بسم الله الرحمن الرحيم
......
في ذلك اليوم ...... من سعيد صدف أحد محارمي أنه لم يكن في البيت أحد سواي
زاره بعض الأصدقاء فجأةً
دخل البيت (يمه....يمه...يمه ... سووا لي قهوة وشاهي ... يمه ...يمه)
أنا ... خير يافلان
هو .. وين أمي
أنا .. مافيه أحد .... مافيه إلا أنا ... تامر شي
هو ... مافيه إلا إنت
كان مترددا ، رغم أني أعرف ما يريد ، فكثيرا ما قلت لأمه ، أن تدعه يباشر بنفسه القيام بهذه المهام التي كان
يقوم بها قديما ، أيام أبي وأبيك وجدك وجدي ، من هم أصغر من ابنها هذا عمرا
بل كثيرا ما كان يسمع هو هذا الكلام مني
المهم ...
أنا ... يا فلان وش تبي
هو ... إخوياي عندي بالمجلس و....
أنا ، مقاطعةً .... ما شاء الله أكيد ... مهو أنت صرت رجال 16 سنة و أكيد تبي تُعزم و تعزم يالله جهز المعاميل وبهر الدلة لهم
أنا أعرف إن مجلسكم فيه مشب
هو ... أبي.....
أنا (بعد مقاطعة)... أدري يا حبيب أمك ، تبي أحد يسوي لك القهوة والشاهي
عندها ... وبما أنه في موقف أضعف ....
هو / تكفين سوي لي هالمرة وأوعدك إني لا أصير حريف قهوة ودلال
وبما أني أحمل في صدري قلب أنثى ، إلى جانب أنه لا وقت للعتاب والرجال في المجلس، فقد قبلت
و المهم...
أنا... طيب جب لي الهيل من المجلس(لأني لم أجد في المطبخ هيلا)
هو... هيل!!! طيب
ذهب
ثم عاد
وقف
في وجهه أمر يخفيه
أنا ... خير إن شاء الله كل هذا عشان تجيب الهيل ، وينه
هو ... هيل .. إيه هيل
ذهب
ثم عاد ليقول لي تلك الطامة الكبرى (إلا الهيل أيهم الأخضر وإلا الأسود(يقصد العود)
عندهاااااااااااااااااااا
نظرت إليه وقلت... الأخضر وإلا الأسود لا البرتقالي يا الرخمة !!!!!
يا فرحت أبوك اللي ما ربطك عند المشب عشان تميز بين الهيل والعود
هو/ أنا رخمة
..................................................
هذا الشاب و أمثاله ، أخذوا هذه الرخامة بالتربية ، فكم من رجال يتكلفون في مجالسهم من حيث (المشب)
الدلال ، و الأدراج الخشبية
يعني ... توحي لك (الديوانية) بأجواء حاتمية رائعة
ولكن أنظر إلى (عيالهم)
ما أن يسمعون (نحنحة) ضيف مقبل و الوالد لا يتواجد لحظتها إلا و قد ( زبنوا يم الحريم)
القهوة .... الشاهي ..... القدوع
(ويلّطع الضيف والأخ رايح جاي من وإلى المطبخ)
طيب ..... لما كل هذأ التكلف في تلك الأدوات إذا لم تكونوا أهلا لها
أم أن الدعوى (زينة) و (نضخة)
....................................
.عتبت على إحدى الأمهات لأن ابنها من هذا النوع فقالت لي ( يووه يا ريوف الولد صغير (عمر ولدها 17)
وباكر يتعلم من حاله مثل أخوه الكبير ، يوم دخل العسكرية صار حتى الكبسات يسويها)يا سلااااام
و لماذا لا يكون الفضل في ذلك لك وليس للعسكرية
لماذا نترك أبناءنا عرضة للأيام والمواقف و الإحراج لكي يتعلموا شيئا نملك تعليمهم إياه
و المصيبة الأكبر أنا جعلنا من صغر أعمارهم سببا في تركهم تحت رحمة (بكرا يكبرون ويتعلمون)
..........................................
سؤال ....
الطفل الذي يستطيع التمييز بين (نانسي عجرم) و (إليسا)
(ما يقدر يميز بين الهيل والعود)تلك الأم...
ليتها تعلم حجم اللذة التي تضيعها على نفسها في أن ترى أبنائها يدينون لها بالفضل ولو في أبسط الأمور
نعم أبسط الأمور (قهوة وشاهي)
سأقول لكم كيف...
أنا لي أخ كنت أصر على أن يتعلم مثل هذه الأمور بنفسه
دخل العسكرية ،واليوم يشعر بالفخر عندما يكون هناك تجمع عندهم ،لأنه المقدم دائما في إعداد القهوة والشاي
مع كثير من كلكات الإطراء والثناء عليه
يأتي إلي أنااااا وحدي ليقول لي (الضابط يدق على خصيصا إذا بغى يجي ويقول ما يسوي القهوة إلا إنت)
ثم يبتسم (تصدقين أنا أحسن واحد يسوي قهوة بينهم)
لماذا يخبرني بذلك دون غيري ؟
لأنه يرمي بفضل ذلك إلي وإن لم يقل ذلك لفظا فقد نطقت به عيناه وبينته ابتسامته
...................................................
أب ، يكاد ابنه يبلغ الخامسة عشر
إذا ما ذهبت العائلة إلى مناسبة ما ، تركه يموج مع الصغار حول النساء
أبٌ كان المنتظر منه ، إذا توجهت العائلة إلى مناسبة ما ، أن لا يدع مع زوجته من الأبناء الذكور إلا من
هو صغير السن ويحتاج إلى من يقضي له حاجة نفسه ، أما البقية فمكانهم هناك معه
في مجالس الرجال
(على القليلة يعرفون إن الدلة باليد اليسرى و الفنجال باليمنى)
...................................................
أم جاء ولدها الصغير باكيا (وتعرفون الصغير غلاته غيييييير)
هي/ ليه ... ليه ... من عليك
هو / فلان ( يقصد أخيه الأكبر)
هي ( وبكل حماقة) / فلان .. لا يال*** ...... تعال يال****
و أحيانا (من زود الحنان) تقول لولدها الصغير / رح دبه مثل ما دبك
هذه المرأة عندما عاتبتها وقلت لها أنها بذلك ، ترسخ في قلب ابنها الأصغر
عدم احترام أخيه الأكبر
ضحكت وقالت / يا وييلي منك وهذا وش فهمه
يا سلااااام على الأم المربية
ثم بعد ذلك نشكو أن الأخ الأصغر لا يحترم في هذا الزمن أخيه الأكبر
...........................................
أباء و أمهات يبلغ ولدهم السابعة عشرة وينادونه في المناسبات والأماكن العامة
(عبودي) (خلودي) (حمودي) سعودي) ووووووو
بل هناك من اعتادت ألسنتهم تصغير أسماء أبنائهم حتى جهل الناس أسماءهم الحقيقية
قد يقول قائل ، أنه لا شيء في ذلك
ولكني أقول ....... لماذا سُن في الأسلام و إستُحب تكنية الأبناء ولو كانوا صغارا
لأن للاسم تأثير على شخصية حامله
فتكنية الولد ، رسالة عابرة وإشارة خاطفة ، تخبره بأنه لم يعد ذلك الصغير الناعم
كما أن فيها تجهيز نفسيٌ له حتى يتهيأ لمرحلته العمرية القادمة
أجْلِس ولدك ، و اسأله عن أحب الأسماء إليه ثم كنّه به وانظر إلى أثر ذلك في نفسه
...................................................أب ، تكاد الساعة أن تصل إلى 11 و (العيال) يغطون (تحت البطاطين) في نوم (العوافي)
لمااااذا؟!!!!!!!!!
.....................................................
أُم ...... كثيرا ما يأكل أولادها فُرادا متفرقين (يعني لكل واحد غريفة)
و إذا سألتها .... لماذا هذا التفرق ....... قالت
(فلان الصغير يجوع ، وفلان ما يقعد إلا بعد أذان الظهر ، وفلان وفلان)
وهلم جرا من هذه الأعذار الواهية
حدثتني إحدى الصديقات يوما قائلة:
لطالما عجبت من شدة ترابط أبي و أعمامي وخصوصا عند الأزمات ، وأشد ما أعجب منه
أن الواحد منهم لا يهنأ برزق حتى يعطي الآخرين منه ولو قليلا
تقول : سألت أبي يوما عن هذا فقال لي:
هذا ما عودتنا عليه أمنا رحمها الله ، والله إني أذكر مرة حينما كنا صغار ، كانت تنادينا
عندما يحين
وقت الغداء وكنا خمسة
فكان إخوتي الثلاثة الكبار يتحلقون حول السفرة ، وأنا وأخي الأصغر تأخرنا في
الحضور شغفا باللعب
وظنا أنها (كأم حنون) ستخبئ لنا بعض الطعام ، وعندما عدنا وجدناهم قد سبقونا في الأكل
فقلنا .. (وين غدانا) فقالت ... هو في القدر
فحملناه وكان ثقيلا ، فلما فتحناه ، لم نجد فيه إلا ترابا قد تعمدت وضعه لنا
وأذكر أنها قالت لنا (هذا رزق اللي ما يقاسم أخوانه اللقمة)
يقول ومن يومها ، لم نتأخر عن لقمة تجمعنا ، وما زلنا إلى هذا اليوم.
........
تصرف هذه الأم قد يراه أهل العقول الناقصة قسوة
في حق أبنائها ، ولكن الزمن أثبت لنا
أي أم حنون كانت تلك الأم
........................................................
أب و أم لهما ولد يبلغ الخامسة ، قالت لهم إحدى القريبات (ليه ما تدخلون عبدالله التحفيظ)
ضحكا ... التحفيظ ، وش عرف عبودي للحفظ
في هذه اللحظة تقول ... جاءنا صوت (عبودي) وهو يردد عن ظهر قلب (البرتقالة
عذبت حالي .......)
ويا سلااااااااااااامي على البرتقالة سهلة الحفظ (وأقصد الحفظ في العقول وليس الثلاجة)
.................................................أب يسافر فيوصي ولده على أمه وإخوانه والبيت ، ثم يذهب
لماذا يعجز هذا الأب عن أن يوصي ولده أيضا بجيرانه (لاحظ على جيرانا وأنا أبوك ترى
أبوهم مريض، وهذولا أبوهم مسافر، ودق على بيت عمك شف يمكن يبون حاجة ووو)
توصيات تغرس في قلب هذا الولد معنى أن يكون مسؤولا ، ورجلا يسد عند الحاجة إليه
....................................................
أم ... قلت لها لاتعطي لكل واحد من أبنائك تفاحة كاملة ، بل اقسمي كل تفاحة
بين اثنين منهم....
قالت / لماذا (التفاح واجد الله لا يفقرنا)
قلت/ اقسميها بينهم صغارا ليتقاسموها كبارا
....................................
الابن الأكبر موظف ويستلم راتب إما أربعة ألاف أو خمسة وربما أكثر
يأتي راتبه ويذهب دون أن يذوق أهله منه شيئا
ولا يرفع عن كاهل والده ولو فاتورة الماء
والعذر ( يادوب يكفي قسط السيارة ومصاريفي الخاصة من لبس
و(نِت) و الجوال غير إني أجمع شهريا ألف ريال .......أبي أعرس)
هذا الولد إن ترك هكذا فلن يكون يوما موجودا عند الحاجة إليه
.....................................
صورة أخيرة...
أب يغادر المجلس كي ينام ، تاركا أولاده الشباب (يقزون) فتيات الفديو كليب
أمام شاشات التلفاز، دون أن يستخدم سلطته المطلقة في بيته ، لمنع مثل هذه
و يمضي الليل (والأخوان متسدحين على الدش لوجه الصبح)
ليأتي آخر الشهر وقد ارتفعت فاتورة الكهرباء ، وفاتورة قلة الحياء
و أيمن الله الذي لا إله إلا هو... لفاتورة الكهرباء أهون من الثانية
فلإن كان الأباء يسددون الأولى من أموالهم
فإنهم يسددون الثانية من سمعتهم و سمعة بيتهم في الدنيا و الآخرة
المهازل ، أو أن يذكرهم بكلمة يحاججهم بها عند الله
ثم يأتي من يشكو من جورأة شباب هذه الأيام و قلة حيائهم
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ـــــــــــــــــــــــــــ
آآآآآآآآآآآآه ..... ثم ..... آآآآآآآآآآآآه
أباء و أمهات
في بعض بيوتات مجتمعنا
و تحت إدارة أناس قد تربطك بهم وشائج النسب أو حقوق الجيرة أو روابط الصداقة
هناك .......
معامل أو بيوت لتفريخ (الرخوم) و(قليلي المروءة) من الرجال
......
في هذا المتصفح دخلتُ بكم إلى بعض البيوت التي تفرخ وتربي أمثال هؤلاء
بيوتٌ قلّبت صفحاتها ، و وقفت في زواياها ، ما بين أهلٍ وجيرانٍ و أصدقاء
و أحيانا وجوه جمعتني بها بعض المناسبات العامة أو الصدف العابرة
............
(رجال هالوقت مثل قلتهم)
(شباب هالزمن مافيهم خير... أكل ومرعى وقلت صنعه)
(عيال عاطلين باطلين)
(طول وعرض وشوارب على ماش)
(شباب اليوم شباب بيتزا ، وإلا المعاميل الخلف على الله)
( والله من الرخامة بعيال هالوقت)
وووووووووووووو
كلمات وعبارات ، كثيرا ما يرددها كبار السن من باب النعي على حال شباب ورجال هذا الجيل
و التحسر على أهل الجيل السابق
أنا طبعا لا أنكر أن (بعض) شباب هذا الجيل الحالي لا يقاسون شجاعة و رجولة
وشهامة وحسن تصرف بشباب الأجيال السابقة
ولكن .....
هل فتش هؤلاء الكبار خلف الأسباب الجوهرية لظهور كثير من شبابنا بهذه الصورة المشوهة والحالة المؤلمة؟
هل سألوا أنفسهم عن السبب الأول في عزوف كثير من شبابنا عن عادات الأجداد الجميلة و هجر تقاليدهم السامية ؟
هل فتشوا عن سبب جهل بعض شبابنا لتراثهم الأصيل ؟
أسئلة تكمن إجاباتها هنااااااااك
في تلك البيوت التي خرج منها ذلك (البعض ) من الشباب
أسئلة .....
خذ جوابها من تلك الأيدي التي حملت ذلك (البعض) صغيرا ، حتى خرج من تحتها كبيرا
.......
أباء و أمهات يتفننون ــ ومن حيث لا يشعرون ــ في (ترخيم) أولادهم الذكور
وتقليل نسبة المروءة و معدل الرجولة فيهم .
قبل أن أختم هذه الرحلة ، يجب أن أنبه أني أستثني بيوتا قدمت الكثير من التربية ورعت بذرها خير رعاية
ولكن .......
ولظروف خارجة عنها خرج هذا البذر مشوها لا خير فيه.
...........
الصور التي سردتها هي غيضٌ من فيض وجزء بسيط من تصرفات كثيرة يُجرم فيها
الأهل بحق مروءة أبنائهم
و رجولتهم
وأظنكم رأيتم مثل هذه الصور وربما عايشتم ما هو أكبر منها ضررا وأعظم خطرا..................
إلى اللقاء مع (بيوت لتفريخ الرُفل)
المفضلات