أسر تشترك في سمات التوحد
المصدر: نشرة التوحد اليوم
ترجمة: ياسر بن محمود الفهد – والد طفل توحدي
بعض أقارب الأشخاص ذوي التوحد يستعرضون سلوكيات واختلافات في الدماغ مصاحبة للحالة على الرغم من أنهم أنفسهم ليس لديهم توحد. وهذا يسهل عملية ملاحظة الأسر المحتمل إصابة أطفالهم بالتوحد. ويساعد ذلك أيضا على تحديد الجينات والمسببات البيئية المساعدة في الحالة، على الرغم من أن المسببات قد تختلف من بلد إلى آخر.
Eric Peterson من جامعة كالورادو في دينفر قام بمقارنة دراسة الرنين المغناطيسي MRI لأدمغة أربعين من أولياء أمور التوحديين أعمارهم في سن الأربعين الذين لديهم أطفال من ذوي التوحد. وأبلغ أيريك في الاجتماع السنوي لجمعية العلوم العصبية في واشنطن بأن أولياء الأمور الذين لديهم أطفال توحديين يشتركون في اختلافات متعددة في تكوين الدماغ مع أطفالهم.
وبالنظر إلى معدلات المجموعة فإن الاختلافات في أولياء أمور الأطفال ذوي التوحد تتضمن زيادة في حجم اللحاء القشري الباعث على الحركة motor cortex و basal ganglia وهما منطقتان مهمتان لتخطيط الحركة والتقمص. السماتو سينسوري samatosensory cortex هو مجاور اللحاء القشري الباعث على الحركة motor cortex وبالنظر كان أصغر من المعدل. هذه المنطقة مهمة لمعلومات الفهم الاجتماعي مثل التعبيرات الوجهية وهي أحد المهارات التي يفتقدها الأشخاص ذوي التوحد. هؤلاء أولياء أمور ذوي التوحد أيضا لديهم نقص في المخيخ مهم لتنسيق الحركة والمنطقة الأمامية التي تعتبر مسئولة عن فهم الانتباه والشعور بالآخرين وهذا ما يطلق عليه منطقة نظرية العقل theory of mind area.
و في دراسة أخرى فحص Prendon Nacewics وزملاؤه من مدرسة العلوم الصحية بجامعة ويسكونسين ماديسون ما إذا كان أخوان الأطفال ذوي التوحد يتلافون التواصل البصري مع الآخرين وهي سمة مشتركة من سمات التوحد. بينما يبدو أن أولياء أمور ذوي التوحد طبيعيين من هذه الناحية فإن الأخوان يتلافون التواصل البصري بقوة مثل الأطفال ذوي التوحد. وهو الآن يخطط لفحص الأخوات أيضا. Nacewics أيضا عرض أن المنطقة اللوزية amygdala في الدماغ وهي منطقة مهمة لإجراء عملية العواطف خصوصا الخوف كانت منكمشة في الأخوان أيضا فقط مثل ما هو موجود لدى الأشخاص ذوي التوحد.
وقال Nacewics وضعنا نظرية واحدة وهي أن التوحد يقع بطريقة أو بأخرى في نهاية طيف الخجل shyness spectrum بغض النظر عن تلافي التواصل البصري مع الآخرين. أيضا تلافي التحديق المُصاحَبْ باختلافاتٍ في بيولوجية الدماغ biology واتفق Peterson أن مناطق الدماغ الأخرى يجب بطريقة أو بأخرى تعويض هذه الاختلافات. وقال هذا يقترح أن عدداً من الاختلافات الأساسية في الدماغ يجب أن تُعرض على أحد الأشخاص وذلك لعرض أعراض التوحد. هناك صعوبات أساسية في بيولوجية التوحد قدمها Antonio Persico من جامعة روما. حيث وجد أن هناك اختلافات جينة محددة مرتبطة بالتوحد في أمريكا الشمالية لم تكن موجودة في أسر ذوي التوحد في إيطاليا. و اقترح أنه من المحتمل أن هناك اختلافات في المناطق في العوامل البيئية تتفاعل مع الجينات المختلفة تسبب التوحد. هذه الاختلافات كانت قد وجدت في الجين الذي يصنع أنزيم يسمى باراأوكسينيز paraoxinase. في تعداد أمريكا الشمالية يبدو أن الأسر اللذين لديهم أفراد ذوي توحد يشتركون في جينات مختلفة تصنع نموذجا أقل نشاطا من هذا الأنزيم. على أية حال في الأسر الايطالية لم يكن الاختلاف شائعا في الأسر الذين ليس لديهم توحد. إحدى وظائف هذا الإنزيم هي تثبيط (أورجانوفوسفيت) organophosphates والذي غالبا ما يستخدم كمبيد للرش في البيوت الأمريكية. ونادرا ما يوجد في البيوت الايطالية. وقال Persico تفسير واحد محتمل هو أن الأمريكيين الذي لديهم أنزيم أقل نشاطا يستخدمون الكثير منه لقتل الحشرات مما يقيد حرية عمل الوظيفة الأخرى المهمة في مساعدة الأعصاب للانتقال إلى أماكنهم الصحيحة خلال نمو الدماغ.
أولياء الأمور الذين لديهم أطفال توحديين يتشاركون في اختلافات عديدة في تكوين الدماغ مع أبنائهم.
في الأسر الإيطالية التفاعل بين البيئة والجينات ربما يكون مختلفا على سبيل المثال: التأثير البيئي ربما يتفاعل مع جين ريلين reelin gene والذي كان مرتبطا بالتوحد و أيضا يرشد الأعصاب إلى المكان الصحيح. وقال بيرسيكو أن الشيء المهم هو أنني لا أحاول إثبات أن المبيد الحشري سيء. هؤلاء الأطفال ربما يمرضون على أي حال. وأضاف أن النقطة هي أنه ربما يكون هناك عوامل قابلية جينية وتفاعلات بيئية مختلفة تؤدي إلى التوحد.
Dan Geschwind خبير التوحد في جامعة كاليفورنيا بلوس أنجلوس والذي ترأس فقرة (الاختلافات الدماغية) يرغب في التحقق من الادعاءات عن المسببات البيئية وقال: على أية حال لا يوجد دليل للواحد ولكن لا نستطيع حذفها.
المفضلات