أقر الرئيس الأمريكي جورج بوش بأن كثيرا من المعلومات الاستخباراتية التي أشارت إلى أن العراق كان يمتلك أسلحة دمار شامل كانت خاطئة ، وقال بوش في كلمته أمام مركز وودرو ويلسون في واشنطن عشية الانتخابات التشريعية العراقية: "خلصت أجهزة استخبارات عدة إلى أن صدام حسين كان يمتلك أسلحة دمار شامل، وصحيح أن كثيرا من هذه المعلومات الاستخباراتية تبين أنها مخطئة" ، كما قال بوش: "أنا مسؤول كرئيس عن قرار الذهاب إلى العراق. وأنا مسؤول أيضا عن تصويب الخطأ بإصلاح قدراتنا الإستخباراتية. ونحن نقوم بذلك بالفعل."
ولما كانت هذه تصريحات رئيس أقوى دولةٍ في العالم ، والقطب الأوحد الذي يدير كل شيء ،
الأمر الذي يدعونا الى التوقف حول كل الأحداث الأخيرة التي قادتها دولته ، وبررت ما قامت به عمليات وحروب إتجاه الأخرين في العالم.
فمنذ اليوم الأول لأحداث 11/9 في الولايات المتحدة والعالم في دوامة الأستخبارات الأمريكية ومعلوماتها ، الأمر الذي يجرنا الى تساؤلاتٍ كثيرها حول تلك الأحداث منها على سبيل المثال:
هل كانت المعلومات الأستخباراتية قد أخطأت في أحداث 11/9 ؟؟
هل كانت المعلومات الأستخباراتية قد أخطأت في حربك على الأرهاب ؟؟
هل كانت المعلومات الأستخباراتية قد أخطأت حول المفاعل النووي الأيراني ؟؟
هل كانت المعلومات الأستخباراتية قد أخطأت حول أغتيال الرئيس الحريري ؟؟
هل كانت المعلومات الأستخباراتية قد أخطأت حول تورط سوريا في تلك الأغتيالات في لبنان ؟؟
هل كانت المعلومات الأستخباراتية قد أخطأت حول حزب الله وحماس والجهاد في كونهم تنظيمات أرهابية ؟؟
هل كانت المعلومات الأستخباراتية قد أخطأت حول الزرقاوي وما يحصل من عمليات أرهابية في العراق ؟؟
وأخيراً هل تريدنا أن نلقي عقولنا لننتظر تقارير أستخباراتك المبجلة لكي نعرف مصداقيتها ؟؟
وهل تريد منا أن نصدق أنكم تبحثون عن الحق والديمقراطية ونشرها وأنت من رعيتم الأنظمة الديكتاتورية وحافظتوا عليها لخدمتكم وخدمة أهدافكم ؟؟
ومنذ متى سعادة الرئيس كانت أمريكا تهتم بالشعوب المضهده والمغلوب على أمرها في عالمنا الثالث؟؟
ألم تصرح وغيرك من الرؤساء بأنكم تفعلون ذلك من أجل أمريكا؟؟
أيها الرئيس الأمريكي جورج دبليو بوش
لم نعد سذجاً ولا نحن لأقوالك مصدقين وسبق وأن كتبتها في هذه المضايف ، فلا نصدق أستخباراتك ولا نصدق تصريحاتك ، ولا نعتمد على ما يصدر من القبة البيضاوية .
ومن هذا الصرح الذي يحمل أسمى معاني العزة والشرف أقول لك :
لقد تسببت وأستخباراتك في جعل العالم في حربٍ طاحنه وبؤرةً للأرهاب والتطرف لا يمكن لها الأنتهاء والتوقف ،في ظل وجودك وأستخباراتك في قيادة العالم ، وفي ظل من زرعتهم إستخباراتك منذ عقود.
فها أنت تقر بخطأ غزوك للعراق ، وتعترف به أمام العالم وتحمل نفسك مسئولية هذا الخطأ ، دون أن تتحاسب عليه .
وهذا الخطأ الذي أراه خطأً مقصود ومتعمد،حيث يؤكد رأيي ماتصرحون به بين اللحظة والأخرى بأن ما تقومون به هو من أجل تنفيذ أهداف ومصالح بلدكم.
وأيضاً يؤكد رأيي خطأكم المقصود عند أسقاط النظام العراقي ، وأحتلال العراق ، كانت لأدارتك وأستخباراتك هناك أخطاءً كثر كحل الجيش العراقي وشرطته ، وكترك الحدود مفتوحةٌ لكل من يريد العراق ساحةً لحربه ، وكزرع الفتن بين الشعب الواحد ، وغيرها من الأخطاء التي ذهب الأبرياء ضحيةٌ بسببها ، وهي الأخطاء التي بسببها وصلت العراق الى هذا الضياع والهلاك ، وبعد ثلاث سنواتٍ من أحتلالك للعراق لم نرى منك شيئاً سوى تصريحاتك .
لم نعد نريد منك الأعتراف ، ولا بيان الخطأ الذي نعرفه مسبقاً ، ولا أحد يستطيع محاسبتك على ماتقوم به وأدارتك في ظل عالم يخضع بأكمله لأدارتك ورضاك ولكن عليك الإعتذار والتراجع .
عليك الإعتذار للشعب العراقي ، ولمقاومته الشريفة ، وعليك الإعتذار للشعب العراقي وتمكينه من حكم بلده ، وعليك أن تساهم بما تملك من قوة وسيطرة على أن يعم العراق الأمن والأمان ، وأن ينعم شعبه بعد كل هذا العذاب بخيراته وثرواته .
كماعليك الإعتذار لكل من أخطأت وأستخباراتك بحقهم وخاصةً العرب والمسلمين .
وأخيراً أقول لك عليك الإعتذار وتصحيح المسار!!
وتقبلوا تحياتي
المفضلات