والله .. لولا أن الله قد جعل في العراق رجالاً صدقوا الله ما عاهدوا .. رجالاً ما تهاونوا وما قبلوا الهوان .. رجالاً في الفلوجة قد فلجوا قلوب الأميركان بالذعر والخوف .. رجالاً في الموصل قد وصلوا الى الأميركان وصلوهم ناراً وهم في مخابئهم وأماكن تحصنهم .. رجالاً في سامراء قد سروا قلوب العذارى وأسروا قلوب الأميركان بالترقب والرهبة .. رجالاً في الرطبة قد رُطبت أرض العراق بدماءهم الزكية والنادرة .. رجالاً في بلد قد تبلدت المشاعر والأحاسيس إن أرادت وصفاً لبسالتهم ونضالهم .. رجالاً في عانة قد أعانوا الحق وأعانهم فعانى من ويلاتهم عُباد الصليب .. رجالاً في بغداد قد غدوا على أعدائهم وعادوا إما بنصرٍ أو شهادة .. رجالاً في الأنبار قد انبروا بالعز والفخر والشجاعة عن غيرهم ..
أقول والله لولا هؤلاء لما بكت العينُ ولما ضاقت النفسُ ولما كَل الجسدُ ولما شُل العقلُ لمصاب .. العراق .
مرحباً بك اخي الكريم .. ودعائي لك بالتوفيق دائماً وأبداً .. وأبدأ من حيث انتهيت وعند قولك بأن الوحدة بين القطبين العراق والسعودية ستُمثل ضربةً ضد اميركا وحلفائها الذين يحاولون التفرقة بين المسلمين !!
إن قطبي الحكم في العراق أخي الكريم هو بين الكُرد والشيعة الموالين للأهواء والمطامع, وهما من حلفاء أميركا وأعوانها , وهما من الحاثين الخُطى في سبيل التفرقة والفرقة , وهما من الساعين والمنتظرين ليوم تقطيع العراق العربي والأبي إلى دويلات حقيرة !
فما بالي الآن أخي الكريم أنظر إلى السقف فوقي وأنا مُندهشٌ ومتعجب ومستغربٌ أيضاً من القول بالوحدة بين السعودية كبلد مسيطر على موارده وأرضه وبين العراق كبلد قد افترسته الضباع بعد أن باعته خنازير العراق من العملاء والخونة !!
الحكيم يريد فيدراليةً من الجنوب إلى الوسط حتى سامراء صِبغتها مذهبية , والأكراد يُردون أُخرى حتى كركوك والموصل لكن صِبغتها قومية , وأمرهم في تسارع وفي مرحلة بلوغ التحقيق والإيجاد .. وأنت أخي الكريم تطرح فيدراليةً بين بلدي السعودية وبين العراق القابع تحت ذُل الإحتلال وأماني من يحكموه !!
إن كُنت ترى علاقةً بين السعودية والعراق .. فاعلم أخي الكريم بأنها ذات العلاقة بين السعودية وسوريا والسعودية والأُردن والسعودية ومصر والسعودية واليمن والسعودية وبقية بلاد العرب , لكننا مع بلاد العرب المُحرره أقرب إلى التآخي والتقارب من العراق الذي يحاول وبصعوبة لملمة أطرافة " فكيف سيلم نفسه مع دولٍ أُخرى " !
لدى العراق خونةٌ متسلطون من مراجع وعلماء وسياسيون وتجار وبعضٌ من العامة ونحن لا نضع أيدينا مع من خانوا بلادهم لِعلمنا بأنهم سيفعلوا الشيء ذاته مع بلادٍ غير بلادهم .. وهذا ما نراه في تصرفاتهم الحقيرة ضد سوريا " سوريا الإباء "
شرطة .. تقتحم البيوت والمساجد لتعتقل ثم تتعذب ثم تقتل .. ومواطنون يُقابلونهم من باب الثأر لذويهم بسياراتٍ مفخخة أو طرق ملغمة , والإحتلال واقفٌ بينهم ينظر ويتأمل , حكام " منتخبون زعماً " لا يمتلكون مخالفة من نصبهم وأيدهم وجلبهم من التيه والشتات , بل إن لكل منهم هدفاً يسعى إليه , منهم من يُريد دولةً يقتطعها من العراق ومنهم من يُريد أُخرى كي يلحقها بإيران ومنهم من له مصالح ومنافع يجنيها ثم يبيع هذا الذي يُسمى بدولة العراق .. بأبخس ثمن !!
السعودية أخي الكريم هي ولوحدها تُمثل قطباً منفرداً وقوياً وكذلك فهي المظلة للأُمة الإسلامية والعربية جميعها , كما أن للسعودية حاكمها المُعتبر والموقر والذي نحن فداءٌ له وللوطن , كما أن السعودية هي بلدٌ حر في اقتصادها وسياستها وتوجهها وكذا في جميع جوانب الحياة .. بينما العراق هو لا ينعم بذلك بل إن جيبوتي الأقرب لمثل ذلك من دولة العراق .. مع الأسف !
من قال أن العراق يمثل ثقلاً أخي الكريم ؟!
قد كان ذلك في السابق أخي الكريم !!
أم أنك تُكابر أخي الكريم ؟!
فق إذاً أخي الكريم ..
واعلم بأن العراق الآن قد ابتُلي بأمرٍ لن يعود بعده كسابق عهده الصَّدامي الأبي إلا بعد سنون وأجيال ..
هذه هي الحقيقة وهذا هو الواقع , وعلينا أن نفهم ذلك وأن نستوعبه .. إن كنا عراقيين لكي نستطيع أن نُحدد طريق الخلوص والعودة , وإن كنا كعرب ومسلمين كي نُحدد طريق الإستمرارية بالحرية في بلادنا وأن نهنأ بها ونقويها وأن لا نكون ثوراً أبيضاً ولا أحمراً !
أدعوا لك أخي الكريم باستمرارية التوفيق والنجاح والصحة والعافية دائماً وأبداً .. ولك تحيتي .
المفضلات