البعض من أصحاب الأقلام المتلونه تنعت من يختلف مع توجهها بالعلماني أو اليساري ، وقد يصل الأمر ببعضهم الى التكفير والتنفير ، ونعت الغير بالعلماني من أسهل الأمور التي يمكن أستخدامها لمخالفك بالرأي ولا تحتاج منه إلى جهدٍ ليثبت تلك الصفة .
ليش علماني ؟؟؟؟
لو سألت هذا السؤال لمطلقي هذه الصفة على مخالفيهم بالرأي لوجدت الأجابة :
ألم تقرأ تهجمهم على المجاهدين ووصفهم لهم بالأرهابيين ؟
^
^
بهذه الجملة فقط تنعت بالعلماني >>>>>> يا سلام إجابة مختصرة وواضحة !!!
إذن أين الغموض يا صديقي ؟؟
الغموض يكمن في تفسير الجهاد وإلصاقه بالأرهاب من قبل من يرون أن ما يقوم به الأرهابيون هو الجهاد الحقيقي ، لذلك عندما تختلف معهم في الفصل بين عمليات الأرهابيون وعمليات المجاهدون فأنت علماني تهاجم المجاهدون ، حتى لو أستندت على فتاوي وأقوال علماء المسلمين .
الحقيقة أن من يعتبرون أنفسهم حماةٌ للأسلام وللدين من خلال كتاباتهم يظهرون لقرائهم مدى تناقضهم في ما يؤمنون به وما يكتبون ، فأغلبهم يستخدم في كتاباته الآيات والأحاديث في غير محلها لتدعيم ما في قلبه من موالاتٍ لفئةٍ معينة لا علاقة لأعمالها أو مبادئها علاقة دينية ، الأمر الذي يجعلهم يحاولون الكتابة لتسليط الضوء على من يحاول كشف الحقائق والوقائع فيتهمونه بالعلمانية أو بتهم تتعارض وعقيدتنا الأسلامية .
المشكلة أن الكثير لا يعرف معنى العلمانية ، وهناك من لا يفرق بين العلمانية الغربية والعلمانية الشرق أوسطية أو العربية ، وفي تصنيفٍ للباحثة شيرلي بينار عن التيارات الفاعلة في ساحة المجتمعات الأسلامية وصفت التيار العلماني ورموزه في العالم الأسلامي بأنهم ليسوا أصدقاء لأمريكا بل ومعادون لها ولسياستها ، و رجحت السبب للايديولوجيات اليسارية, والاتجاهات المعادية لأمريكا, والقومية المتشددة, والبني السلطوية ذات الملامح شبه الديمقراطية.
أضف الى ذلك أن التيار العلماني لا يحظى بالقبول في المجتمعات الأسلامية ، وليست لديه قواعد شعبية كبيرة أو مؤيدين كثر ، الأمر الذي تراه أمريكا لا يتطلب منها فتح جسور تعاون معهم .
أيضاً هناك من أعتلى السلطة منهم عسكرياً وأستمر في حكمه العلماني عقود كثيرة ورأت أمريكا بأنه لم يعد ينفعها ويخدم مصالحها في الوقت الحالي بسبب طغيانه وأهوائه ، وأبتعاد شعبه عنه .
إذن هذا التيار الذي خسر كل ما لديه في وقتٍ أصبح العالم أكثر تنظيماً ، بدأ يتحول مؤيديه من العلانية في الطرح إلى السرية في الولاء والإيمان به .
ولعل القاريء يرى كيف يستفز كتاب الأهواء العلمانية عند تعرض الآخرين لرموز هذا التيار ، فلا يستطيع كبح قلمه في الرد وكيل التهم بصفاتٍ تكاد هي الأقرب له فيوجهها لغيره .
تقبلوا تحياتي .
المفضلات