و أكثر ما اصطلح الناس على وصف (رفلا) به ... هو المرأة التي لا تحافظ على نظافة منزلها ومجلسها..
اختلف هذا المسمى من بلد لآخر ..ومن بيئة لأخرى ..
ففي دمشق الكلمة الشائعة بين الأوساط الشعبية ( وخمة ) ( وسخة ) ( مهملة ) يعني لا تحافظ على النظافة بشكل عام بداية بنفسها مروراً بمن حولها انتهاءً بالمجتمع .
أكبر المصائب ... أن تتعمد الأم (ترفيل) بناتها ..... نعم لا تعجبوا
نعم ... تتعمد بعض الأمهات إلى ترفيل بناتهم .. وذلك بتركهم كالطحالب .. ينمون ..
بعض الأمهات وهذه ظاهرة شاملة .. تفرغ بناتها فقط لشؤون الدراسة .. فتفلح البنت تعليمياً ولكنها تفشل أسروياً ... و الدليل معدلات الطلاق المرتفعة .. نسبة العنوسة المرتفعة ..
كذلك تفشل هذه البنت أن تكون أماً بالمعنى الحقيقي للكلمة فلا هي للمسئولية حاملة .. ولا هي قادرة على بناء جيل ..
فما أن رأتها أمها بالمطبخ إلا و........ (اطلعي من المطبخ .... لا تحرقينا .... وش تخبصين .... لا تخربين)
صحيح .. لأم هنا الأم تعرف ما لديها .. أوليست تلك الفتاة نتاج تلك الأم .. هي تعلم تماماً أنها غير قادرة على تسيير شؤون المطبخ لذلك تخرجها منه .. و للأسف المسئولية تقع على الأم لأنه من الوارد فعلاً أن تكون لدى تلك البنت رغبة بالعمل و الإنتاج ..
وهل هناااك أتقن من العمل الذي كنت (تخبص) في أوله حتى تمكنت منه
عندما يكون لدى الفتاة تجربة عملية ... ستكون قادرة على تلافي أخطائها .. مستقبلاً .. ولربما أضافت شيء جديداً على أسسته الأم .. فالتجربة أم الإختراع ..
سقى الله أول (كبسة) أعددتها في حياتي....
نعم ... وسقى الله أول صحن رز عملته .. كان مثار للنقد وقتها ... وسؤال يتردد صداه في نفسي لليوم ( يا بنتي ... ما رأيتيني عندما حضرته المرة السابقة ... على كل حال ماشي الحال المرة القادمة بيكون أفضل ..)
وهذا ماكان ...
ريوف :
تتميز البيئة الشعبية هنا في سوريا .. على محافظة الأم و الأب و الأسرة على تنشئة البنت في أجواء سليمة .. يعني لا مانع تكون متعلمة ... تخرجت من الجامعة .. وبالمقابل قادرة على إدارة شؤون المنزل لمقولة جداً مهمة ( البنت أخرتها بيت زوجها )
وكما تميزت الأوساط غير الشعبية .. للأسف بفشل ذريع على أكثر من محور :
فإما البنت ناجحة مدرسياً و تعليمياً و وطيفياً .. و فاشلة في أمور بيتها و زوجها ..
ربما صبر الزوج لأنها قسمته ونصيبه ولكن .. لننظر لأبناء تلك الشريحة .. صورة متكررة ..
صار الولد ابن تلك الشريحة لا ينجح إلا من خلال الدروس الخاصة ..
وإما إذا كانت البنت من اللواتي غير راغبات بالعلم .. تتفرغ لشؤون المنزل .. ولكن ليس بدقة تامة لأنها ستقضي معظم وقتها في زيارات و مشاوير ..( حرية )
بيوت لا تعترف نساؤها بشيء يسمى (الترتيب)
الترتيب صار لدى البعض صار من اختصاص الخادمة المستوردة .. أما ترتيب نابع من الذات .. لاأستيطع القول يرحم أيامه .. ولكنه مفقود لدى شريحة كبيرة ..
ماعاد من المهم ترتيب المنزل .. و غسيل الجدران .. وتلميع الزجاج ...
أدخل منازل أحياناً تثير لدي اشمئزاز .. ماهذا غبار .. ستائر ذهب لونها بعامل الزمن ..
ألا يكفينا تلوث البيئة الخارجية .. تلوث داخلي منتشر للأسف بشكل غير مسبوق ..
و بالمقابل هناك بيوت أشتهي البقاء بها .. صدقاً .. ولدي عادة غريبة .. عندما أكون بزيارة وأهل البيت يعملون .. تكون يدي قبل يدهم .. أساعدهم .. وماذا في الأمر وذلك لترسخ مقولة في ذهني من الصغر
( المروة ( الهمة ) لا تقتل صاحبها )
كان لدى الوالدة مثل شعبي لا أسمعه كثيراً هذه الأيام ( الذي له بلعوم لازم يقوم ) يعني الجوع و حاجة الطعام تحفز أي شخص للسعي اليه ..
و مرت الأيام والسنوات ... و في ذهني كلام يسطر بحروف من ذهب : الرجل يجني ... والمرآة تبني ..
جاءت الكاسات ....... وقد غسلتها غسلا أشبه ما يكون بالمسح ، لتحضرها (شهبا) (مغبرة)
هذا لا شيء امام زيارة واحدة لطبيب الأطفال و سترين عدد الأطفال الرضع الذين يعانون من اسهالات قاتلة بسبب قلة أو انعدام النظافة ..
قلة النظافة في مجتمعنا صارت موضة .. فلقد استوقفني المشهد التالي في إحدى وسائل النقل
الأب و البنت الصغيرة مقابلي أنظر لتلك الطفلة أقول في نفسي ما شاء الله حلوة و ناعمة ..
البنت تأكل سندوشية ربما اشتهتها من احدى المحلات .. انتهت البنت الصغيرة من الطعام أخرج الأب منديل من جيبه .. ومسح يدي الطفلة ... ومن ثم رمى بالمنديل و الورقة من شباك الحافلة علماً مشكورين هنا يضعون لا فتات أطول مني ومنه بضرورة المحافظة على النظافة وخلافه
قلت هذه الفتاة الصغيرة إذ طالما تتلقى هذه الإشارات فمالذي سيكون من شانها مستقبلاً ..؟؟؟
المطبخ ..
يقال هنا في دمشق تريد تعرف ست البيت ... ادخل مطبخها ..
وكان لدى النساء عادة عندما يريدون خطبة بنت من أهلها أول مرة يدخلون البيت من غير موعد مسبق (على الخلوي ) ثم يجلسن .. ثم ينظرن إلى الجدران ثم إلى السجاد أذكر اول مرة دخل بيتنا الخاطبة صارت ترفع أطراف السجادة لترى الأرض ... قلت في نفسي لماذا هي تفعل ذلك ... وسألت وقتها الوالدة قالت لتعرف إذا كنا نحافظ على النظافة ..
وكانت العادة على البنت إحضار القهوة .. وهنا الويل ثم الويل إذا كانت الأكواب ( عليها بصمات ) أو غير لامعة .. ثم تذوق الضيفة القهوة ... إن أعجبتها أكملتها و إن لم تعجبها طريقة التقديم و النظافة وحتى طعم القهوة لا تكمل فنجانها .. وتذهب .. ويشاع في الحي أن بيت فلان ( وسخين )
الحمام خالٍ تماما من الغسيل والملابس ..... ماشاء الله بهذه السرعة انتهيتم من الغسلانتظر ........ المسألة ليست سرعة ونشاط .... بل تكديس الملابس في الغسالة حتى تئن دون الفص بين الملابس ، وتجديد مائها
ويقال إضافة على هذه الفقرة ... ولماذا الغسالات الأوتوماتيك أخترعوها .. أوليس من أجل تكديس الملابس بدون تفريق حتى بألوانها ..
رحم الله أيام غلي الملابس القطنية البيضاء .. ورائحة الصابون و المبيض تعج بالدار ..
الآن في (أريل ) لأجل نعومة يديك سيدتي ..
وهنا يجدر بنا التركيز على أن النظافة ركن أساسي في الدين الإسلامي ولا أشير هنا على النظافة المتعارف عليها .. بل أعني الطهارة .. فعندما نعرف معنى الطهارة نصل للنظافة الحقيقية .. وهذا الأمر يجب التنبيه عليه بشدة لأن ثلاثة أرباع هذا الجيل لا يعرف الفرق بين الطهارة و النجاسة ..
البنت أظافرها طويلة .. الولد .. هل يذهب لتنظيف يديه قبل وبعد الطعام .. بصراحة ظواهر أراها تنتشر وتستشري بكل البيوت وخاصة تلك البيوت التي تحمل عنوان موضوعك أختي ريوف ..
السوق .... الأم عباءة رأس وخلفها اثنتان أو ثلاث أو أكثر (كتافي و مخصر )
ياسلام ظاهرة اعتقدت أنها منتشرة فقط بالشام .. يعني هذه الأيام ... ترين سيدتي الفاضلة الأم أو الجدة وقد غطى الحجاب .. رؤسهن .. والبنات الصغيرات وخاصة اللواتي في سن الزواج سافرات الرأس ملابس موضة .. وعلى الآخر ... و المكياج ... أخر صيحة .. و الأم المتدينة التي تصلي الأوقات الخمس ابنتها أو بناتها ... أحسبهم من النصارى ..
وإن تسأل أحد ما لماذا . يأتيك الجواب ... غداً لما تتزوج ..
تتزوج ... تقول ... لما أنجب ...
تنجب ... تقول لما أصير كبيرة ...
تصبح كبيرة ... تقول أني كبرت و الحجاب سقط عني ..
و ياويلك أيها المجتمع .. من القادم ..
فلا تعجب بعدها من قطيعة الأرحام ... وعدم إحترام كثير من الفتيات لكثير من أقاربهنكثر الحوار من الدعاة الإسلاميين حول الرحم وقاطعها وواصلها .. منهم من استجاب .. ومنهم من يفضل مرافقة أصحابه على أن يذهب مرة إلى بيت خاله أو عمه ...
وعلى رأي عمرو خالد في محاضرة حول الرحم حيث انتقد الشباب و البنات في هذا الأمر .. تقول البنت ( أصلهم موضة قديمة )
أذن الظهر وبنات البيت نائمات حالمات .... أين الأم ؟ ...... أين الأب ........
بل ... أين الصلاة؟!!!!!!!!!!!!!!!!!
أيضاً ظاهرة بحاجة للبحث و الحل ... بنات نايمات للظهر ..
لأنهن قضين الليل أمام شاشة التلفزيون من محطة لمحطة .. مرت ساعات الليل .. و حان وقت صلاة الفجر .. ولكن التعب غلب ,, لذلك منهم من يصليها قضاء ,, وطبيعي البنت هنا لن تشد قواها وتستيقظ إلا بعد العصر ..
رحم الله ... أيام الاستيقاظ الساعة السادسة صباحاً ... ومباشرة إلى الصلاة ومن ثم تنظيف المنزل و اعداد الطعام .. يعني كان البيت على الساعة العاشرة او الحادية عشرة لازم يكون خالص طبعاً الوالد يحضر الساعة الثانية بعد الظهر ومن المفترض أن يكون كل شيء منتهي ..
وبعد عدة أيام شوهدت الفتاة وقد أصبحت براطمها (كفرة سيارة)
لعل هنا يبدو لنا ان التراخي و التعاطف من الأم أو الأب مع ابنهم أو ابنتهم .. هو من جعل البنت تنفخ فمها وشفتيها .. و الولد يترك شعره ويربطه من الخلف في حين ترين البنت شعرها لا يتجاوز طوله 1 سم .. موضة .. أهل عصريين .. تربية حديثة .. وما إلى ذلك أدى لتفريخ هذه الصور
المنزل إدارة مشتركة بين الرجل و المرأة ....... مهام مقسمة بالتساوي حتى تسير سفينة الأسرة بثبات وسط أمواج الحياة الصاخبة .
نعم هذه هي الخلاصة .. وتلك هي النتيجة .. ومن واقعنا الذي نعيشه لابد من التركيز على هذه النقطة بكل ايجابية وموضوعية .. وهذا يتم من خلال الدعاة .. الإعلام .. التربية و التعليم .. الفرد ..
ومقولة أخيرة :
الأسرة نواة المجتمع ..إن صلح حالها .. صلح المجتمع كله .. وإلا فالعكس ..
ونواة الأسرة الأم .. و الأب ...فإن هم صلحوا و عرفوا مهامهم جيداً لصار لدينا جيل فعلاً قادر على النهوض بهذه الأمة .
وأخيراً ...
ريوف الشمري ... يعطيك العافية أختاه .. وبارك الله بك ..
المفضلات