً !!.. لكن لا، لا تسألوهم و لا تكلموهم، بل اعتمدوا على ربكم ثم على أنفسكم .
إن لكل أمة يوم عز، تستفرغ فيها قوتها، و تستنفذ طاقتها، ثم تعود إلى خمولها .. لكل أمة يوم واحد ثم تنام إلا هذه الأمة، أمة محمد صلى الله عليه وسلم.
اسألوا قوم بلفور كم من حق فلسطين سلب، سلوا قوم بلفور كم من دم أُريق، سلوهم كم من نفوس أزهقت، كم من أرواح ذهبت، كم من ولد أصيب، وهو على يد أمه، وكم من أم أصيبت و فم صبيها على ثديها، فرضع منها مكان اللبن دماً.
بقيت القدس في أيديهم مئة سنة لو مرت على غير المسلمين ليئسوا منها، ولكن المسلم لا يعرف اليأس، إنه لا ييأس من روح الله إلا القوم الكافرون
الإسلام في ذاته قوة لا يحتاج إلى قوة أتباعه ليؤيده بها، بل هو الذي يؤيدهم بقوته فينصرونه
كانت القدس في أيدي الصليبيين المستعمرين، كانت في أيديهم لا من شهر ولا شهرين، و لا من سنة ولا من سنتين، بل لقد بقيت في أيديهم نحواً من مئة سنة.
يا أيها العرب في كل أرض، يا أيها المسلمون تحت كل نجم، يا أيها الرجال، يا أيتها النساء، لقد أزفت ساعة المعركة الفاصلة، فليحمل كل رجل منكم وكل امرأة فيكم نصيب منها، واعلموا أن الظفر لكم .
إننا ما غُلبنا في فلسطين، و إنما غلبت فينا خلائق غريبة عنا، خلائق قبسها بعض رجالنا من أعدائنا، خلائق التفرق و التردد وموالاة الأجنبي، هذه هي خلائق الهزيمة.
الحق معنا، ولكن سنة الله في هذا الدنيا أنّ الحق إن لم تكن معه القوة سطا عليه الباطل حيناً، وللباطل جولة ثم يضمحل، و نحن لما تركنا سنة الله، و لم نحمِ حقنا بقوتنا كان ما كان في فلسطين.
بيوتنا التي عمرناها بأيدينا، أقام فيها اليهود، و فُرشنا التي فرشها لنا نساؤنا نام عليها اليهود.
هل في الدنيا رجل يحترم رجولته، وإنسان يقدر إنسانيته، يقر منطق الصهيونية وأنصارها، يا صاحب الدار: إني أريد أن أسكن في دارك، فاخرج منها وتنازل لي عنها، وإلا ذبحتك وذبحت أولادك!!
نحن العرب، نحن المسلمين، نحن أبناء من فتحوا الدنيا، نحن سلائل الأبطال الأماجيد
يا أيها العرب إني لا أخشى شيئاً كما أخشى أن تنسوا قضية فلسطين ولن تنسوها إن شاء الله.
ما أوقح إسرائيل!...هل احترمت مقدسات أحد حتى تطالب بأن تحترم مقدساتها التي لا قداسة لها؟ أما أحرقت المسجد الأقصى؟ أما حاولت زعزعة أساسه، وهز أركانه لعله يسقط ؟ أما حفروا بحذاء جداره .. ينزلون في بطن الأرض يأملون أن يصلوا إلى الأساس، فيظهر تحته أثر هيكل سليمان، وليس أمامهم إلا جدار الأقصى، ولو حفروا بحذاء قلعة خمسة عشر متراً لتزعزع جدارها و مالت لتنهار ... أما دنسوا وآذوا كنيسة القمامة التي يقدسها النصارى وسرقوها .
صغرت إسرائيل أكثر لما بدأت هذه (الانتفاضة) صبيان يقاتلون بالحجارة جيشا يملك أعتى و أقسى ما أوحى به الشيطان إلى أوليائه من وسائل القتل و التدمير و الهلاك...
حسبوا الانتفاضة فورة حماسة تستمر ساعات ثم تخمد، فإذا بها تستمر الشهر و الشهر الذي بعده، و الشهور تتوالى، والانتفاضة لا تزداد إلا قوة .
كتب الله لهذه الانتفاضة الاستمرار و القوة، ذلك بأنها ليست حركة وطنية و لا قومية.. و لاقامت لمجرد استرداد الأرض بل لأنها جهاد.... جهاد لله .
إن هذه الانتفاضة جهاد بالمعنى الذي عرفه الإسلام، بذل الروح لله وحده، وابتغاء الجزاء منه وحده...جهاد من يظفر به يظفر بنيل الأماني و بلوغ الغايات ومن يمت ينل ما هو أكبر من متع الدنيا كلها رضا الله و الجنة.
لقد علمونا في المدرسة أن كل أمر مخالف لطبيعة الأشياء التي طبعها الله عليها لا يمكن أن يدوم، فهل ترونه أمراً طبيعياً أن تعيش دولة صغيرة قائمة على الباطل و على سرقة الأرض وطرد سكانها؟!
هؤلاء الذين لا يملكون إلا حجارة أرضهم و أيديهم التي تطلقها، لو كان عندهم مثل سلاح اليهود، أو كان عندهم نصفه، أو ربعه أو عشره هل كان يبقى اليهود في فلسطين؟!
إنكم ترون أننا بحجارة أرضنا، و سواعد أبنائنا، نكاد نطرد الكلاب من بلادنا.
إن الذين دعوتموهم جنود الحجارة ما ضعفوا وما استكانوا، جادوا بأرواحهم (والجود بالروح أقصى غاية الجود) ثبتوا هذه الأيام الطوال ... ونحن المسلمين الذين فرض علينا أخوتهم و أوجب علينا نصرتهم ألا نلام ؟
أسباب النصر رجال و سلاح، فما الذي ينقصنا منها؟ هل ينقصنا العَدد أم العُدد، أم العلم ؟!
لقد غزا ديار الشام من هم أكثر من اليهود عَدداً و أقوى جنداً وعُدداً، وأقاموا فيها دولاً عاشت دهراً، ثم دالت هذه الدول وعاد إلى الأرض أصحابها.
إن أقوى أسلحة النصر الإيمان، إنه يكسب صاحبه النصر العاجل، الذي يثير القوة المدخرة، لذلك كانت العزة لله ولرسوله و للمؤمنين.
لقد هببنا لنطهر بلادنا من اللصوص، و لنعيد بناء دارنا، ونرفع عليها لواء مجدنا، ونسترجع تحت الشمس مكاننا
إن اللص الذي ينام ويده على السلاح لا يستطيع من الخوف أن يستسلم للمنام، فكيف يشعر اليهود بالأمن والاستقرار في فلسطين ونحن لهم بالمرصاد .
لا تخافوا، فوالله لا الفرنسيون ولا آل صهيون، ولا دول الأرض كلها تستطيع أن تبيد شعباً عربياً مسلماً، أو تذله فتسلبه عزة نفسه وقوة إيمانه
سرقوا الكنيسة، أحرقوا المسجد، لصوص ومخربون ويشكون ويبكون إن هاجمهم أطفالنا ؟!..
ما كانت قط قلوب أقوى ولا أطهر من قلوبنا، ولا كانت سيوف أحدُّ ولا أمضى من سيوفنا، ولا كان مجد أعظم من مجدنا، ولا تاريخ أحفل بالنصر والنبل من تاريخنا .
أما ترون شباب فلسطين، طلاب الجامعة، تلاميذ المدارس، عمال المصانع، يزلزلون الأرض! إنهم لا يحفلون جندها، ولا يبالون سلاحها، ولا يخشون حديدها ونارها.. إنّ ههنا شعباً يريد أن يموت ليحيا وطنه، فهل تستطيع إسرائيل أن تبيد الشعب كله ؟
لن يكون صلح أبداً، أبداً .. واللسان الذي يتكلم في الصلح يقطع، واليد التي تمتد للصلح تبتر، لا صلح أو يعود الحق إلى نصابه و الوطن إلى أصحابه.
نحن لا نبغي عدواناً، و لا نطلب باطلاً، إننا نطلب الحق، و سنحارب إن لم نعط الحق. نحن نحارب لا بغياً ولا ظلماً فلا ينصر الله ظالماً، ولكن دفاعاً عن أنفسنا وعن الحق. نحن نحارب دفاعاً عن كرامة الإنسان
ليست قضية أهل فلسطين وحدهم، و لا قضية العرب، لماذا تسمونها عربية، وفي العرب من لا يرى فيها رأيكم... لما لا تجعلونها إسلامية، إن أيدي المسلمين جميعا تمتد إليكم لتكون معكم إن جعلتموها جهاداً في سبيل الله...
إنها معركة الخير و الشر قد عادت، ونحن أبداً حملة لواء الخير في الدنيا، ونحن حماة الحق في الأرض، ما أضعنا الأمانة التي وضعها على عواتقنا خمسة ملايين من شهدائنا نثرناهم على الأرض خلال قرون
ما سمعت أذن الزمان تاريخاً أحفل منه بالمفاخر، وأعنى بالنصر، واملأ بالأمجاد ووالله الذي جعل العزة للمؤمنين وجعل الذلة لليهود.. لنكتبن هذا التاريخ مرة ثانية، ولنتلون علة الدنيا سفر مجد ينسي ما كتب الجدود
يا أيها المجاهدون في كل مكان اصبروا وصابروا ورابطوا واتقوا الله لعلكم تفلحون
لا تجزعوا أن استيأس فيكم ثعلب أو استنسر بغاث، و لا تخافوا إن كان للإسلام عدو يتربص به و بأهله ريب المنون، ينكل بهم وينالهم بكل مكروهة من لسانه ويده، لا، ولا تخافوا إن بغى المستعمر، أو غدرت إسرائيل، أو ضاعت فلسطين، وكان ما نشكوا منه ونتألم، فما هي بأولى المحن التي مرت علينا -نحن المسلمين- إنها واحدة مما ألفنا من المحن وعرفنا.
كم ممن ظهر واختفى، وولد ومات، والإسلام هو الإسلام، ما ازداد إلا قوة وأبداً
إن القدس بقيت قرابة قرن من الزمان بيد الصليبيين، فهل دام في القدس حكم الصليبيين؟
أنتم الغالبون ما كنتم مع الله، و النصر لكم ما نصرتم الله وحاربتم لإعلاء كلمة الله
إن اليهودي يقاتل حينما يكون في قلعة حصينة، أو دبابة متينة يستر جنبه بالحجارة والحديد، كما قال تعالى: ( لا يقاتلونكم جميعاً إلا في قرىً محصنة أو من وراء جدر بأسهم بينهم شديد)
يجب أن تعرفوا وتؤمنوا أنه لم يغلبنا اليهود على فلسطين و متى كان اليهود يغلبون المسلمين!
لم ننهزم نحن، وهل حاربنا حتى ننهزم، إنما انهزمت فينا الأخلاق التي استوردناها من بلاد غيرنا وتركنا لأجلها سلائق عروبتنا و أخلاق ديننا.
إن كل حق لا يؤيده فم المدفع حق معرّض للاغتصاب .
هل تظنون أنّ أمة هؤلاء أطفالها تعجز عن أن تنال استقلالها بأيديها؟
إنّ قضية يؤمن بها و يدافع عنها ألف شخص لا تموت، فهل تموت قضية فلسطين و قلوب خمسمئة مليون إنسان تخفق بذكرها من العرب المسلمين، و المسلمين غير العرب، و العرب غير المسلمين، من أقصى الشرق إلى أقصى المغرب، من الصين و الملايا إلى الجاليات الإسلامية في باريز و لندن و نيويورك و بونس أيريس.
الطريق الذي يوصل وحده، إلى استعادة الحق المسلوب، والنصر الضائع، طريق المعركة الحمراء، التي لا يظفر فيها إلا من حمل سلاحين ، سلاح الإيمان في قلبه وسلاح البارود في يده.
أفعيينا (معشر العرب)، أن نتقلد السلاح و نرجع أمجاد الأجداد؟ أتعجزنا حرب إسرائيل؟
لقد غلبنا فرنسا في معارك استمرت سنتين فهل نعجز من حرب يهود
سيصاب منا رجال ورجال، و ستخرب لنا دور ودور، و سيأخذ العدو مناطق من أرضنا ومناطق، هذه هي الحرب لكن هذا كله لا يفت في أعضادنا، ولا يدخل الضعف على قلوبنا .
لقد محيت بولونيا من خريطة أوربا مرات ثم أعادتها عزائم أبنائها .
يا أيها الناس دعوا اللهو والترف ودعوا الخلاف والنزاع، و كونوا جميعاً جنود الله في المعركة الحمراء، فهذه بشائر قد بدت لكم، وهذا هو فجر يومكم الجديد قد انبلج فاصبروا فالنصر لكم (يا أيها الذين آمنوا اصبروا وصابروا ورابطوا واتقوا الله لعلكم تفلحون)
اعلموا أنّ أجدادكم ما فتحوا الدنيا و لا حازوا الأرض بكثرة عددهم ولا بمضاء سلاحهم، فأعداؤهم كانوا أكثر عدداً، وأمضى سلاحاً، بل لأنهم كانوا مع الله فكان الله معهم.
إنّ في بلادنا ( أعني بلاد العرب ) كل ضروري فلا نفقد بهذه المقاطعة إلا قليلاً من وسائل الترف، مما يضر ولا ينفع.
يا أيها العرب إذا لم تعطوا الحق إلا بالحرب.. حرب الكلام، وحرب الحسام، وحرب الاقتصاد، فنحن وراءكم، ونحن أمامكم ، ونحن معكم، حتى نطهر فلسطين من كل رجس صهيوني.
أتأكلون وتشربون، وتلعبون وتطربون وأهل فلسطين يموتون
لقد طلع الفجر و أبصرنا الطريق و لن نرجع إلى ظلام الليل، لقد عرفنا أنه لا يحترم إلا حق القوي، فإلى القوة .
يا أيها الناس استعدوا وأعدوا للعدو ما استطعتم من قوة، وكونوا أبداً على حذر، ولكن لا تيأسوا و لا تتشاءموا، فإننا ماشون إلى الأمام.
سلاح الإيمان في قلوبكم وسلاح الأخلاق والعلم والمال، والله معكم إن تنصروا الله بأموالكم وأنفسكم ينصركم و يثبت أقدامكم .
إنّ روح البطولة لا تذهب من نفوس المسلمين إلا إذا ذهبت أرواحهم، إنّ محمداً صلى الله عليه وسلم قد جعل كل واحد من أمته بطلاً على رغم أنفه.
فإذا كنتم مؤمنين بأنكم تدافعون عن حقكم فلن يغلبكم أحد.
إنّ البلاد الإسلامية كلها، تنسى إذا ذكرت فلسطين قضاياها، لأنّ قضية فلسطين هي القضية الأولى لكل قطر مسلم.
انظروا هل التقى عربي ويهودي، إلا كانت العزة للعربي والذل والمسكنة لليهودي، هل كان من العرب لهم إلا النبل و الشرف و الوفاء
لماذا يصير الحق باطلاً إن كان في يدنا؟ لماذا تصير الجريمة مكرمة و عدلاً إن كانت علينا؟ لماذا تصير السيئات حسنات إن كانت السيئة إلينا؟
إنّ الدنيا مقبلة على غمرات سود، و مرتقبة أحداثاً جساماً، وستكون معركة لا يخرج منها إلا البطل، فيا أيها العرب: تيقظوا وتنبهوا و ثقوا بربكم وعودوا إلى خلائقكم، واعرفوا أقداركم، واعتمدوا على نفوسكم، وأيقنوا إن فعلتم أنكم منصورون منصورون منصورون... يستحيل أن تغلبكم كلاب يهود
) الله أكبر) هذا هو هتافنا في حربنا، ونداؤنا لصلاتنا، ودعاؤنا بين يدي ربنا، فكونوا مع الله، ولا تخشوا شيئا، لأنّ (الله أكبر) من اليهود وممن يشد أزرها.
إن كنتم مؤمنين بأنكم تدافعون عن حقكم، فلن يغلبكم أحد.
قبل حرب الميدان، يجب الحرب بالعلم، و الأخلاق، و بالدستور الاقتصادي الصحيح، و أعدوا لهم كل أنواع القوة: قوة الجسم، وقوة العقل، وقوة القلب، وقوة المال، وقوة الجيش.
لا تخافوا سلاحهم فإنّ أجدادنا ما حاربوا الأبيض والأسود، ولا فتحوا الشرق و الغرب، ولا ملكوا ثلثي العالم المتمدن في ثلثي قرن، لأنّ سلاحهم أمضى، أو لأنّ عددهم أكثر، ما انتصروا إلا بالإيمان... الإيمان بالله، الإيمان بالظفر، الإيمان بأنّ الحق معهم .
هل لأمة مثل مالنا من الحزم والعزم، وركوب الفلوات، وافتتاح اللجج، والضرب في الأرض.
كتب الله لهذه الانتفاضة الاستمرار والقوة، لأنها قامت لله لا للدنيا.. و ما كان لله فهو المتصل .
أهؤلاء الزعانف أوشاب الأمم، أم دول أوربا لما رمتنا عن قوس واحدة أيام الصليبين؟ أهؤلاء أم سيول التتار، لما قادهم إلينا هولاكوا فحطوا علينا حط الجراد ؟ أهذه (الدويلة) ... أم دول الصليبيين التي شاخت في أرضنا إذ عاشت فيها أكثر من مئة سنة؟
يا أيها الحاكمون في بلاد العرب؟ لا تطفئوا هذه الحماسة، لا تزهقوا هذه الروح
أما نصرنا الله في أيام أشد من هذه الأيام؟ أضاعت ثقتنا بالله ثم بأنفسنا وبماضينا وبأمجادنا؟ ألا ترونها تتلظى في العروق الدماء وتتفجر في الرؤوس الحماسة ؟
إلى السلاح – يا عرب، إلى السلاح - فنحن في حرب ما بقي في فلسطين يهودي واحد .إلى السلاح - فنحن في حرب ما بقي في بلد إسلامي معتد واحد. إلى السلاح- يا عرب، إلى السلاح جميعا،
إلى الحرب، وإن فقدتم السلاح فحاربوا بالعصي، وحاربوا بأيديكم، واطلبوا الموت يعجزوا عنكم ، لأنهم لا يستطيعون أن يقتلوا ملاييناً تريد الموت
إنه ليس على ظهر الأرض شعب كهذا الشعب الذي صبّ محمد صلى الله عليه وسلم البطولة في أعصابه، حتى لا يكون المرء عربياً ولا يكون مسلماً حتى يكون بطلاً .
المفضلات