صفحة 1 من 2 1 2 الأخيرةالأخيرة
النتائج 1 إلى 10 من 19

الموضوع: إنشاء فرد لفضيلة مجتمع

  1. #1
    شاعره


    تاريخ التسجيل
    07 2005
    العمر
    41
    المشاركات
    1,125
    المشاركات
    1,125

    إنشاء فرد لفضيلة مجتمع



    بسم الله الرحمن الرحيم

    الحمد لله ، والصلاة والسلام على رسول الله ، محمد بن عبدالله ، ((الصادق الأمين)) ، أما بعد :
    بحكم عملي كمعلمة سابقاً ، ومشرفة طلابية حالياً ، فكانت أهم نقطةٍ في عملي هي توعية الأهل من خلال تواصلي معهم ، وكانت أهم نقاط التوعية بأنهم إذا وعدوا أبناءهم وبناتهم لابد من تنفيذ الوعود ، لأن الأطفال والمراهقين والكبار على حدٍ سواء ، لاسيما الأطفال والمراهقين هم أكثر الناس تأثراً عند نقض الوعود والعهود ، من قبل إهمال الأهل في البيت ، أو في المجتمع الخارجي والذي يتمثل غالباً في المدرسة .
    في المقام الأول نقول بأن الأهل هم القدوة ، طبعاً هذا يعكس تأثيره الواضح على الطفل لأنه أشد الناس تأثراً بأهله ، فإذا صدر أي فعلٍ خاطئ بقصدٍ أو من دون قصد أمام الطفل ، فسوف يعكس هذا الفعل تأثيره السلبي على الطفل فيكتسب السلوك الخاطئ ، لذلك دائماً يطلب من الأهل توخي الحذر في التعامل مع بعضهم البعض لاسيما أمام الطفل ، فالطفولة هي مفتاح تكوين شخصية الإنسان .
    فمثلاً إذا وعد الوالدان الطفل بشئٍ ما ، فلابد من التزامهما بالأمر وعدم تجاهله ، فإنه يؤثر جداً في نفسية الطفل ، وقد لاتظهر نتائج هذا الفعل السلبية إلا عندما يكبر الطفل ، فقد تظهر بعد عشر أو عشرين سنة .
    فإذا كان نقض الوعد يؤثر على نفسية الطفل ، فكيف بالمراهق والمراهقة ، وهنا تكون أصعب مرحلة ، فقد يكون الوعد من خارج محيط الأسرة ، سوف أعطي مثلاً شاع في هذا الوقت بالذات ، ولكثرة سماعي لهذه القصص من معلمات ومن طالبات أيضاً ، كنت سابقاً أعمل معلمة في مجال رياض الأطفال ، وبحمد الله بعد أن أثبت قدرتي على التعامل مع الأطفال الطبيعين والمعاقين على حدٍ سواء ، عرض علي العمل في أحدى المدارس الخاصة في وظيفة تحت مسمى مشرفة طلابية ، وكان هذا أكبر تحدٍ في حياتي ، وها أنا الآن أمر في هذا التحدي ، وبحمدٍ من الله وبدعاء الوالدين فقد كونت شعبية طيبة في تعاملي مع أصعب مرحلة وهي مرحلة المراهقة ، ربما لأني قريبةٌ من أعمارهم ، عموماً ، هذه القصة التي سأرويها لكم هي من إحدى بناتي في المرحلة الثانوية لدي وأرجوا من الجميع أن يدلي برأيه في هذه القضية ، كأي مراهقة وقعت ابنتي في الحب ، طبعاً بسبب إهمال أهلها لها ، فوالدتها سيدة مجتمع كما يقال عنها ، ووالدها في سفرٍ مستمر ، فوَجَدت من كانت تتخيل بأنه يخفف عنها ويهتم بها ، طبعاً لفقدانها دفء الأسرة ، وحرمانها الدائم من المشاعر ، أحبت شخصاً كان يلعب بها وبمشاعرها ، فكان هو ضائع كما كانت هي ضائعة ، فتوهم بأنه يحبها ، وتوهمت هي أيضاً بأنه حب حياتها الأوحد ، لدرجة أنها أحبته أكثر من والديها ، ودامت علاقتهما لمدة 5 سنوات ، فكانت تلتقي به يومياً تقريباً في السنتين الأوليتين ، فخف لقاؤهما تدريجياً ، وكانت هي تشكو من بعده ، فوعدها بالزواج حالما ينهي دراسته الجامعية ، وكلما فاتحته في الموضوع أغرقها من الأعذار التافهة والرخيصة ، كما كان يعدها بأشياءٍ غير الزواج ، سأفعل لكِ وأعطيكِ و ، و ، و ، سلسلة كبيرة من الأمنيات لاحصر لها ، وكانت لصغر سنها وحرمانها من العاطفة وفترة مراهقتها تصدقه في كل ما كان يقوله ، إلى أن انتهى بها الأمر عندما علمت أنه قد تزوج من ابنة عمها ، وطبعاً كان هول الأمر عليها كالصاعقة .
    قد نقض هذا الشاب تلك الوعود التي قطعها لها ، وعشمها وتركها تعيش في وهمٍ وسراب ، وتخلى عنها وتركها تعض أصابع الندم ولوم النفس ، فأمست تكره كل الرجال من حولها ، وجعلها حبيسة ماضٍ قاست منه الكثير ومازالت تقاسي .
    عندما حكت لي قصتها – وأحمد الله على ثقتها بي – أمسكت نفسي أمامها ولكن عندما خرجت أدمعت عيناي ، وأقسمت من تلك اللحظة أن أقف إلى جانبها ولا أتركها حتى تترك روحي ذلك الجسد .
    ليست ابنتي هذه هي الوحيدة التي وقعت ضحية نقض الوعود ، إنما غيرها الكثير الكثير من الفتيات والفتيان أيضاً على حدٍ سواء .
    في قضية طالبتي أقول بأن الشاب هنا هو الذي ارتكب الخطاء ، لأنه لايجب على الإنسان أن يعد وعوداً لايستطيع تنفيذها ، فليس للإنسان علم الغيب ، وماتدري لعل الله يغير أمراً بين ليلةٍ وضحاها .
    ومن يعلم ، قد يكون هذا الشاب أيضاً ضحية نقض وعود والديه له فاكتسب تلك الرذيلة ، فالطبع لايولد مع الإنسان ، إنما هي الفطرة التي تولد معه ، والطبع هو سلوكٌ مكتسب ، لو لم نعالج مصدره ، فلن نغيره أبداً ، وهنا أقول بأن الأسرة هي البيئة المحيطة في الإنسان قبل المجتمع ، وإذا فسدت تلك البيئة فسد الفرد ، فإذا أردنا إنتاج أفرادٍ صالحينَ في المجتمع ، فلابد أن نعالج الجذور كي تقوى الفروع .
    هذا رأيي المتواضع ، ويسعدني ويشرفني أن أستطلع إلى آرائكم ، أقول قولي هذا وأستغفر الله لي ولكم .

    والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته


    عذراً لقلوبكم
    أختكم / نــ بنت الفهد ــوف



    مقاس التوقيع 500 بيكسل عرض وطول200 كحد اقصى وكذلك حجم التوقيع لا يتجاوز50ك ب نرجوا من الجميع التقيد بذلك من اجل تصفح افضل

  2. #2




    من باب تحصين المراهق في هذه المرحله يحتاج إلى مصل المناعه فيجب تزويده ببعض امصال المناعه التي من خلالها يكتسب مناعه جيده وتعطيه قدره جميله للتعامل مع العالم المحيط به ، لاسيما إن كان هذا العالم ليس ارجوازيّ الملامح مخمليّ الملمس

    وطرق منحه المناعه عديده وكثيره وليس لها مسوّغ معيّن ( بنظري ) إنّما تختلف بين ( اب واب آخر ومن أم وأم أخرى ) ومدى تجارب والمام وليّ الأمر .

    ولا أخذ بقول خطأ الشاب وتبرأة الفتاه مع انني اميل إلى الميل بخطأ من قام بتربية الفتاه فمن باب اولى منحها جرعات كافيه تستفيد منها بأن ليس كل وعد حقّ ويلزم تنفيذه وليس كل روايه صحيحه لا يفترض التشكيك بها وليس كل ابتسامه تكون صافيه من القلب ولا يجوز قراءة تعابير الوجه الأخرى جيّدا .. الخ ، بل يجب ان يكون للفتى والفتاه معملهم الخاص بهم وبه يتم تمحيص كلّ شيء يمرّون به ويستطيعون تمييز الخبيث من الحسن


    موضوع جميل جدا وهادف

    حفظك الله اختي نوف



    قمّة الألم . . ! ! أن ترتشف الآهات . . وتتجشّأ الصمت
    **
    رحم الله من أهدى لي قبسا يضيء لي عتمة المكان من حولي.

  3. #3
    كبار الشخصيات الصورة الرمزية محمدالشمري


    تاريخ التسجيل
    05 2004
    المشاركات
    6,032
    المشاركات
    6,032
    Blog Entries
    11


    أختي الأستاذة نوف بنت فهد كل الشكر والتقدير لما طرحتيه من مشكلة هي أحد المشاكل المنتشرة في أيامنا هذه .
    وأرى بأن المشكلة أصبحت ظاهرة ، وأنتشارها أصبح شائعاً بين أغلبية الأسر الا من رحم ربي ، ولذلك كان يفترض من الجميع طرحها بكل شفافية على المجتمع ، ودراستها دراسةً مستفيضة ، ووضع الحلول المناسبة لها دون حرجٍ أو خجل .

    أستاذتي الفاضلة تطرقتي لوعود الآباء لأبنائهم وما يترتب عليه من تأثير سلبي عليهم ، ثم ربطتي مشكلة الفتاة بهذا السلوك ، ولما كان ذلك خطأ برأي الشخصي ، فأرجو أن تتقبلي وجهة نظري بصدر رحب .

    مشكلة الأنحراف لدى الشباب وخاصةً المراهقين منهم تكمن في تربيتهم ، سواءاً كانت تلك التربية في المنزل أم في المدرسة ، أم في المجتمع ، ولأن الأسرة هي نواة المجتمع أن صلحت صلح المجتمع بأسره ، فألقي اللوم الأساسي على الأسرة ، ولقد ذكرتي أن تلك الضحية كان والدها كثير السفر ، ووالدتها سيدة مجتمع وليست سيدة أو ربّت بيت ، لذلك لا حسيب لها ولا رقيب ، ولاناصحٌ ولا موجه ، فأصبحت تبحث عن النقص الذي أحدثاه والديها بنفسها وشخصيتها ، فوجدت ضالتها بضحية مثلها ، يبحث عن النقص الذي أحدثاه والديه في شخصيته ، وهكذا فالأثنين ضحايا تصرف الآباء ، والأثنين نتاج لتربيةٍ هشة وغير صلبة .

    مجتمعاتنا بطبيعتها المحافظة تتحرج من الحديث مع أبنائهم في مثل تلك الأمور ، ولا تريد النقاش معهم في مثل هذه الظواهر الغير أخلاقية والبعيدة عن عقيدتنا وتقاليدنا ، فتجدين أبسط الأمور التي تحدث للفتاة أو الشاب لا يريدون النقاش معهم حولها .
    مثلاً :
    تأتي أبنتك لتقول لأمها سمعت زميلتي تتحدث عن علاقة لها مع شاب ، أو أنها تلقت منه رقم جواله في السوق ، فتجدين الأم تنهرها بعصبية وتقول لها " أتركيها هذه قليلة أدب وعيب تسولفين هذه السوالف " دون أن تسايرها لتعلمها أين الخطأ في ذلك ، وما يجب عليها عمله في مثل هذه الأمور ، وكيف تتصرف مع زميلاتها
    ممن يقعن في هذا الفخ .
    وهذا ينطبق مع الأبن أيضاً فمن يجرؤ على الحديث مع أباه عن مثل هذه الأمور ، ومن من الأباء يجلس مع أبنه
    ليتحاور معه عن مثل تلك الظواهر .

    أضيفي الى ذلك تربية الأب والأم أيضاً ، سأروي عليك هذه القصة :
    كنت أسكن في أحدى الفنادق في بيروت وكنت أجلس في بهو الفندق الصغير وأذا بأمرأة خليجية تطلب من موظف الأستقبال سيارة تاكسي ليأخذها عند الكوافير "" كل هذا نطوفه "" وبعدها بعشرة دقائق نزلت طفلة لم تتجاوز العاشرة من عمرها ، وخرجت لوحدها لتعود وهي تحمل المشروبات الكحولية على صدرها وتصعد الى الأعلى ، فصعقت وشل تفكيري ، فسألت موظف الأستقبال عما رأيت فضحك وقال هذه الطفلة أبنة تلك المرأة التي ذهبت للكوافير ، وما جلبته من مشروبات هو لأبيها الجالس في غرفته بأعلى الفندق .

    لاحظي أختي نوف لم يقم الأب بطلب المنكر من موظف الفندق بل من أبنته الصغيرة ، فماذا عسى هذه المسكينة أن تكون ؟؟؟؟

    أرجو المعذرة على الأطالة وموضوعك يستحق منا الكثير والكثير .

    وتقبلي خالص شكري وتقديري لطرحك الراقي .




  4. #4


    لايعلم الكثير من الاباء والامهات ان الابناء

    يتأثرون بالاقتداء اكثر مما يتأثرون بالتعليم

    فالقدوه هي من تشكل شخصيتهم

    وتبلور جوانبها

    فان ركز الاهل على هذا الجانب قطعا سيكون التعامل معهم اسهل


    يعطيك العافيه اختي نوف موضوع بغايه الاهميه والقيمه




    تبسّمْ سلمتَ
    فحُزنُكَ ظلمْ
    أيحزنُ من عندهُ
    وجه أمْ

  5. #5
    ذَاَتَ شَغَبْ الصورة الرمزية سيدة القـــــلم


    تاريخ التسجيل
    06 2005
    الدولة
    لستُ اتو
    المشاركات
    5,533
    المشاركات
    5,533


    قرأت مقالك سابقاً .. ولـــم اعلق او اضيـــف شيء لشموليه موضوعكـ من كل النواحي..


    والأن آتيت لألــقي عليك ايتها البتولــ اعذب تحيــــه.. ..


    واصدق شكر تستحقينه..






    شكراً لكِ عزيزتي نوفـــ











    تحياتي
    عشـق القصـيد



    كِلِمَاْتِيْ تَحْتوِيْ عَلَى نِسْبَة مــُـفـْـرِطَة مِنْ "الكُحول "

    ولاْ يَعْنِيْ هَذاْ بأنِيْ كَاْتِبَة " مُتَرَنِحَه :xsmile: "

  6. #6

    مـــــوعــــود

    الصورة الرمزية احـمد الـطـرقي


    تاريخ التسجيل
    08 2005
    الدولة
    [ .. طرقي .. ]
    المشاركات
    2,717
    المشاركات
    2,717


    اوافق اختي سيده القلم





    موضوع جميل وهادف






    وكل عام وانتي بخير اختي نوف الفهد





    تحياتي

    اخوك احمد الطرقي




  7. #7
    -


    تاريخ التسجيل
    06 2005
    المشاركات
    34,989
    المشاركات
    34,989
    Blog Entries
    78


    [align=justify]الأخت نوف الفهد .. الله يعطيك العافية ..
    موضوع لا يستحق فقط الرد بكلمة أو اثنتين .. بل لأهميته تحتم علي أن أبحث بين المصادر والأبحاث والدراسات كي اعطيه حقه من كافة الجوانب .. فالمواضيع المتعلقة بالأسرة مواضيع هامة وشيقة .. ومفيدة ..

    {{فوالدتها سيدة مجتمع كما يقال عنها ، ووالدها في سفرٍ مستمر...}}
    حلو !!! الخطأ الأول .. هنا مكمن المشكلة , يعتقد معظم الأهل أن تربية الأولاد فقط بالمال وينسون أن هناك أشياء أهم وهي الحماية والعاطفة ..والدفء والاستقرار .. فالسفر لجلب المال صار مشكلة تواجه المجتمعات وخاصة العربية .. ولأكثر من سبب ..
    أما الوالدة سيدة مجتمع : كان من الأولى أن تكون سيدة بيتها .. شكلت الضحية بيدها .. ورمتها لأي عارض .. وما أكثرهن .. تلك الأمهات اللواتي انصرفن للاهتمام بالمجتمع وبالمقابل هدمت بيتها وابنتها .
    أحبت شخصاً كان يلعب بها وبمشاعرها : متصيدي الفتيات من هذا النوع يكثرون يوماً وراء يوم.. وهنا دور الأم يبدو واضحاً .. ومهماً ..
    ودامت علاقتهما لمدة 5 سنوات : خمس سنوات .. كافية لتدمير أي فتاة .. من كافة النواحي ..
    فوعدها بالزواج حالما ينهي دراسته الجامعية ، الوعود .. وشعارات .. وحب .. كلها كلمات لسد العقل عن التفكير الصحيح والاتجاه نحو أكثر من ذلك كالزواج العرفي وغيره وهذه ظاهرة متفشية جداً في مجتمعاتنا للأسف ..
    عندما علمت أنه قد تزوج من ابنة عمها .. هو ذلك الذئب المتستر وراء وعود خيالية موجودة فقط في خياله .. أين دور الأم والمدرسة والأب .. لغاية الآن لم نرى ذكراً للأهل فهل هم غافلون أم نائمون ..
    فأمست تكره كل الرجال من حولها : صحيح رد فعل طبيعي .. يعني لا استغراب .. فكم من فتاة كرهت الرجال بسبب هكذا مواقف وبالمقابل كم من شاب كره الفتيات لإحساسه فقط بأنها تكذب وتراوغ .. المشكلة هنا تؤثر على الطرفين معاً ولا استثناء ..
    ليست ابنتي هذه هي الوحيدة التي وقعت ضحية نقض الوعود ، إنما غيرها الكثير الكثير من الفتيات والفتيان أيضاً على حدٍ سواء .نعم ضحايا بأعداد كبيرة من الجنسين ..والنتيجة .. نشوء مجتمع ذا بنيان هش .. وعلاقات تقوم وتقوم على مبدأ الكذب والاحتيال ..
    والطبع هو سلوكٌ مكتسب : صحيح .. مكتسب بداية من المنزل والأهل مروراً بالمدرسة والجامعة والمجتمع ووسائل الإعلام ..
    فلابد أن نعالج الجذور كي تقوى الفروع : نعم علينا البدء بالأسرة التي هي نواة المجتمع وعماده ..

    وهنا لابد لنا من العودة إلى القرآن الكريم والسنة النبوية المطهرة ونرى كيف نظر الإسلام للأسرة؟
    أقام الإسلام نظام الأسرة على أسس سليمة تتفق مع ضرورة الحياة وتتفق مع حاجات الناس وسلوكهم، واعتبر الغريزة العائلية من الغرائز الذاتية التي منحها الله للإنسان قال تعالى: (وَمِنْ آيَاتِهِ أَنْ خَلَقَ لَكُمْ مِنْ أَنْفُسِكُمْ أَزْوَاجاً لِتَسْكُنُوا إِلَيْهَا وَجَعَلَ بَيْنَكُمْ مَوَدَّةً وَرَحْمَةً) - (سورة الروم: 20 )فهذه الظاهرة التي فطر عليها الإنسان منذ بدء تكوينه من آيات الله ومن نعمه الكبرى على عباده.
    وشيء آخر جدير بالاهتمام هو أن الإسلام يسعى إلى جعل الأسرة المسلمة قدوة حسنة وطيبة تتوفر فيها عناصر القيادة الرشيدة قال تعالى حكاية عن عباده الصالحين: (وَالَّذِينَ يَقُولُونَ رَبَّنَا هَبْ لَنَا مِنْ أَزْوَاجِنَا وَذُرِّيَّاتِنَا قُرَّةَ أَعْيُنٍ وَاجْعَلْنَا لِلْمُتَّقِينَ إِمَاماً) - سورة الفرقان: 74 - وأهم قاعدة من قواعد التربية أن توجد عملياتها التربوية القدوة الحسنة، والمثل الأعلى للخير والصلاح.
    وقد اهتم الإسلام على أن تقوم الرابطة الزوجية على الاختبار والفحص حذراً من أن يكون أحد الزوجين مصاباً ببعض الأمراض فتسري إلى أبنائهم فينشأ في المجتمع أفراد مشوهون في سلوكهم واتجاهاتهم، كما جعل الإسلام لأب الفتاة ولاية عليها، وشرّك بينهما في اختيار الزوج الصالح لها حذراً من أن تختار بمفردها زوجاً غير مناسب فتجر لنفسها الويلات والشقاء، وتبتلي منه بذرية طالحة تشقى ويشقى بهم المجتمع، ومن الطبيعي أنها لا تحسن اختيار الزوج الصالح لها فإنها لا تعلم من الحياة إلا قشورها، وهي تحكم على خطيبها بما يبديه لها من حديث مصطنع ووعود خلاّبة، وما ينمقه لها من رسائل الغرام، أو ما يتمتع به من حسن الصورة والتجميل والتزيين بالأزياء المغرية وهي ـ بصورة جازمة ـ لم تطلّع على مكر الحياة وخبث الفاسقين، وكيد العاشقين، ولم تعرف كذب الوعود، ورياء العهود، ولم تفقه أن الزواج السعيد الذي يحقق أحلامها وآمالها إنما يكون إذا اقترنت برجل شريف النفس كريم الخلق، صادق الإيمان حتى يعني بشؤونها وحقوقها، وتنجب منه الذرية الطيبة التي تكون قرّة عين لها في حال كبرها وشيخوختها... وهذا هو ما يريده الإسلام لها.
    وعلى أي حال فإن نظام الأسرة الذي سنّه الإسلام يقوم على أساس من الوعي والعمق لما تسعد به الأسرة، ويؤدي إلى تماسكها وترابطها من الناحية الفيزيولوجية، والنفسية، والاجتماعية، بحيث ينعم كل فرد منها، ويجد في ظلالها الرأفة والحنان والدعة والاستقرار.
    إن الإسلام يحرص كل الحرص على أن تقوم الرابطة الزوجية ـ التي هي النواة الأولى للأسرة ـ على المحبة، والتفاهم والانسجام، وهو الزواج المثالي .
    لقد شرع الإسلام جميع المناهج الحية الهادفة إلى إصلاح الأسرة ونموّها وازدهار حياتها، فعني بالبيت عناية خاصة، وشرع آداباً مشتركة بين أعضاء الأسرة، وجعل لكل واحد منها واجبات خاصة تجاه أفراد أسرته، وهي مما تدعو إلى الترابط .
    أهمية البيت :
    عني الإسلام به عناية خاصة فأمر بأن تسود فيه المحبة والمودة، وترك الكلفة، واجتناب هجر القول ومرّه، فإن لذلك أثراً عميقً في تكيّف الطفل، وإذا لم يوفق البيت لأداء مهمته، فإن الطفل يصاب بانحرافات خطيرة، منها القضاء على شعوره بالأمن، وتحطيم ثقته بنفسه، وغير ذلك مما نص عليه علماء النفس.

    المناهج المشتركة:
    الحب والمودة: عن رسول الله (صلّى الله عليه وسلم) أن شخصاً جاءه فقال له: إن لي زوجة إذا دخلتُ تلقّتني، وإذا خرجت شيعتني، وإذا رأتني مهموماً قالت ما يهمك؟ إن كنت تهتم لرزقك فقد تكفل به غيرك، وإن كنت تهتم بأمر آخرتك فزادك الله هماً. فانبرى (صلّى الله عليه وسلم) يبدي إعجابه وإكباره بها وقال: (بشّرها بالجنة، وقل لها: إنك عاملة من عمال الله).
    2ـ التعاون:يقول النبي عليه الصلاة والسلام : (( فليعطف كبيركم على صغيركم، وليوقر صغيركم كبيركم..) إن مراعاة هذه الآداب تخلق في داخل البيت جواً من الفضيلة والقيم الكريمة، وهي توجب تنمية السلوك الكامل في نفس الطفل، وتبعثه إلى الانطلاق في ميادين التعاون مع أسرته ومجتمعه، وقد ثبت في علم التحليل النفسي بأن قيم الأولاد الدينية والخلقية إنما تنمو في محيط العائلة.
    في العصر الحديث :
    مشكلة الأسرة ـ في هذه العصور الحديثة ـ مشكلة خطيرة جداً، فقد فقدت نتيجة التغيرات الاجتماعية كثيراً من وظائفها التي كانت تقوم بها من ذي قبل، فأدى ذلك إلى تفكك عرى الأسرة، وانهيار الروابط التي كانت تربطها فيما قبل، يقول بعض المربين:
    (وأن من مخاطر المجتمع الحديثة الرئيسية هو الدور الطبيعي الذي كانت تقوم به الأسرة يتضاءل نتيجة لاستيلاء مؤسسات أخرى على كثير من مسؤولياتها ونخشى نتيجة التضاؤل أن تفقد الأسرة الأثر الفعّال، الذي هو من أهم قوى الاستقرار في المجتمع..).
    وإن من أوهى الآراء القول بإهمال شؤون الأسرة، وترك الحديث والبحث عنها، لأنها لا تؤثر في تطورنا الاجتماعي، بل إنها مصدر من مصادر الاستغلال يجب تحطيمها كما أعلنته الماركسية في بداية تطبيقها زاعمة أن الرجل يستغل زوجته وأولاده فيتخذهم أدوات إنتاج.
    وقد تراجعت الشيوعية عن كثير من مقرراتها لأنها اصطدمت بالواقع الذي يعيشه الناس في جميع مراحل تاريخهم من أن الأسرة نظام مستقر ثابت لا غنى للبشرية عنه ومن ثم اتجه المشروع الروسي إلى إعلاء شأن الأسرة والعمل على حماية الدولة لمصلحة الأم والطفل. ومنح المرآة إجازة قبل الولادة وبعدها بأجر كامل.
    انعزال المرآة عن التربية :
    وكانت المرأة فيما قبل مستقرة في بيتها تعنى بتربية أولادها، والقيام بشؤون زوجها، وكانت تقوم مقام المعلم بين أبنائها مشتركة مع الرجل في ذلك.. أما في هذه الصورة فقد خرجت الزوجة لتقوم بأعمال تشابه أعمال الرجل، وأصبحت شؤون المنزل والقيام بمهامه عملاً ثانوياً بالنسبة لها. وأصبحت المرآة في كثير من الدول ترى أن إنجاب الأطفال يتعارض مع قيامها بتولي الوظائف العامة، الأمر الذي نجم منه تحديد النسل، وعدم التفكير في إنجاب الأطفال.
    ومما لا شبهة فيه أن المرآة مسئولة عن تهيئة الجو الاجتماعي والنفسي لنشأة الأطفال نشأة سليمة متكاملة، وقد نجم من تخيّلها عن هذه الوظيفة كثير من المضاعفات السيئة، وكان من أهمها انهيار الأسرة، فقد أصبح التقاء المرآة بزوجها وأطفالها التقاءً سريعاً، وأصبحت الأسرة في نظر الكثيرين أكثر شبهاً (بالفندق) من دون أن يوجد ذلك الرباط الاجتماعي والنفسي الذي يربط بين أفراد الأسرة، والذي يدعوهم دائماً إلى وضع مصلحة الأسرة فوق كل اعتبار إن خروج المرآة من البيت قد أوجب حرمان الطفل من التمتع بحنان أمه، وذلك لمزاولتها العمل، وتركها له أكثر الوقت، ومن الطبيعي أن تغذيته الاصطناعية وتعهد المربية لشؤونه لا يسد مسدّ حنان الأم وعطفها، فقد أثبتت التجارب العلمية أن الطفل لا ينمو، ولا يترعرع على حليب أمه، فحسب بل على عطفها وحنانها، وهذا الغذاء العاطفي لا يقل أهمية عن الغذاء الجسدي في تنمية شخصيته ومن هنا جاءت أفضلية التغذية الطبيعية من ثدي الأم على التغذية الاصطناعية ففي الأولى يتمتع الطفل بأمرين هما الغذاء والحنان وأما التغذية الاصطناعية، فإنها تخلو غالباً من شعور الطفل بحنان أمه. ومن هنا يحسن في الأطفال الذي يحرمون من التغذية الطبيعية أن تضمهم أمهاتهم إلى صدورهن حسب ما ينصح به أطباء الأطفال.
    وعلى أي حال فإن الطفل لا ينشأ نشأة سليمة إلا إذا أخذ حظه من الحب والحنان من أمه، وهو ـ في الغالب ـ قد حرم من هذه الجهة حين انعزال المرآة عن التربية.
    وقد نعى على المرآة خروجها من بيتها جمع كبير من علماء التربية والاقتصاد والنفس،
    فإن خروج المرآة من بيتها، ودخولها في المعامل، ومزاحمتها للرجل في عمله واقتصاده مما أدى إلى عجزها عن القيام بوظيفتها في تربية النشء فإنها لم تعد إلى المنزل إلا وقد أضناها العمل واستنزفت الأتعاب جميع قواها، فكيف تتمكن من تربية أطفالها تربية سليمة، ومن الطبيعي أن ذلك يشكل خطراً جسيماً على النشء يعرّضه إلى الإصابة بكثير من الأمراض النفسية، وعدم الاستقامة في سلوكه، حسب ما دلّل عليه علماء التربية والنفس.
    عقوق الأبناء:
    فقد عملت التربية الحديثة بما تملك من طاقات مادية وحضارية على الزهد والتشكيك بقيم الآباء وعاداتهم وأفكارهم، وأصبح الأبناء ناقمين على مثل آبائهم وقيمهم، ونتج من ذلك نضال فكري وثوري على المثل القديمة، والنبذ لكل ما يعتنقه الآباء من القيم والتقاليد الاجتماعية، كما نتج صراع آخر عنيف وحاد فيما بينهم، فالآباء دوماً يشكون ما يعانونه من عقوق أبنائهم، وسوء آدابهم، ويحكون صوراً متنوعة من جفائهم، وعدم حشمتهم، ومقابلتهم بالقسوة والحرمان.
    التحلّل والميوعة : ومنيت كثير من الأسر الحديثة بألوان فظيعة من التحلل والانحراف، فقد أسرفت في التفنن بأنواع الملذات والمحرمات مما أدى إلى انهيار الأخلاق، وانحطاط السلوك. ومن الطبيعي أن الانسياق وراء اللهو يخلق جيلاً غير متماسك لا يعنى بالقيم الإنسانية ولا بالمثل الاجتماعية إن انحراف الناشئة وفساد سلوكها يستند ـ على الأكثر ـ إلى ميوعة الأسرة وتحللها، ولا نعدو الصواب إذا قلنا إن كفة إصلاح الأسرة يفوق سائر العوامل التربوية الأخرى فهي المدرسة الأولى التي تؤثر أثراً مباشراً على السلوك والتوجيه.
    [/align]



    التعديل الأخير تم بواسطة شام ; 20-11-2005 الساعة 01:38
    هكذا هم الغرباء يأتون ويرحلون بـصمت ..!

  8. #8
    شاعره


    تاريخ التسجيل
    07 2005
    العمر
    41
    المشاركات
    1,125
    المشاركات
    1,125


    سيدي القدير
    «®°·.¸.•°°·.¸¸.•°°·.¸.•°®»المشرف العام«®°·.¸.•°°·.¸¸.•°°·.¸.•°®»

    أولاً يسعدني ويشرفني جداً ياسيدي بأنك أول من رد على هذا الموضوع وبأنه نال على اهتمامك ..
    ثانياً سيدي الفاضل أشكرك جزيل الشكر على إبداء وجهة نظرك .. فقد ترى ياسيدي مالا أراه ..
    ولسنا هنا إلا لنستفيد من ذوي الخبرة .. ونستفيد ونفيد بعضنا البعض .. فلك جزيل الشكر على هذا التعاون .. بما أنك قدوتنا في مضايف شمر ..


    [16]من باب تحصين المراهق في هذه المرحله يحتاج إلى مصل المناعه فيجب تزويده ببعض امصال المناعه التي من خلالها يكتسب مناعه جيده وتعطيه قدره جميله للتعامل مع العالم المحيط به ، لاسيما إن كان هذا العالم ليس ارجوازيّ الملامح مخمليّ الملمس [/16]

    هذه نقطة مهمة جداً ياسيدي وحسب رأيي المتواضع يجب على الوالدين إعطاء الإبن والبنت أمصال منذ الطفولة ومنذ نعومة أظافرهم فالتربية تكون من البداية ولاتكون في ذروتها فقط عند سن المراهقة .. وأقول بأن أول مصلٍ يجب على الوالدين إعطاؤه لأبنائهم هي الرقابة الذاتية المرتبطة بالخالق عز وجل .. والتي من خلالها تتفرع مكارم الأخلاق .. والتي هي من شريعة الله كما قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : ((إنما بعثت لأتمم مكارم الأخلاق)) . صدق رسول الله صلى الله عليه وسلم .



    [16]وطرق منحه المناعه عديده وكثيره وليس لها مسوّغ معيّن ( بنظري ) إنّما تختلف بين ( اب واب آخر ومن أم وأم أخرى ) ومدى تجارب والمام وليّ الأمر .[/16]

    وهذه أيضاً سيدي نقطة مهمة جداً .. فكما أسلفت بأن الوالدين يجب أن يكونوا أساساً قد أخذوا تلك الأمصال من والديهم .. ولكن إذا لم يتربوا على أي مبدأ وأهملم والديهم فإنهم فقدوا ذلك العنصر فلن يستطيعوا بعد ذلك أن يعطوا أبناءهم تلك الأمصال لأنه وكما يقال : ((فاقد الشئ لايعطيه)) .. ولأنهم أخذوا والديهم قدوة فسيربون أبناءهم على الطريقة التي هم تربوا بها .. إلا طبعاً المتعلمين وفرق اختلاف الأجيال .. ومن رحم ربي .


    [16]ولا أخذ بقول خطأ الشاب وتبرأة الفتاه مع انني اميل إلى الميل بخطأ من قام بتربية الفتاه فمن باب اولى منحها جرعات كافيه تستفيد منها بأن ليس كل وعد حقّ ويلزم تنفيذه وليس كل روايه صحيحه لا يفترض التشكيك بها وليس كل ابتسامه تكون صافيه من القلب ولا يجوز قراءة تعابير الوجه الأخرى جيّدا .. الخ ، بل يجب ان يكون للفتى والفتاه معملهم الخاص بهم وبه يتم تمحيص كلّ شيء يمرّون به ويستطيعون تمييز الخبيث من الحسن[/16]

    وأنا ياسيدي كما أسلفت سابقاً بأنه ربما كان الشاب ضحية والديه هو أيضاً .. والفتاة ضحية والديها .. ولكن ياسيدي في قولك بأنه ليس كل وعدٍ حق ويلزم تنفيذه وليس كل روايةٍ صحيحة لايفترض التشكيك بها وليس كل ابتسامة تكون صافية من القلب .. أنا معك ياسيدي ولكن كيف يمكن للمراهق وفي هذه الأيام بالذات أن يشكك في صحة المشاعر والتي أصبحت هذه الأيام لعبة يحترفها الجميع أشهر من كرة القدم .. وكأنها المشاعر لدى بعض البشر هي لعبة يلهون بها ومايلبثوا حتى يملوا منها كالطفل الذي يتعلق بشئ لايستطيع الوصول إليه فإذا وصل إليه فقد حلاوته ورماه .. سيدي أصبحت المشاعر والوعود وحتى تعابير الوجه متقنة للخداع .. فإذا خدع الكبار فكيف بالمراهقين الذين هم في أمس الحاجة إلى المشاعر .. مهما كان إكتفاؤهم .. فكيف بفتاة وفتى كانوا ضحية والديهم ..


    عموماً ياسيدي أسعدني وجودك ورأيك الرائع وتوضيحك لنقاط ربما غفلت عنها .. أثابك الله على كل حرف خططته .. وجزاك الله عنا كل خير ..

    دمت كما تحب ياسيدي

    تلميذتك
    نــ بنت الفهد ــوف



    مقاس التوقيع 500 بيكسل عرض وطول200 كحد اقصى وكذلك حجم التوقيع لا يتجاوز50ك ب نرجوا من الجميع التقيد بذلك من اجل تصفح افضل

  9. #9
    شاعره


    تاريخ التسجيل
    07 2005
    العمر
    41
    المشاركات
    1,125
    المشاركات
    1,125


    الأخ الفاضل والمشرف القدير الأستاذ
    «®°·.¸.•°°·.¸¸.•°°·.¸.•°®»محمد الشمري«®°·.¸.•°°·.¸¸.•°°·.¸.•°®»

    أخي القدير .. يسعدني ويشرفني حضورك الراقي وردك الرائع .. والذي يهمني ويهم جميع من يقرأ هذا الموضوع .. وأنا أتفق معك في كل ما أسلفته لأن هذا الموضوع بالذات يحتاج لأكثر من رأي فهو موضوع شائك كما تعلم وقضية مجتمع بأسره .. وليس قضية فتى وفتاة فقط .

    قلت ياسيدي الفاضل نقطة مهمة في هذا الموضوع .. وهو حرج الأباء والأمهات من الحديث مع أبناءهم وبناتهم في مواضيع أخلاقية واجتماعية كهذه .. عندما يكبر الأبناء والبنات تشعر الأسرة بالحرج من فتح ملفاتٍ كهذه خوفاً من أنهم وكما يعتقدون بأن هذه الأمور تفتح أعين الأبناء على الرذيلة وماهم غافلون عنه .. ولكن العكس هو الصحيح .. ففتح هذه الملفات أمام الأبناء تحميهم من الإنحراف والإنجراف مع التيار .. ويجب أن تفتح هذه الملفات كي يستوعب عقل الأبناء والبنات عاقبة أمرٍ كهذا فيعملون احتياطاتهم على أن يبتعدوا من رفقاء السوء مثلاً وعن الرفقاء الغافلون الذي لم تفتح أمامهم ملفات التوعية .. فكما يقال : ((الصاحب ساحب)) .. ويجب أيضاً على الأهل مصاحبة أبنائهم وكفايتهم عن مصاحبة الآخرين .. لأن المراهق قد يسر لصديقه ماقد لايسره لأهله .. والسر برأيي إذا خرج خارج محيط الأسرة .. فهو لايصبح سراً أبدا .. لذلك يجب على الوالدين توعية الأولاد والبنات ومصاحبتهم .. لأن الوالدين أحرص عليهم من غيرهم كما هي فطرة الأبوة والأمومة .. وكما يقال باللغة العامية : ((إذا كبر ولدك خاويه)) .

    أما عن القصة التي رويتها .. فهذه لا أسميها أسرة .. لأنه من الواضح أن هناك تفكك أسري وفجوة كبيرة جداً .. فالأم تذهب للكوافير .. هذا لأنانيتها وعدم اهتمامها ببيتها أو حتى نسيانها أو لنقل تناسيها لبيتها وزوجها .. أما عن الأب فهو أصلاً لايعي مايفعل لأنه يتصرف تحت تأثير المنكر عليه ولعله مدمن والعياذ بالله .. الله أعلم .. ولكن الضحية هنا هي تلك الطفلة .

    سبحان الله .. هذه الدنيا دنيئة .. فهوى النفس أصبح يسيطر على البشر إلا من رحم الله .. وتحت تأثير هوى النفس يصبح الإنسان أناني .. لايهمه في هذه الحياة سوى نفسه .. الحمد لله الذي عافانا وفضلنا على كثيرٍ من خلقه مما ابتلاهم به .. وأصلح الله أحوال المسلمين اللهم آمين ..

    أخي محمد الشمري .. تشرفت كثيراً بردك ورأيك وزيارتك ..
    أثابك الله على كل حرفٍ خططته وجعله الله في موازين أعمالك .. وجزاك الله عنا كل خير ..


    دمت مبدعاً كما تحب


    أختك
    نــ بنت الفهد ــوف



    مقاس التوقيع 500 بيكسل عرض وطول200 كحد اقصى وكذلك حجم التوقيع لا يتجاوز50ك ب نرجوا من الجميع التقيد بذلك من اجل تصفح افضل

  10. #10
    شاعره


    تاريخ التسجيل
    07 2005
    العمر
    41
    المشاركات
    1,125
    المشاركات
    1,125


    الأخت الغالية والعزيزة
    ][`~*¤!||!¤*~`][ريم شمر][`~*¤!||!¤*~`][

    يسعدني ويشرفني عزيزتي أن الموضوع نال على إهتمامك .. وأشكرك على الرد الرائع .. والذي يدل على ثقافتك ووعيكِ بهذه الأمور .. وحما الله ذريتكِ عزيزتي من كل مكروه ..

    دمتي رائعة كما أنتِ

    أختك
    نــ بنت الفهد ــوف



    مقاس التوقيع 500 بيكسل عرض وطول200 كحد اقصى وكذلك حجم التوقيع لا يتجاوز50ك ب نرجوا من الجميع التقيد بذلك من اجل تصفح افضل

صفحة 1 من 2 1 2 الأخيرةالأخيرة

معلومات الموضوع

الأعضاء الذين يشاهدون هذا الموضوع

الذين يشاهدون الموضوع الآن: 1 (0 من الأعضاء و 1 زائر)

     

المواضيع المتشابهه

  1. مجتمع الدجاج والثعالب؟
    بواسطة شام في المنتدى المضيف العام
    مشاركات: 14
    آخر مشاركة: 10-10-2007, 01:07
  2. تناقضات مجتمع !!!
    بواسطة محمدالشمري في المنتدى مضيف آدم وحواء
    مشاركات: 7
    آخر مشاركة: 30-12-2005, 19:51
  3. مجتمع التناقض
    بواسطة مخاوي الوقت في المنتدى المضيف العام
    مشاركات: 4
    آخر مشاركة: 15-05-2005, 13:52
  4. فقيدة .. مجتمع
    بواسطة عقاب الربع في المنتدى مضيف الأمير الشاعر طلال الرشيد(رحمه الله)
    مشاركات: 14
    آخر مشاركة: 08-12-2003, 04:26
  5. سؤال مهم لفضيلة الشيخ - من دروب الشوق
    بواسطة الشيخ/عبدالله الواكد في المنتدى المنتدى الاسلامي
    مشاركات: 0
    آخر مشاركة: 20-10-2001, 01:24

المفضلات

ضوابط المشاركة

  • لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
  • لا تستطيع الرد على المواضيع
  • لا تستطيع إرفاق ملفات
  • لا تستطيع تعديل مشاركاتك
  •  
جميع ما يطرح بالمضايف يعبر عن وجهة نظر صاحبه وعلى مسؤوليته ولا يعبر بالضرورة عن رأي رسمي لإدارة شبكة شمر أو مضايفها
تحذير : استنادا لنظام مكافحة الجرائم المعلوماتية بالمملكة العربية السعودية, يجرم كل من يحاول العبث بأي طريقة كانت في هذا الموقع أو محتوياته