لا سوق بلا نساء .. ولا نساء بلا سوق !!
هذا الأثر والذي هو بروايةٍ مقطوعة , قد أصاب في جانب واخطأ في جانبٍ آخر .. نعم فلا سوق بلا نساء لكن النسوة قد يتواجدن في أي مكانٍ آخر ليس فيه سوق !
ويُحكى " ومع إيماني العميق بأن القصة مُختلقة " أنهُ قد قُدر على عائلةٍ مسافرة أن تصدم بسيارةٍ أُخرى على الطريق , وقد سلم الله المرأة بينما زوجها تعرض لبعض الإصابات البسيطة , وعندما حضرت سيارة الإسعاف ومعها الشرطة , صاح بهم الزوج بعد أن تنبه إلى عدم وجود زوجته :- أين زوجتي ؟! لن أذهب بدونها !! أين ذهبت ؟!
لقد كان قريباً من الحادث إحدى سيارات البيع الجوالة والتي تتواجد عادةً على جوانب الطريق .. لقد كانت زوجته هناك تتفقد ماعند البائع من معروضات خاصةً وأن إنتظار سيارات النجدة دائماً ما يُصيب الإنسان إما بالملل أو اليأس !!
لقد كُتب على الزوج دائماً أن يؤخذ منه راتبه قسراً ورغماً عنه وإن أبى وإن قال ها أنذا وكذا كان أبي وإن كر أو فر أو أقبل أو أدبر , فلا بُد من نهايةٍ يحل فيها عليه الجلمود من الصخر ومن عليّ أيضاً !
فما تبقى له من راتبه الفريسة والذي حامت عليه نسور الكهرباء وحارت حوله ضباع الهاتف واصطفت تنتظر دورها بقية الضواري والسباع .. حتى " وكما يقول أصحاب الشعر الحديث " كأنه يتساقط كما تتساقط الأوراق من الشجر في يومٍ مقمر والنافذة مضيئة وكوبٍ من الشاي و .. !
ثم تأتي أخيراً رفيقة دربه وشريكته في هذه الحياة الفانية , إلى حيث تكون أمامه كمُرشدة أو موجهه لتقوم بتوجيهه يميناً أكانت التنزيلات أم شمالاً كان شعار " آخر ما وصل إلينا " , ولا تكون وراءه إلا حين الحساب .. مصداقاً للقائل بأن وراء كل رجلٍ عظيم .. امرأه !
العلاقة بين المرأة والسوق هي علاقة أزلية ووطيدة بدأت منذ العصر الحجري أو ربما قبل ذلك وامتدت حتى وقتنا هذا , وتلك العلاقة المؤصلة والصداقة القديمة والمتواصلة نجد أنها قائمة ومتنامية , ولا تختلف باختلاف الأسواق أو باختلاف النساء , ولا باختلاف الأمكنةِ أيضاً , فأمرها هذا مع السوقِ قائمٌ على قدمٍ وساق , سواءٌ كانت في بلاد الإسكيمو أم في أدغال أفريقيا أم في صحراء الصمان !!
حيث تعوده دورياً كمريضٍ تتفقد التغيرات التي تطرأ عليه , وهي تتفقد أحواله بين حينٍ وآخر كفقيرٍ أبت عزته أن يطرق بابها طلباً للصدقة , وهي تتلمس أخباره دوماً وكأن بينها وبين السوق صِلةُ رحمٍ وقُربى !
فهي ترتاد السوق في كل فصلٍ وتحت كل ظرف وفي أي حالٍ ووقت , حتى وإن كانت السماء ممطرة .. حتى وإن كان الثلج يتساقط .. حتى وإن كان الهواء مصحوباً بالغبار والأتربة .. حتى بوجود الأعاصير والزلازل والمحن .. بل حتى وإن كان الإنذار المُبكر قد أعلن عن قرب سقوط صاروخ سكود !
وللزوج الذي يشتكي من هذه المظلمة وأخذ يولول وقد قاب قوسين أو كان بين قوسين لأن يشق جيبه , أقول له ..
يا أيها الرجل !
لماذا عندما تمضي الأيام والليالي على المرأة وهي بعيدةٌ عن السوق .. تُصاب حينها بالانفعال والهستيريا , حتى وكأن الأرض تهتز من حولها , بل وحتى وكأنها قد أُصيبت بجنون البقر .. تخر أيها المسكين لتُصاب أنت الآخر .. بـ
انفلونزا الدجاج ؟!
المفضلات