من يتابع الساحة العراقية يجد فيها من التناقضات الغريبة والعجيبة ، والتي لا يمكن أن تجدها في مكان آخر ، الأمر الذي يجعل المتابع في حيرةٍ من أمره ، ومن هذا التناقضات سأروي ما يلي :
في محاكمة صدام :
في الجلسة الأولى لمحاكمة الرئيس العراقي المخلوع كان صدام ذليلاً ومكسوراً ومتجاوب لأبعد الحدود مع القاضي السابق ، وسرعان ما تبدلت الأحوال في الجلسات الأخيرة مع القاضي الكردي حتى أصبح صدام المتهم وأخاه غير الشقيق يسيرون الجلسة كيف ما يريدون بل أصبحوا هم من يديرون الجلسة ............ غريب أمر هذه المحاكمة !!!
رغد أبنت الرئيس المخلوع قالت في مقابلة لها أن عمها برزان ومن معه من المقربين لوالدها هم من غدروا به ، وهم ممن عاث في البلاد فساداً ، كما وصفت عمها بالخائن والمجرم الذي كان يقتل ويتصرف دون علم والدها ، وسرعان ما تحول ذلك الى وصفها لأبيها وعمها بالأسود ، والتفاخر بهم بعد أن شاهدتهم في المحاكمة الأخيرة ............ غريب أمر رغد !!!
من يدافع عن صدام ويتهم الآخرين بالعمالة والتعاون مع الأمريكان ماذا يقولون بعد أن شاهدوا وزير العدل الأمريكي رمزي كلارك محامياً رئيسياً لأبو عداي ، وهل سيتباكون عن شعارات العروبة التي يطلقها صدام بين الحين والآخر ؟ وبماذا يردون عن سبب جلب الأمريكي الجمهوري كلارك من ديار الكفر ليدافع عن عبدالله المؤمن ؟ وهل خلت الدول العربية والأسلامية من المحامين العرب والمسلمين ؟ ............... غريب أن نتهم الآخرين بالتعاون وننسى من يتعاون معهم من أحبتنا !!!
وأيضا وزير العدل القطري السابق نجيب النعيمي عندما بدأ حديثة عن العدالة وتطبيقها وأحترام القوانين ، وأنه أتى من الدوحة لأجل ذلك فقط ، ونسى أن هناك عوائل تجاوزت الأف من مواطنيه طردوا وسحبت جنسياتهم وحذفوا خارج حدود الوطن ، ولم نرى عدالته في الدفاع عنهم وعن حقوقهم المشروعة ................. غريب معيار العدالة عن البعض !!!
في الأنتخابات العراقية :
قائمة الأئتلاف العراقية تأسست على مبدأ الطائفية وما أن نجحت حتى أخذ أعضائها بالتفرق وأتهامها بالحمية الطائفية التي قد أنظموا اليها لطائفيتها ....... مالذي تغير فحتى من أنشق عنها
ما زال طائفياً !!!!
الأتحاد الأسلامي ومؤتمر أهل السنة وهيئة علماء المسلمين كانوا من أكثر الكتل السياسية مطالبةً
بمقاطعة الأنتخابات وحث العراقيين على عدم المشاركة ، وهاهم الآن منهم من يشارك بقوائم ومنهم من يلتزم الحياد ويعطي أتباعة الحرية المطلقة ....... وش تغير يا ترى !!!!
الياور والباججي كانا متنافسين على رئاسة الدولة ، فأصبحت قائمة واحدة تظمهما ......... ياترى منهو الرئيس القادم وشهو اللي جمعهم !!!!
الكثير من رموز الأحزاب والكتل يدعون الوطنية والأخلاص للوطن ، وينبذون الطائفية والفتن ، وعندما نرى تكتلاتهم لا نجد بها سوى تكريس الطائفية ، وتقسيم الوطن ......... شعارات وتناقضات !!!!
الأمن وحقوق الأنسان :
كل الكتل والأحزاب تتهم حكومة صدام بالقتل والتعذيب والبعض يتهم الأمريكان كذلك ، وما أن تسلموا السلطة حتى أصبحت سراديب وزاراتهم مقراً للتعذيب والقتل .......... مسكين هذا الشعب!!!
عندما يفجر مسجد أوحسينية أو دور عبادة أو عملية ضد الدنيين يتسارع الكل للتنديد والأستنكار ، وبعدها تتوالى التهم فيما بينهم دون أن يشير أحدهم للجاني .............. مكاسب يا ترى !!!
صولاغ يدعو الصحافيين الى أختيار أي سجن يريدون الأطلاع عليه ويأمر وكيله بأخذهم لأي مكان يريدون وبعد أن أخططف بعض الصحفيين صوراً عن ممارساته الوحشية تدخل الجعفري لعدم نشرها على الأقل قبل الأنتخابات .................. يوم أنك تعرف أنك مجرم ليش تاخذهم لسجونك السرية!!!
الحقيقة نتألم لواقع العراق والعراقيين لهذه التناقضات ، ولهذه المآسي التي تلم بهم ، ولا نملك سوى الدعاء لهم بأن الله يفرج عنهم ويرحمهم .
تقبلوا تحياتي
المفضلات