إنَّ المال غادٍ ورائحٌ - لحاتم الطائي

[محمدالشمري]

[poem=font="Simplified Arabic,4,limegreen,bold,normal" bkcolor="transparent" bkimage="" border="none,medium,gray" type=4 line=0 align=center use=ex num="0,black"]

أَمَاوِيّ ! قد طالَ التَّجنّبُ والهَجْـرُ

وَقَدْ عَذَرَتْني مِنْ طِلابِكُمُ العُـذْرُ

أَمَاوِيّ ! إنَّ المالَ غَـادٍ ورائِـحٌ

وَيَبْقَى مِنَ المالِ الأَحَادِيثُ وَالذِّكْرُ

أَمَاوِيّ ! إنِّي لا أَقُـولُ لِسَائِـلٍ

إذِا جَاءَ يوماً حَلَّ في مالِنَـا نَـزْرُ

أَمَـاوِيّ ! إمَّـا مَانِـعٌ فَمُبَيَّـنٌ

وإمَّـا عَطَاءٌ لا يُنَهْنِهُـهُ الزَّجْـرُ

أَمَاوِيّ ! ما يُغْنِي الثَّرَاءُ عَنِ الفَتَـى

إذا حَشْرَجَتْ نَفْسٌ وَضَاقَ بِهَا الصَّدْرُ

إذا أنَـا دلاَّنِـي الذيـنَ أُحِبُّهُـمْ

لِمَلْحُـودَةٍ ، زُلْـجٌ جَوَانِبُهَا غُبْـرُ

وَرَاحُوا عِجَالاً يَنْفُضُونَ أَكُفَّهُـمْ

يَقُولُونَ دَمَّـى أَنَامِلَنَـا الحَفْـرُ

أَمَاوِيّ ! إنْ يُصْبِحْ صَدَايَ بِقَفْـرَةٍ

مِنَ الأَرْضِ لا مَاءٌ لَـدَيَّ وَلا خَمْرُ

تَرَيْ أنَّ مَا أَهْلَكْتُ لَمْ يَكُ ضَائِرِي

وأنَّ يَدِي مِمَّا بَخِلْتُ بِـهِ صِفْـرُ

أَمَاوِيّ ! إنِّي رُبَّ وَاحِدِ أُمِّهِ

أَجَرْتُ فَلاَ قَتْلٌ عَلَيْـهِ وَلاَ أَسْـرُ

وَقدْ عَلِـمَ الأَقْـوَامُ لَوْ أَنَّ حَاتِمَـاً

أَرَادَ ثَـرَاءَ المالِ كَـانَ لَـهُ وَفْـرُ

وَإنّـيَ لا آلُـو بِمَـالٍ صَنِيعَـةً

فَأَوَّلُـهُ زَادٌ وَآخِـرُهُ ذُخْـرُ

يُفَـكُّ بِـهِ العَانِي وَيُؤْكَلُ طَيِّبَـاً

وَمَا إِنْ تُعَرّيـهِ القِدَاحُ وَلا الخَمْرُ

وَلا أَظْلِمُ ابْنَ العَمِّ إنْ كَانَ أُخْوَتِي

شُهُودَاً وَقَدْ أَوْدَى بِإخْوَتِهِ الدَّهْرُ

عُنِينَا زَمَانَـاً بِالتَّصَعْلُـكِ وَالغِنَـى

كَمَا الدَّهْرُ فِي أَيَّامِهِ العُسْرُ وَاليُسْرُ

كَسَيْنَا صُرُوفَ الدَّهْرِ لِينَاً وَغِلْظَـةً

وَكُلاًّ سَقَانَاهُ بِكَأْسَيْهِمَا الدَّهْـرُ

فَمَا زَادَنَا بَـأْوَاً عَلَى ذِي قَرَابَـةٍ

غِنَانَا وَلا أَزْرَى بِأَحْسَابِنَا الفَقْـرُ

فَقِدْمَاً عَصَيْتُ العَاذِلاتِ ، وَسُلِّطَتْ ،

عَلَى مُصْطَفَى مَالِي ، أَنَامِلِيَ العَشْرُ

وَمَا ضَرَّ جَارَاً ، يَا ابْنَةَ القَوْمِ ، فَاعْلَمِي

يُجَاوِرُنِي ، ألاَّ يَكُونَ لَـهُ سِتْـرُ

بِعَيْنَيَّ عَنْ جَارَاتِ قَوْمِـيَ غَفْلَـةٌ

وَفِي السَّمْعِ مِنِّي عَنْ حَدِيثِهِمِ وَقْـرُ
[/poem]


المرجع : ديوان حاتم الطائي ، دار صادر ، بيروت ، 1981 . ص 50 - 51 .

[محمدالشمري]

كنت أريد أنزالها في مضيف الأدب الفصيح وأخطأت فنزل هنا ففضلاً من الزملاء الأداريين نقله الى مضيف الأدب الفصيح حيث أعتقد بأنه مكانه المناسب .

شكراً لتعاونكم

[بتول آل علي]

يا حيّ بالخطأ كل يوم

دامه بيجيبك عندنا



و شكرا على الاختيار المميز .. كذوقك


الدهور

[عبدالواحد]

أَمَـاوِيّ ! إنَّ المـالَ غَـادٍ ورائِــحٌ

وَيَبْقَى مِنَ المـالِ الأَحَادِيـثُ وَالذِّكْـرُ

شكراااااا بوجاسم

وسمعت ان بهذا البيت تم نقد حاتم الطائي فيه ؟!
هل اسمع منك تعليق ..او رأي






ملاحظه
لا اعلم هل هو مكان مناسب _ للناقش فيه ؟

هذا البيت سمعت احدهم ينتقد حاتم الطائي فيه ؟!!

[بتول آل علي]

أخي الفاضل
مغترب


هلاّ وضحت لنا وجه النقد بالتحديد
إن كان بالامكان ... ؟

هل هو نقد في الوزن أو المعنى .. ؟


الدهور

[عبدالواحد]

لا طبعا .. النقد بعيد عن الوزن ومجال الشعر ...كله
القصيده من افضل ابداعات حاتم ..

انما هو أمر آخر ,,, قد يكون حول شخصية حاتم وصفاته المشهور بها

تحياتي دهووووور

[بتول آل علي]

بالعكس


شخصيا أرى أن البيت يرسّخ مبدأ ( الكرم ) لدى حاتم الطائي

فمن يؤمن أن ( المال غادٍ و رائح )
فهو دليل على القناعة و أن المال لا يهمه بأي شكل من الأشكال فهو كما يأتي يذهب


و ( يبقى من المال الأحاديث و الذكر )
ولا تبقى الأحاديث و الذكر من المال إلا ان كنت أكرمت به الغير و لم تبخل به ..!!!!



هذه وجهة نظري الشخصية

و ألف شكر



الدهور

[شريف روما]

تسلم والله يامحمد على النقل الطيب

مغترب ليه ينتقدون هالبيت ؟؟

هذا يدل على كرم حاتم

والاخت الدهور ماقصرت وضحت لك كل شي


وحاتم الطائي من اكرم الكرماء ان لم يكن اكرمهم

تحياااتي

[عبدالواحد]

الف شكرررررررر دهور . التفسير اكثر من رائع لك_

راح اعقب علي تفسيرك بكره ؟ انشالله


حسب وجهة نظر الناقد وليس انا ...


تحياتي

[عبدالواحد]

هلا الزقروطي _______ ما فيه خلاف انه كريم , وأكرم الناس عرفناه

لكن بهذا البيت _ تم نقده ؟ بسبب بسيط ؟

وهو تفسير اخر لاحدهم سمعته . وحبيت اراء الاخوان فيه


تحياتي